ككل من كتب الله له زيارة البيت الحرام والطواف حول الكعبة المشرّفة في عمرة أو حج، يحتفظ الإعلامي والشاعر المصري جمال الشاعر بذكريات خاصة حول زياراته الإيمانية للأراضي المقدسة.الزيارة الأولى لجمال الشاعر كانت قبل زواجه بأشهر قليلة ولم يكن بلغ حينها الثلاثين من عمره، حيث سافر خلال مهمة عمل إلى المملكة العربية السعودية، وقام خلال تلك المهمة بأداء مناسك العمرة لأول مرة في حياته. كان المشهد عصيّا على الوصف في الجمال والجلال والهيبة والرجاء، مشاعر شتى انتابت الشاب المصري حينذاك فلم يملّ من النظر إلى الكعبة التي بنتها الملائكة ورفع قواعدها أبو الأنبياء الخليل إبراهيم ونجله إسماعيل عليهما السلام.وقف جمال الشاعر أمام الكعبة يمعن النظر في كل جوانبها بين الحين والآخر، ولما كان مقبلا على الزواج في تلك الفترة في مقتبل حياته المهنية والزوجية وقف وصلي ركعتين بالمسجد الحرام استخار الله فيهما في مسألة زواجه الذي أتمّه عقب الرحلة مباشرة. يقول الشاعر: «ما إن صافح وجهي الكعبة المشرّفة حتى لهج لساني بأدعية وابتهالات كنت حفظتها في وقت سابق تمهيدا لهذه العبادة العظيمة».ويضيف: «بعدما طفت حول الكعبة، صليت عدة ركعات أمامها من كل جانب من جوانبها، وكنت أمعن النظر فيها وكلي سرور ورضا بالدين الذي أراد الله لي أن أؤمن به وبالأمة الإسلامية العظيمة التي أنتمي إليها».وعن مواقفه التي صادفها خلال أدائه للمناسك بالأراضي المقدسة قال الشاعر: «رأيت شخصا في إحدى المرات من القادمين من إحدى دول آسيا ممن لا يجيدون نطق العربية، وكان يدعو الله وهو في طريقه إلى الكعبة منحنيا يكاد يسير على أربع وما إن اقترب من الكعبة وشاهدها أمامه مباشرة حتى انتفض ووقف كجواد شامخ وقد عادت إليه عافيته ودخل وسط مجموعته التي قدم معها وقام بأداء المناسك وبدأها بطواف القدوم. هذا المشهد أكد لي قوة الإيمان التي تسكن بداخل كل مسلم حينما يخلص في أداء الطاعات؛ بما يترتب عليه من نعم ربّانية في الدنيا والآخرة لا حصر لها ولا عدد».يعتبر جمال الشاعر أن مشهد الوقوف بعرفات من كل عام رسالة واضحة لنحو مليار ونصف المليار مسلم يعيشون على سطح الكرة الأرضية أن يتوحدوا على مستوى الحكام وعلى مستوى الشعوب، فلقاء الكعبة استنفار لهمة الأمة، معربا عن أمله أن يعيش ليرى اليوم الذي يعقد فيه مؤتمر عربي إسلامي كل عام على هامش موسم الحج لمناقشة مشكلات الأمة الإسلامية وحلولها.وكرر الشاعر الزيارة غير مرة إلى الكعبة المشرّفة ومن أبرز المرات التي زارها فيها بعد الزيارة الأولى كانت بعد أسبوع واحد، حيث وقف مودّعا الكعبة ودعا الله ألا يحرمه تكرار الزيارة فلم يمض أسبوع واحد حتى فوجئ بتكليفه بمهمة إعلامية بالأراضي المقدسة، فوجد نفسه في نفس المكان الذي دعا الله فيه خلال سبعة أيام لا أكثر!ويتابع الشاعر: «لزيارة الكعبة نتائج عظيمة على حياتي فمنذ زيارتي الأولى لها وأنا أشعر بأن جهاز المناعة الإيماني لديَّ تعاظمت قدرته في مواجهة مغريات الحياة ومصائبها وابتلاءاتها وإنني أتذكر دوما حديث المصطفى (صلى الله عليه وسلم) «لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء» وهو ما يجعلني أواجه أي ابتلاء في حياتي صابرا قرير العين راضيا بقضاء ربي وحكمه ليقيني بحكمته».
توابل
مشاهير حول الكعبة: الإعلامي جمال الشاعر: استخرت الله في زواجي حينما زرت الكعبة أول مرة
18-08-2011