يواصل السيناريست نادر صلاح الدين تقديم الأفلام الخفيفة، إذ يعتقد أن المتعة والتسلية هما هدف السينما الأول على أن تبتعد عن الابتذال وبأي صورة، وقد جاء فيلمه الأخير «أمن دولت» معبراً تماماً عن وجهة نظره.عن تعاونه مع حمادة هلال وتأثير الأحداث الجارية على إيرادات الفيلم كان هذا اللقاء. يقول البعض إن الفيلم مسروق من الفيلم الأميركي «ذا بسيفير»، فما ردك على هذا الاتهام؟ثمة فارق كبير بين السرقة والاقتباس، فالسرقة تعني نقل الفيلم حرفياً من دون أي تدخل، وهو ما لم يحدث هنا مطلقاً، فيما يعني الاقتباس استخدام الفكرة نفسها، لكن بمعالجة مختلفة تماماً.فيلم» ذا بسيفير» نفسه مأخوذ من فكرة فيلم «صوت الموسيقى»، الذي قدم في الثمانينيات، وقد «مصَّرت» الفكرة وأتحدى أن يجد أي أحد نقلاً حرفياً للفيلم الأجنبي في «أمن دولت»، حتى إن أي شخص يشاهد الأخير لا يتخيل للحظة أنه مأخوذ عن فكرة أجنبية.اندهش البعض من اختيار حمادة هلال لدور ضابط لأمن الدولة على رغم بنيانه الجسماني الضعيف؟هنا تكمن المفارقة، إذ نجح حمادة على رغم ذلك في إقناع المشاهدين بأنه يصلح كضابط أمن دولة، وأرى أنه الأنسب لبطولة الفيلم لأنه يذكرني بأداء محمد فوزي بخفة ظله.لكن شخصية ضابط أمن الدولة في الفيلم جاءت مهزوزة وضعيفة وهذا عكس الواقع.شخصية ضابط أمن الدولة في الفيلم واقعية والخط الدرامي الذي رسم لها حقيقي، فالجميع يعلم أن ضابط أمن الدولة هو ضابط استثنائي، لأن هذا الجهاز مثل الكعكة التي يسعى إليها الضباط كلهم ولا يفوز بها إلا من لديه محسوبية. ووجود ضابط ضعيف أمر طبيعي، فليس جميع ضباط أمن الدولة أقوياء، وشخصياً أعرف اثنين أو ثلاثة منهم يخافون من خيالهم.ثار ضابط أمن الدولة، ألا تعتقد أن وجود الثورة في نهاية الفيلم جاء من دون مبرر، خصوصاً أن الشخصية النظامية لا تثور غالباً؟طبيعة الشخصية النظامية لا تثور فعلاً، لكن الشخصية الدرامية التي عرضتها ثارت لأن المؤلف يكتب من العالم الخاص به، ووجود الثورة في الفيلم ليس إقحاماً، بل ضرورة درامية متماشية مع الأحداث.لماذا قدمت صورة إيجابية عن ضابط أمن الدولة على عكس الصورة المتعارف عليها؟قصدت ذلك، فليس ضباط أمن الدولة كلهم نماذج سلبية، وحاولت أن أشرح هذا في الفيلم، موضحاً أن ثمة فرقاً بين الرقابة والسلطة وجهاز أمن الدولة هو رقيب وليس سلطوياً. عندما يشاهد الأطفال الفيلم بعد سنوات سيعرفون أن أمن الدولة وظيفته أن يحميه.هذا هو فيلمك الثاني للأطفال، فهل قصدت ذلك؟نعم. أرى أن الأطفال مظلومون سينمائياً، ولا تقدم لهم أفلام خاصة، وأنا فخور بتقديمي عملين لهم خلال مشواري، وأعتقد أنهما الفيلمان الوحيدان في هذا المجال في مصر.هل يعني هذا أنك ستقدم مجدداً على كتابة أفلام للأطفال؟بالتأكيد. أعشق الكتابة للأطفال، وبمجرد أن أجد فكرة مناسبة سأكتبها فوراً.ألم تتخوَّف من إطلاق الفيلم في موسم عيد الأضحى مع وجود فيلمين لأحمد مكي وأحمد حلمي، إضافة إلى «كف القمر»؟لم أخشَ المنافسة، لأن الفيلم يخاطب جمهوراً يختلف عن جمهور الأفلام المعروضة، فهو موجه أساساً إلى الأطفال، وقد بذلت فيه مجهوداً كبيراً لكي يخرج بمستوى جيد.لكن بعض النقاد لهم رأي مخالف لك.أحترم النقاد، لكن ما يهمني أكثر هو رأي الجمهور، لأنه هو الحكم الحقيقي. صراحةً، لا أقرأ النقد لأنه ليس موجهاً إلى شخصي بل إلى الجمهور، والنقد عملية إيجابية في اتجاه المتفرج الذي يطرح أمامه النقد السلبي والإيجابي، وعليه أن يختار ويصدق ما يثق فيه. شخصياً، أرى أن الفيلم قدَّم المطلوب منه، أي التسلية، وهي برأيي الهدف الرئيس من الفن عموماً على أن يبتعد عن الابتذال.لكن الفيلم لم يحقق إيرادات عالية؟على العكس، فالفيلم حقق في البداية إيرادات لم تكن متوقعة، إلا أن الأحداث التي مرت بها البلاد بعد ذلك، من اعتصامات ثم انتخابات مجلس الشعب، أثرت على إيرادات السينما عموماً وليس إيرادات «أمن دولت» فحسب.ماذا عن فيلم «حلم عزيز»؟بدأت تصويره منذ أسابيع، وهو بطولة أحمد عز وشريف منير ومي كساب، وإخراج عمرو عرفة. تدور الأحداث في إطار كوميدي حول قصة رجل أعمال يتعرض لمواقف كثيرة تغير مسار حياته.أشيع أن الفيلم يحكي مسيرة أحمد عز، أمين التنظيم السابق في الحزب «الوطني» والمسجون راهناً؟لا يتناول الفيلم قصة أحمد عز، بل قصته من وحي خيالي.كيف يمكن الجمع بين نجمين هما شريف منير وأحمد عز في فيلم واحد، وهل سيقتسمان البطولة؟سيقتسمان البطولة، لكن ليس بعدد المشاهد، بل بأهمية الدور وتأثيره. يؤدي أحمد عز دور رجل الأعمال، ويؤدي شريف منير دور الشخصية التي تؤثر في حياته، وهو دور مهم وإن كان ليس طويلاً.هذا هو تعاونك الثاني مع أحمد عز بعد «الرهينة»، كيف وجدت العمل معه؟أحمد عز فنان موهوب ويجتهد للوصول إلى الشخصية، وقد أدى دوره في فيلم «الرهينة» بشكل رائع.
توابل
نادر صلاح الدين:أمن دولت ليس مسروقاً
19-12-2011