السؤال: ما حكم المشاركة في بناء إحدى الكنائس في بلد إسلامي؟المفتي: فضيلة الشيخ د. يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي للمسلمين الفتوى: اختلفت أقوال الفقهاء في ذلك على قولين: التحريم والجواز، والذي أراه أن إقامة الكنيسة لغير المسلمين من أهل الذمة، أو للمواطنين من المسيحيين وغيرهم، ممن يعتبرهم الفقهاء من «أهل دار الإسلام»: لا حرج فيه إذا كان لهم حاجة حقيقية إليها، بأن تكاثر عددهم، وافتقروا إلى مكان للتعبد، وأذن لهم ولي الأمر الشرعي بذلك، وهو من لوازم إقرارهم على دينهم.ومثل ذلك غير المسلمين من غير المواطنين الذين دخلوا دار الإسلام بأمان، أي بتأشيرات دخول وإقامة، للعمل في بلاد المسلمين، وتكاثرت أعدادهم، واستمر وجودهم، بحيث أصبحوا في حاجة إلى كنائس يعبدون ربهم فيها، فأجاز لهم ولي الأمر ذلك في حدود الحاجة، معاملة بالمثل، أي كما يسمحون هم للمسلمين في ديارهم بإنشاء المساجد لإقامة الصلوات.وإذا أجزنا لهم إقامة هذه الكنائس في دار الإسلام، فما سُمِح لهم به، وأجازه علماء الشرع، يجوز المشاركة في بنائه وإقامته، وإن كان كثير من العلماء يكرهون ذلك للمسلم، لأنه يعين على أمر يعتقده في دينه باطلا وضلالا، فالمعاونة فيه داخلة بوجه في قوله تعالى: «ولا تعاونوا على الإثم والعدوان» (المائدة:2)، وبالله التوفيق.
توابل
فتاوى عصرية: مساهمة المسلمين في بناء الكنائس جائز
28-08-2011