يستعدّ الفنان القدير عبد الرحمن العقل لتقديم عمل مسرحي جديد في عيد الفطر المقبل، وشارك أخيراً في {مهرجان دبي لمسرح الشباب} في دورته الخامسة. حول مشاهداته في مهرجان دبي وتقييمه للحركة المسرحيّة في الكويت كان الحوار التالي معه.

Ad

حدثنا عن «مهرجان دبي لمسرح الشباب» في دورته الخامسة.

نُظم هذا المهرجان برعاية كريمة من سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون... لفتني الدعم المادي اللامحدود والامكانات المتوافرة في الديكور والمسرح، واعطاء فرص للممثلين والمخرجين والمؤلفين ومصممي الديكور ومهندسي الإضاءة والصوت، كذلك لفتني حضور المسؤول عن المهرجان منذ اليوم الأول حتى اختتامه، والاهتمام بالضيوف فلكل ضيف سيارة وسائق خاص، واستقطاب النقاد وأهل المسرح من الخارج ليشاهدوا أعمال المسرحيين الشباب.

ما أبرز المحطات التي أثارت إعجابك في المهرجان؟

تكريم الفنان يحيى الحاج، خبير مسرحي سوداني خدم الحركة المسرحية الإماراتية 35 سنة ومُنح جائزة شخصية العام، وذكر المخرج المبدع الراحل صقر الرشود. كذلك أعجبت بكتيبات المهرجان والمسرحيات التي كانت على مستوى عالٍ من الاتقان.

إذا قارنا بين «مهرجان دبي لمسرح الشباب» ومهرجان «أيام المسرح للشباب»، ما أوجه الاختلاف بينهما؟

في «مهرجان أيام المسرح للشباب» ثمة تقدير للشباب ولكن ليس بمستوى الطموح، بالإضافة إلى أنه ظُلم، إذ يفترض وضع شروط صارمة، كي لا يشارك شباب غير مؤهلين،  وليجتهد المشترك في اختيار النص والمخرج والممثل الموهوب، ففي دبي رأيت تنافساً على مستوى التمثيل بلغ حدّ الاحتراف.

هل يتوافر لدينا مسرح  مجهّز بأحدث التقنيات؟

بالطبع وهو مسرح قصر بيان الذي يعتبر أحدث وأضخم ثالث مسرح في العالم، جهّز بديكورات متحركة تحت الأرض وفي جوانبه، وقد قدمت فيه مسرحيتان. في هذا السياق علمت من الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة أنه تم بناء مسرح السالمية على غراره، وسيتبعه بناء مسارح في محافظات الكويت.

كيف تقيّم «مهرجان أيام المسرح للشباب»؟

تنظيمه جيد، لتثبيت القاعدة الشبابية وتنمية حركة مسرحية صحيحة ومنح فرص للطاقات الموهوبة، بصراحة الدورة السابعة كانت أقوى من الثامنة التي لم يلفتنا فيها  سوى عملين فحسب يستحقان الإشادة.

أين المسرح المدرسي والأندية الصيفية اليوم؟

أقول أين وزارة التربية؟ للأسف نمي إليّ أن نشاط المسرح المدرسي يوم الثلثاء ألغي، مع العلم أن مواهب فنية وأدبية كثيرة ظهرت من خلاله. في السابق كان المسرح مادة أساسية في المنهاج المدرسي كنشاط مدته ساعة ونصف الساعة، كذلك أبرزت الأندية الصيفية مواهب في مجالات الفن والأدب والرياضة والصحافة.

ما النادي الصيفي الذي انتسبت إليه؟

شاركت في أكثر من نادٍ في  خيطان والفروانية وغيرهما،  آنذاك  كان في كل حي نادٍ صيفي للبنين والبنات، ثم أصبح في كل منطقة وبعد ذلك في كل محافظة...

هل يمكن أن تذكر أبرز الأسماء على الساحة الفنية التي انطلقت من الأندية والمسرح المدرسي؟

فؤاد الشطي، جوهر سالم، كنعان حمد، عبدالله الحبيل، سليمان الياسين...

من كان يقيّم موهبة الشباب في هذا النشاط المسرحي؟

لجنة تحكيم تكونت من الفنانين: عبد الحسين عبد الرضا، عبد العزيز النمش، صقر الرشود، عبد العزيز السريع... وقد فزت في مسابقة أفضل ممثل ثم انخرطت في  «فرقة مسرح الخليج العربي».

ما المسرحيات التي  قدمتها في النادي الصيفي؟

«مطرقة وجلابتين»، عمل كوميدي ومسرحية «بدوي على ظهر القمر» من تأليفي وإخراجي.

ما كان أول عمل مسرحي لك مع «مسرح الخليج العربي»؟

«نعجة في المحكمة»، أول مسرحية خضتها على مستوى الاحتراف والبطولة وجسدت فيها شخصية بدوي، وهي تتكون من فصل واحد، تأليف جون فرندان، إعداد سليمان الخليفي، إخراج صالح الحمدان، شارك فيها نجوم كبار من بينهم:  منصور المنصور، مريم الصالح، محمد السريع، عبد الرحمن الصالح، مبارك السويد. عرضت على مسرح كيفان في 3 نوفمبر 1969.

يذكر أن  خط المسرحية تماشى مع الخط الجديد الذي اتبعه الرائد المسرحي الراحل صقر الرشود في تقديم الأعمال الكوميدية، فقد جسّد  محمد المنصور شخصية كوميدية في المسرحية الثانية «بخور أم جاسم»، وعبدالله الحبيل وسليمان الياسين في المسرحية الثالثة «الواوي».

