جمعة دموية جديدة عاشتها سورية أمس، مع إطلاق قوات الأمن الرصاص الحي على المتظاهرين المعارضين للنظام، الذين خرجوا إلى الشوارع متمسكين بمطالبهم بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، الذي بات يواجه ضغوطاً دولية متصاعدة لوقف العنف.

ورغم الحصار الأمني المفروض على معظم المدن والعمليات الأمنية الواسعة التي تشنّها قوات الأمن وميليشيات الشبيحة وما تتضمنه من قتل واعتقالات، خرج عشرات آلاف السوريين في تظاهرات معارضة تحت اسم "الموت ولا المذلة"، في أول جمعة بعد انقضاء شهر رمضان المبارك.

Ad

ومن أكبر التظاهرات أمس، تظاهرة في حي الخالدية في حمص شارك فيها أكثر من 30 ألف شخص، إلى جانب تظاهرة في بنش في محافظة إدلب شارك فيها الآلاف.

وكالعادة ردت القوات السورية بالرصاص الحي على المتظاهرين السلميين، ما أسفر عن مقتل 20 شخصاً في مختلف المناطق، حسب ما أعلن "اتحاد تنسيقيات الثورة". ومن بين القتلى فتاة في السادسة عشرة من عمرها سقطت في عربين، وقتل ثلاثة آخرون وسقط أكثر من عشرين جريحاً برصاص الأمن.

دولياً، تواصلت الضغوط على نظام الأسد، إذ فرض الاتحاد الأوروبي أمس حظراً على الواردات النفطية من سورية، ملتحقاً بالولايات المتحدة التي فرضت إجراء مماثلاً. وفي المقابل، قرر الاتحاد إرجاء الخيار التكميلي إلى وقت لاحق والمتعلق بحظر أي استثمار أوروبي في قطاع النفط السوري.

وقال الاتحاد الأوروبي في بيان إن الحظر يشمل شراء واستيراد ونقل النفط وغيره من المنتجات البترولية من سورية، إضافة إلى منع الاتحاد الخدمات المالية والتأمينية التي تغطي تلك الصفقات. كما أضافت دول الاتحاد أربعة أشخاص وثلاثة كيانات بينها مصرف إلى قائمة المستهدفين بتجميد الأصول وحظر السفر من جانب الاتحاد. وسيضاف هؤلاء إلى خمسين شخصية، بينهم ثلاثة مسؤولين إيرانيين، وثماني شركات أو منظمات سورية أو إيرانية شملتها عقوبات سابقة.

وسيكون لحظر استيراد النفط السوري تداعيات أكيدة على النظام، فالاتحاد الأوروبي يشتري 95 في المئة من النفط الذي تصدره سورية، ما يمثل ما بين ربع وثلث عائدات البلد. وفي المواقف السياسية، قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إن بلاده تضغط من أجل استصدار قرار من مجلس الأمن يفرض عقوبات على سورية ويندد باستخدام العنف ضد المدنيين هناك، مؤكداً أن بلاده ستطور اتصالاتها بالمعارضة السورية.

أما رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون فقد رأى أمس أن هناك الكثير من أوجه التشابه بين سورية وليبيا، لكنه أشار إلى أن المشكلة تتمثل في غياب المستوى نفسه من الدعم العربي والدولي لاتخاذ موقف أكثر صرامة ضد النظام في دمشق.

(دمشق، باريس، لندن - أ ف ب، أ ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)