فعشت ولا أبالي بالرزايا          لأني ما انتفعت بأن أبالي. أبو الطيب المتنبي.

Ad

اشتهر جحا بمسماره، واشتهر مستوصف صديقي بمفتاحه، حين استلم صديقي العمل في وزارة الصحة عُين "فني حاسب آلي" في أحد المستوصفات في منطقة الأحمدي كمسؤول عن نظام الحاسب الآلي، وأيضاً عن غرفة صغيرة جداً جداً مساحتها (2- 2) متر، وتحمل بين جدرانها جهاز الحاسب الآلي "الخادم" أو "السيرفر"، وهو جهاز ربط بين المستوصف والوزارة وفي حال تعطله يتوقف النظام بأكمله، ويصبح النظام بلا معلومات، ويتحول النظام إلى أجهزة للعب الورق وغيرها من الألعاب، وتحتوي الغرفة أيضاً على بعض الأجهزة الإضافية مثل كاميرات المراقبة ونظام البدالة. "قصة المفتاح" تبدأ بأن مهندسي الكاميرات اقتحموا المستوصف قبل دخول أشعة الشمس إليه، واستبدلوا قفل الغرفة بآخر دون علم أحد، وحين تعطل النظام في إحدى المرات حاول الفني أن يدخل إلى غرفة "السيرفر" لحل المشكلة، لكنه فوجئ بأن القفل تم تبديله، وحدثت مراسلات مكوكية أشبه بالمراسلات التي جرت بين الاتحاد السوفياتي سابقاً وأميركا، وبعد كرّ وفرّ استطاع المستوصف، بحمد الله وعونه، استرجاع المفتاح سالماً معافى. وفي غزوة أخرى تعرض لها المستوصف من 3 فارسات مهندسات قمن باحتلال غرفة "السيرفر" مرة أخرى وتغيير الأقفال والاستحواذ على المفتاح الجديد، وكانت هذه المرة بحجة المحافظة على ممتلكات الدولة العامة! بعد تدخلات كبيرة وصلت إلى مدير المنطقة بأكملها من أجل المدعو "مفتاح السيرفر"، مازال المفتاح في عداد الأسرى ومازالت المحاولات مستمرة لاسترجاعه. وشكل "المفتاح" هاجساً كبيراً بين قسمين كبيرين في المنطقة الصحية، وكلف من الأوراق والأحبار لطباعة الكتب التي تبادلت التهم ما يزيد على سعر عشرات المفاتيح والأقفال، واستغرق من وقت العمل ما يزيد على الوقت اللازم لتطوير فكرة أو إنشاء مشروع يساهم أو يساعد في تطوير العمل في القسمين أو في المستوصف... والغريب هنا أن المستوصف مازال يستخدم طريقة "الخباز" لدخول المرضى إلى العيادة بلا تنظيم أو شاشات لتنظيم الدور وتوزيع الأرقام! هكذا حال وزاراتنا تهتم بصغائر الأمور وتترك المشاريع التي من شأنها الإسهام في حدوث تغييرات جذرية تسهم في تطوير الوطن، مازال "مفتاح المستوصف" يعيش صراعاً أشبه بالصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، ومازال موظفو المستوصف يرددون "المفتاح ولا المذلة"!