ما الأجر الذي تقاضيته عن «نعجة في المحكمة»؟

مائة دينار، عرضنا المسرحيّة  عام 1970، على مدى عشرة أيام، وكانت من المسرحيات الجميلة.

ماذا استفدت من المبدع الراحل صقر الرشود؟

هو مدرسة فنية نهلت منها أنا وزملائي الكثير، تعلمت منه الالتزام بالكلمة الجميلة والموزونة وبأخلاقيات المسرح واحترام الجمهور، العمل بحب وإخلاص، الشعور بالرهبة عند تقديم أي مشروع فني، اختيار  الشخصية بعناية والحرص على أدائها بإتقان، تجنّب التكرار، عدم النظر إلى الماديات، فالأهم القيمة والفكر، لذا أختار أدواري بدقة وأدرس العمل الذي يعرض علي من جوانبه كافة لا سيما المخرج وفريق العمل... فأنا اتطلع دائماً إلى الدور المرسوم الذي يحمل بصمة.

يكفي أن نرى ما قدمه الفنان عبدالله الحبيل من إبداع في مشهد الصندوق في مسرحية «حفلة على الخازوق» فهو من مدرسة صقر الرشود، وحتى الفنانين الكبار تعلموا منه في مسرحية «1 2 3 4 بم»، ويحفّزك خياله الإبداعي على تقديم الجديد.

ما سر نجاح «البمبرة» مع عبد الله الحبيل؟

المسرحية من انتاجه الخاص، وعندما كتب النص رسم شخصيتي فجسدت أكثر من «كراكتر» ولله الحمد «ضربت» معنا، بالإضافة إلى العلاقة العائلية الطيبة التي تجمعني  بعبد الله الحبيل، التنافس بيني وبينه أيام الأندية الصيفية ومسابقاتها، من ثم عملنا سوياً في مسرحيّة «مجنون سوسو» مع الفنان الراحل محمد السريع وهيفاء عادل، بعد ذلك في مسرحية «الحلاق»...

ماذا عن مسرح الطفل والبداية مع «السندباد البحري»؟

استفدت كثيراً من عملي كمدرّس وموجه في وزارة التربية، كان يفترض أن يخرج صقر الرشود مسرحيّة «السندباد البحري»، تأليف الكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن، إنتاج مؤسسة البدر للكاتبة عواطف البدر، فطلب مني المشاركة فيها، إلا أنني حاولت التهرب لجهلي ماهية هذا المسرح الجديد، فأصرّ وأقنعني بأن مسرح الطفل هو أصعب مسرح وقال لي: «إذا أثبت وجودك فيه فأنت فنان وستترك بصمتك فيه»، شاركني في البطولة: خالد العبيد، محمد السريع، ماجد سلطان واستقلال أحمد.

كيف تقيّم هذه التجربة؟

كنت متخوفاً، ولم أفصل بين التمثيل للكبار والتمثيل للصغار، فتعلمت من الرشود الأساسيات وكيفية أداء دوري أمام مشاهد لا يتعدى عمره  عشر سنوات وإيصال الكلمة والرسالة والمعلومة بلطف.

شكلت «السندباد البحري» الأرضية والقاعدة لي في مسرح الطفل، ثم توالت الأعمال منها «أ ب ت» و{الزرزور» و{جسوم ومشيري» وABCD.

استعنت في أعمالك بشخصيات كرتونية لماذا؟

لأنها محببة لدى الطفل، إلا انني اقتبست الإيجابي منها، فعندما استعنت بالسلاحف الأبطال لم نستخدم السيوف إلا في إنقاذ موقف معين، وكانت لعبة مضيئة لأنني حذر في هذه المسألة، كذلك اقتبست شخصية النمر الوردي من التراث بأسلوبي ولم استعن إلا بالموسيقى.

ما أول عمل تلفزيوني لك؟

مسلسل «مسمار جحا» قدمته في أوائل سبعينيات القرن الماضي، من بطولتي مع الفنان الراحل علي المفيدي الذي تعلمت منه أسلوب الأداء التلفزيوني ومواجهة الكاميرا من دون رهبة أو خوف، وتوالت مسلسلات التراثية من بينها: «الإبريق المكسور»، «الشاطر حسن»، «بدر الزمان»، «مدينة الرياح»، «الغرباء».

ما الشخصية التي يناديك بها الجمهور؟

ثمة شخصيات عدة يناديني بها الجمهور من بينها: «الشاطر حسن»، «أيوب البطل»، «السندباد»، «مرجان»، «عبسي» الشخصية التي جسّدتها  في المسلسلات الكرتوني «عدنان ولينا»، واللازمات في أعمالي مثل «عطيني دينار» في مسلسل «الغرباء».

تصورون المسلسلات خارج الأستوديو، ما أهمية ذلك؟

التصوير الخارجي أجمل وله وقعه وأكثر صدقية من الموقع المصنّع، فهو يغنيك عن بناء ديكورات داخل الأستوديو.

كيف يمكن منع الإشاعات  حول موت الفنانين عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟

يجب أن تفرض وزارتا الداخلية والمواصلات غرامة مالية وإنزال عقوبة السجن ثلاثة أشهر بحق من ينشر هذه الإشاعات،  نظراً إلى آثارها السلبية لا سيما الصدمة التي تحدثها عند أهل الفنان وقد تسبب في موت أحدهم...

هل تعرّضت لمثل هذه الإشاعة؟

بالطبع كذلك الأمر مع حياة الفهد وعبد الحسين عبد الرضا وولد الديرة، ولا أعلم ماذا يستفيد مروّجها.