لم تحظ ناخبات الدائرة الخامسة بفرصة التمثيل "النسائي" بالدورات البرلمانية اللاحقة لاقرار حقوق المرأة السياسية الا ان من المهم الاخذ بآرائهن حول اداء النائبات وتقييم تجربتهن البرلمانية باعتبارهن ممثلات للامة وليس لدوائرهن الانتخابية فحسب.

Ad

واللافت ان حرمان ناخبات الخامسة من تلك الخاصية "النسائية" لم يمنعهن من تكوين اراء جديرة بالاهتمام سياسيا واجتماعيا لوضع التجربة "الانثوية" في عالم السياسة المحلية وصنع القرار الوطني تحت المجهر وتقييمها ودراستها سلبا او ايجابا.

والتقت "كونا" ناخبات في الدائرة الخامسة اكدن في لقاءات متفرقة ان الفئات الانتخابية المصوتة في الخامسة مازالت منقسمة على نفسها حول اداء النساء تحت قبة عبدالله السالم ومتباينة في ارائها حول نجاح هذه التجربة من فشلها على ارض الواقع الامر الذي يعطي هذه الدائرة اهمية خاصة لاسيما من ناحية اراء ناخبيها وناخباتها لاسيما ان هذه الدائرة تعتبر الاكثر عددا من حيث عدد الناخبين والتي لم تستطع ايصال اي نائبة الى مبنى البرلمان في الدورة الماضية.

وتقول ام احمد الصالح احدى الناخبات والمتحمسات التي حرصت على التصويت في الانتخابات البرلمانية السابقة انها لن تتوجه الى صناديق الاقتراع مؤكدة نيتها عدم التوجه الى صناديق التصويت مستقبلا نتيجة الاحباط المتراكم من الاداء البرلماني لنواب الامة عامة ونائباتها على وجه الخصوص.

واشارت ام احمد الى ان المرأة الكويتية قبل نيلها حقوقها السياسية في الترشيح والانتخاب تبرر تقصير النائب الرجل في دوره التشريعي تجاه مطالب المواطنات وقضاياهن الملحة لعدم تفهمه لبعض هذه المطالب الا ان الوضع اختلف اليوم وبات من الضروري ان تكون المرأة عنصرا مهما وفعالا وبحاجة الى ازالة التصورات السابقة.

واضافت انه بوصول المرأة الى البرلمان كانت فرحة الناخبات والمجتمع بشكل عام "فرحة لا تضاهيها فرحة كون المرأة نصف المجتمع ومربية الاجيال الا ان المرأة فاجأت المرأة عند وصولها الى البرلمان وشرعت في محاربة المرأة".

وتساءلت ام احمد عن الوعود التي تم قطعها في مقرات النائبات عند ترشحهن وفيما اذا تلاشت هذه الوعود او انها تأجلت حتى الانتخابات الحالية محذرة المرشحات من ان التاريخ يدون ولا ينسى الكلمات والافعال وان الشباب الكويتي بمن فيهم ناخبات الدائرة الخامسة يملك الوعي والادراك القادر على كشف المبالغات وشعارات المرشحات مهما كانت جميلة فالبقاء للاصلح والاقدر على الاستمرار في الاصلاح والجهد.

الغاية الفاضلة

بدورها قالت فاطمة العجمي وهي ناخبة تشارك للمرة الاولى في العرس الديمقراطي الكويتي حيث مازالت على مقاعد الدراسة الجامعية "التفاؤل هو الغاية الفاضلة في ظل الصراع السياسي بين القوى السياسية المختلفة التي تنتظر تشكلها بعد الانتخابات البرلمانية".

وأكدت العجمي ان التفاؤل يساعد ايضا على اعادة الثقة لناخبات الدائرة الخامسة تجاه النائبات الاربع اللاتي فشلن في كسب ناخبات جميع الدوائر متمنية ان تحظى الدائرة الخامسة بنائبة تستمع الى اراء وقضايا ومقترحات ناخباتها.

واعتبرت ان امنيتها الاخيرة جاءت من معاناة ناخبات الدائرة الخامسة من كون النائبات الاربع ركزن في تمثيل بنات ونساء دوائرهن في حين بقي الرجل هو الممثل لناخبات الدائرة الخامسة يدافع عن حقوقهن رغم ان دائرتهن هي الاكبر من ناحية الكثافة السكانية.

وطالبت النائبات القادمات في الدورة المقبلة بالتركيز في تشريعاتهن الخدمية على نساء الكويت جميعا وليس الالتزام فقط بالمصالح الفئوية الضيقة.

وأعربت سارة العازمي وهي معلمة في المرحلة الثانوية عن ايمانها المطلق بخصوص نجاح المرأة الكويتية كناخبة ونائبة تمثل كل الامة بدليل الوعي الواضح خلال عروض وسائل الاعلام والتى نقلت صورة مشرقة للمرأة الكويتية الى الخارج رافضة كل الانتقادات التي من شأنها تشويه تجربة المرأة.

واعترضت العازمي على وصف تجربة المرأة في البرلمان بالفاشلة مذكرة كل السياسيين ذوي التوجهات الذكورية العنصرية بان المزايا التى حظيت بها المرأة في المجلس السابق ما هي الا نتاج تعاون بين النائبات ونواب اخرين مع الحكومة ومخاض تنسيق مشترك ومعلن عنه في كافة وسائل الاعلام بين كل الاطراف ساهم في اقرار الكثير من المزايا المرتبطة بالحقوق الاسكانية وغيرها.

وقالت ام نصار العتيبي وهي ربة منزل في العقد الرابع ان التقييم الاصوب عند مراجعة مواقف السيدات عضوات المجلس السابق يجب ان ينطلق من قاعدة المقارنة بين الانجاز والاخفاق خلال مسيرة النائبات الاربع على اساس "ابيض او اسود" بمعنى "مع او ضد".

وتطرقت ام نصار الى الايجابيات بما فيها نجاح المرأة في الوصول الى مقاعد البرلمان الامر الذي يعتبر بحد ذاته انجازا يحسب لها موضحة ان النائبات شكلن اداة ضغط في دعم مقعد وزاري دائم للمرأة واثبات وجود باقي القيادات في المؤسسات الحكومية المختلفة كما انهن مارسن العمل البرلماني بشكل متزن فكن ناشطات في اعمال اللجان ومتواجدات دائما في عملية التصويت المختلفة مع التذكير بانضمامهن الى الكتل السياسية المختلفة.

وعن سلبيات النائبات قالت ام نصار ان الالة الاعلامية للنائبات اثبتت عدم قدرتها التواصلية مع الجمهور اضافة الى عدم تواصل بعض النائبات مع شرائح المجتمع المختلفة الى جانب عدم وضوع اكثر من نائبة في تحديد مواقفها السياسية خلال الاستجوابات التي اثرت على سمعة النائبات عند تصويتهن