تستعد المخرجة العالمية ميرا ناير لاقتباس رواية «الأصولي المتردد» وهي الرواية الأكثر مبيعاً للمؤلّف الباكستاني محسن حميد، ستنقل إلى الشاشة الفضية من خلال فيلم تخرجه ناير الحائزة جوائز عالمية عدة، والتي قدّمت مجموعة أفلام متميزة مثل «سلام بومباي!» و{مونسون ويدينغ» و{ذا نيمسيك».

صدرت ترجمة رواية «الأصولي المتردد» العربية عن «شركة المطبوعات» في بيروت، وهي تتناول قصة شاب باكستاني طموح متحدّر من أسرة مرموقة، يقرّر الهجرة الى الولايات المتحدة الأميركية حيث يحقّق النجاح، وإلى جانب ذلك يعيش علاقة حب رائعة مع شابة أميركية تُدعى إيريك. لكن عندما تقع اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول)، تتحوّل الأمور الى الأسوأ وكأن لعنة حلّت على البطل، وكلّنا يعرف كم أثّرت هذه الأحداث على عرب كثر لا علاقة لهم من قريب أو بعيد بها.

Ad

الصراع بين الغرب والشرق في الرواية، يقابله تعاون بينهما في تحويل النص الروائي الى فيلم يعالجه سينمائياً بيل ويلر ومحسن حميد وإيمي بوجاني وتنتجه ليديا دين بيلتشر، وهو ثاني إنتاج عالمي ضخم تموّله «مؤسسة الدوحة للأفلام». وستتنقّل الكاميرا خلال التصوير بين مواقع ومدن عدة من بينها أتلانتا ونيويورك ولاهور ونيو دلهي واسطنبول.

يجسّد الممثّل ريز أحمد الشخصية الرئيسة في الفيلم، وهو أدى سابقاً أدواراً في أفلام عدة منها: «فور ليونز» و{الذهب الأسود»، وشاركته الممثلة كيت هدسون التي قامت ببطولة «برايد وارز» و{ناين» و{سومثينج بورود»، والممثل ليف شريبر الذي ظهر في أفلام عدة مثل «سولت» و{إكس مِن: أوريجينز» و{ذا مانشوريان كانديديت»، والممثل كيفر ساذرلاند الذي يشارك في المسلسل التلفزيوني الشهير «24»، إضافة إلى كلّ من نيلسان إيليس، ومارتين دونوفان، وأوم بوري، وشبانة عزمي، وهالوك بيلجينر وميشا شافي.

سينما مستقلة

الفيلم إنتاج مشترك بين «ميراباي فيلم» و{سيني موزاييك»، ويشكّل أول تمويل لفيلم مستقل تقوم به «مؤسسة الدوحة للأفلام». وفي هذا الإطار صرّحت أماندا بالمر، المديرة التنفيذية لـ «مؤسسة الدوحة للأفلام»: «منذ اطلعنا على نص الرواية، شعرنا بقدرة هذه القصة وعمق رسالتها وأهميّتها. تسعدنا مشاركة مجموعة من أبرز الممثلين العالميين في هذا المشروع. أما المخرجة ميرا ناير فهي إحدى أهم المخرجات والمخرجين، ونحن في قطر نكن لها كل الإعجاب لما تبرزه من موهبة والتزام بتقديم أفلام تعالج قضايا إنسانية مؤثرة».

تتميز ميرا ناير فعلاً بغزارة إنتاجها وانتقالها بين هوليوود والأفلام المستقلة، وقد أخرجت سابقاً 10 أفلام روائية طويلة تتضمّن «سلام بومباي!» الذي رُشّح لنيل جائزة الأوسكار وفاز بجائزة الكاميرا الذهبية في مهرجان «كان» السينمائي، و{مونسون ويدينغ» الذي حاز جائزة «الأسد الذهبي» في مهرجان «فينيسيا» السينمائي الدولي، و{هيستريكال بلايندنس» الذي شاركت فيه الممثلة المشهورة أوما ثيرمان وحازت عن دورها جائزة غولدن غلوب.

حول فيلم «الأصولي المتردّد» قالت ناير: «وُلد والدي ونشأ في مدينة لاهور قبل التقسيم ما بين الهند وباكستان. وقد راودتني فكرة صناعة فيلم معاصر عن باكستان، خصوصاً في هذا الوقت الذي يشهد شقاقاً يزداد يوماً بعد يوم بين الإسلاميين والغرب. بالنسبة إليّ كان من المهم جداً الحصول على شريك يشاطرني الأفكار ويؤمن بأهمية هذه القصة وقدرتها على إحداث التغيير. وقد قدّمت المؤسسة الدعم المطلوب منذ البداية، وإنها لهبة حقيقية أن أحظى بالحرية الإبداعية للقيام بفيلم سياسي ذي أبعاد متعدّدة في مثل هذا الوقت».

بدوره أكّد الكاتب الباكستاني محسن حميد أهمية نقل هذه الرواية إلى عالم السينما، قائلاً: «تعاني باكستان من العزلة الشديدة. لذلك فإن هذا الفيلم يعني لي الكثير، خصوصاً وأنه يمثّل حالة فنية نادرة يتعاون فيها الباكستانيون والأميركيون والهنود. إنه يسعى إلى إضفاء طابع إنساني على الصورة النمطية للعلاقة بين الثقافات المختلفة، ويحاول تحطيم الجدران التي تفصل بيننا ويعمل على زيادة مشاعر التعاطف لإعادة التواصل بيننا كفنانين وبشر ومواطنين نعيش على كوكب واحد».

يُذكر أن حميد وُلد عام 1971 في لاهور، وكتب روايتيه الأوليين وهو ما زال طالباً في جامعتي برنستون وهارفارد للقانون، ثم عمل مستشاراً إدارياً في نيويورك ولندن. فازت روايته الأولى بجوائز عدّة وصُوّرت فيلماً سينمائياً. أما الثانية «الأصولي المتردد» ففازت بجوائز كثيرة ورُشحت لجائزة بوكر للرواية، وسجّلت مبيعات عالية وأصبحت ضمن الروايات الأكثر مبيعاً في العالم.

كذلك يكتب حامد مقالات متنوّعة في صحف مثل: «داون» و{غارديان» و{نيويورك تايمز» و{واشنطن بوست» و{فاينانشال تايمز».