ساهم نجاح الأطفال في أفلام مصرية قُدّمت في السنوات الأخيرة في تحمّس المنتجين لإنتاج أفلام يؤدي هؤلاء بطولتها المطلقة إلى جانب النجوم، في محاولة منهم لجذب الجمهور مجدداً إلى السينما وتحقيق إيرادات عالية كون هذه النوعية من الأفلام تصلح عادة لتشاهدها الأسرة بأكملها. مها عمار أحد أبرز الأطفال الذين أدوا أدواراً لفتت انتباه الجمهور في السنوات الأخيرة وحققت أفلامهم إيرادات جيدة، وهي شاركت كريم عبد العزيز وحنان ترك بطولة فيلم «حرامية في كي جي تو»، وأثبتت موهبة وخفة ظل فتحت قلوب الجمهور لها، غير أنها اختفت بعد هذا الفيلم لسنوات ثم ظهرت مجدّداً في فيلم «سيب وأنا أسيب» مع عمرو واكد، وشاركها البطولة الطفل الموهوب يوسف عثمان الذي سبق أن أدى دوراً مميزاً في فيلم «بحب السيما» يختلف عن الأدوار العادية التي اعتدنا رؤية الأطفال يؤدونها في السينما المصرية.بطولة مطلقةعلى رغم أنها تكاد تتم الرابعة عشرة من عمرها إلا أننا ما زلنا نرى منة عرفة في أدوار الطفلة. وهي انطلقت في فيلم «مطب صناعي» مع أحمد حلمي، ثم شاركت في مسلسل «راجل وست ستات» وفي أفلام: «الحب كده»، «حلم العمر»، «البيه رومانسي»... ما دفع المنتج محمد السبكي إلى اتخاذ قرار بإنتاج فيلم لها تؤدي بطولته على أن يُحدّد اسم البطل لاحقاً، ذلك أن الدور الأساسي سيكون لها في أول بطولة مطلقة في السينما.العرض نفسه قدّمه السبكي إلى الطفلتين ملك وليلى ابنتي الفنان أحمد زاهر اللتين تتميزان بخفة ظلّ وتفاهم واضح بينهما أمام الكاميرا ما ساعد على نجاحهما، إلا أن والدهما لم يبدِ رأيه النهائي في الأمر بعد.بدورها لفتت الطفلة جنى الانتباه بعدما شاركت هاني رمزي بطولة «سامي أكسيد الكربون» مع درة وإدوارد، وقد حقق الفيلم نجاحاً ما دفع الشركة المنتجة إلى التفكير في إنتاج فيلم تؤدي بطولته ويشاركها فيه هاني رمزي من دون وجود بطولة نسائية، أو بوجود بطولة نسائية مهمّشة.حول تجربتها تقول جنى: «شاركت في بطولة «سامي أكسيد الكربون» لأني أحببت «عمو هاني»، وسأكون سعيدة لو قدمت معه فيلماً ثانياً بعد تجربتي الأولى الناجحة معه».تعشق جنى أفلام فيروز وتراها مثلها الأعلى، كذلك تعجبها الطفلة منة عرفة وتتمنى العمل معها، أما عن البطولة المطلقة فلا تتحمّس لها لأنها لا تحب العمل منفردة بل وسط كوكبة من النجوم.بدوره، يرى رمزي أن السينما تفتقد إلى بطولات الأطفال، وهذا ما حمسه لتقديم «سامي أكسيد الكربون» على أمل استعادة هذه النوعية من الأفلام. أما عن فيلمه الجديد الذي تردد أنه بطولة مشتركة بينه وبين جنى فيبدي رمزي سعادته بتكرار التعاون معها، خصوصاً أن ثمة كيمياء مشتركة بينهما ستسهم في نجاح أي تجارب أخرى حتماً.بطولات جماعيّةلم يقتصر نجاح الأطفال في السينما على طفل بمفرده أو طفلين بل امتدّ إلى البطولات الجماعية على غرار «الدادة دودي» الذي شاركت ياسمين عبد العزيز في بطولته مجموعة من الأطفال، ما أسهم في نجاح الفيلم عند عرضه في السينما وإقبال المشاهدين عليه في كل مرة يعرض فيها على شاشات التلفزيون.حول هذه الظاهرة يقول المنتج محمد السبكي: «وجود الأطفال في السينما المصرية مهم لأنه يضفي طابعاً خاصاً على الفيلم، مثلاً منة عرفة دمها خفيف ويحبها الناس ويشعرون كأنها فرد من الأسرة، ولو أسند إليها دور كبير في أفلامي سأطمئن إلى نجاح الفيلم لأن الناس يتوقون إلى مشاهدة فيلم دمه خفيف وأبطاله ليسوا غرباء عنهم».أما ملك وليلى فيصفهما السبكي «بالعفاريت» ويكشف أن ثمة فكرة لإنتاج أفلام لهما لكن لم تتّضح معالمها بعد، ويتساءل: «طالما شاهدنا أطفالاً في بطولات مطلقة تحقّق نجاحات كبيرة فلماذا اختفى هذا الأمر؟ سؤال لا أجد إجابة محددة له».إيرادات معقولةعلى رغم أن وجود الأطفال في أدوار البطولة في السينما ظاهرة منتشرة عالمياً، وتسيطر أفلامهم على شباك التذاكر سواء الأميركي أو غيره، إلا أن هذه الأفلام تتوجّه عادة إلى الأطفال أو مصنَّفة على أنها أفلام عائلية، من أشهرها سلسلة أفلام Harry Potter و Home Alone وSpy Kids.أما السينما المصرية فلم تشتهر بهذه النوعية من الأفلام إلا أن الأطفال كانوا دائماً عنصراً مهماً وحاضراً على ساحتها، فالطفل الخفيف الظل الذي يثير مشاعر المشاهد يشكل عنصراً في صالح الفيلم يضمن تحقيق إيرادات معقولة.ومنذ بدايات السينما المصرية أدى الأطفال البطولة في أفلام شاركهم فيها نجوم كبار، وبالطبع الأشهر بين هؤلاء هي الطفلة فيروز، التي قدمت أفلاماً قائمة عليها كبطلة مطلقة وحقيقية، ثم من بعدها لبلبة، نيللي، بوسي وإكرام عزو.مع الأيام، اتضح أن وجود الأطفال في السينما كأبطال ليس مجرد ظاهرة بل هو أمر واقع اعتاد عليه الجمهور، وساد اعتقاد بأن الفيلم الذي يشارك في بطولته أطفال يصلح غالباً كفيلم عائلي يمكن للأولاد مشاهدته.
توابل
بعد حضور جنى ومنة عرفة ومها عمار اللافت في الأفلام... هل ينجح رهان صنّاع السينما على الأطفال؟
23-09-2011