تخطط شركة "إي اي دي اس" المصنعة للإنتاج الدفاعي في أوروبا لتطوير طائرة صاروخية ضمن مشروع أطلقت عليه اسم "زد اي اتش تي"، أو ما يعني النقل الفرصوتي الخالي من التلوث.

المعروف أن طائرات الركاب، التي تعمل بالوقود الحيوي، انتشرت بصورة متزايدة في الآونة الأخيرة في العالم، ولكن ماذا إذا أرفقت بمحرك صاروخي؟ هذا ما تهدف اليه هذه الطائرة الجديدة التي يمكن أن تنقل أولادنا في رحلة حول العالم خلال الوقت ذاته الذي نحتاج اليه للوصول الى أعمالنا.

Ad

يذكر أن طائرة الكونكورد احيلت الى التقاعد منذ نحو 8 سنوات, كما أن طائرة "اس آر 71 بلاك بيرد" توقفت عن العمل قبل 22 سنة، وقد ظهرت طائرة الكونكورد الجديدة أخيرا في معرض باريس الجوي، ويبدو أن "إي اي دي اس" عازمة على قيام هذه الطائرة بأول رحلة لها بحلول عام 2020 في صورة نموذج أولي، على أن تدخل الخدمة بعد 30 سنة من ذلك التاريخ.

وربما يتبادر الى الذهن عدم وجود تطابق بين انعدام الانبعاثات وطائرة صاروخية، غير أن التفاصيل التالية تجعل ذلك من الأمور المنطقية:

لدى هذه الطائرة 7 محركات مخبأة تحت غرف المحركات: اثنان لدفع الهواء والعمل على غرار ما تقوم به الطائرات النفاثة, واثنان عملاقان للدفع التضاغطي، وثلاثة لإحراق سائل الهيدروجين والأوكسجين، كما تفعل المحركات الصاروخية التقليدية.

وتعتمد هذه الطائرة أيضاً على التقنيات المعروفة حاليا، وعلى مواد وتصاميم محركات قائمة، ونظراً إلى أنها ستكون في حاجة الى 40 سنة للإقلاع لأول مرة فإنها ليست مجرد خيال علمي فقط.

استخدام الوقود الحيوي

وفي حقيقة الأمر قامت "بوينغ" أخيراً بتسيير أحدث طائراتها، وهي 747-8، للشحن الجوي الى باريس مستخدمة الوقود الحيوي، ومن شأن ذلك تزويدها بنسبة أقل للغاية من الانبعاثات مقارنة بالوقود التقليدي النفاث، وفي غضون ذلك تقوم المحركات الصاروخية بحرق الأوكسجين والهيدروجين– مثل مكوك الفضاء– الذي يخلف أثرا ملوثا يتكون فقط من بخار عالي التسخين، وهو ليس بالضرورة في الوقت الراهن النوع الصديق للبيئة تماما، غير أنه سيكون كذلك بحلول عام 2050 بكل تأكيد.

وتكمن الفكرة في قيام المحركين النفاثين بدفع الطائرة بسرعة متدنية خلال عمليات الاقلاع والهبوط، وعندما تنطلق الطائرة بسرعة نحو الفضاء تقوم ثلاثة محركات بتلك المهمة لدفعها بشكل أعلى وأسرع، ومع انتقالها الى سرعة كافية لتشغيل المحركات النفاثة التضاغطية يتولى اثنان منها مهمة انتاج الطاقة مع تقدم الطائرة في الارتفاع، وبعد بلوغها ذروة الارتفاع والسرعة تنطلق ثم تبطئ وهي تتوجه نحو الهبوط.

ونظرا إلى أن الطائرة تحتاج الى حمل 7 محركات، اضافة الى وقودها الصاروخي في داخلها– مثل كونكورد وبلاك بيرد، لكن بخلاف مكوك الفضاء– تقل المساحة المخصصة للركاب غير أن عددهم الذي يراوح بين 50 و100 ستتاح لهم فرصة الطيران على ارتفاع 20 ميلا وحوالي 3000 ميل في الساعة، وهو أمر يصعب تصديقه على الرغم من أنه سيكلف المزيد من المال.

غير أن المؤسف أن هذه الطائرة لا تحلق على ارتفاعات كافية كي يطلق على ركابها صفة رواد فضاء, ولكن مع كل تلك السرعة والرفاهية التي توفرها كونكورد عادة، فإن ذلك يكاد ألا تكون له أهمية تذكر، ومبعث القلق الوحيد يتمثل في ان هذا التصميم المعقد للطائرة سيواجه المتاعب البيروقراطية والفنية التي واجهها التصميم السابق منها، والذي اشتهر بسرعته الفائقة.