مطالبة باستمراره حتى عودة المؤسسة الإعلامية لدورها المفقود! بات استمرار الربيع الإعلامي مطلباً لكل قطاعات الوزارة، خصوصاً بعد العمل مع العلي والحمود، لاسيما أن خطوات الوزير والوكيل لا يمكن أن يتراجعا عنها وهما يشاهدان حماس الكوادر الوطنية للعمل معهما وتحقيق النجاح تلو الآخر.اعتبر المتابعون لسلسلة القرارات التي اتخذها وزير الإعلام الشيخ حمد جابر العلي ووكيل وزارة الإعلام الشيخ سلمان الحمود خلال الأسابيع الماضية، أنها بداية للربيع الإعلامي الكويتي الذي طال انتظاره، إذ لم يعد خافيا على أحد ما أصاب دور الإعلام الكويتي الرسمي الداخلي والخارجي من تراجع وانحسار خلال السنوات الماضية، حتى أصبح وجوده وعدمه سواء! ربيع الإعلام الرسمي، الذي بدأه «دويتو» الإصلاح في الوزارة، العلي والحمود، اللذان شكلا ثنائيا متناغما تنذر مشاهدته اليوم في المؤسسات الحكومية، بسلسلة من القرارات، أهمها إيقاف الوكلاء المساعدين المتورطين في تجاوزات إدارية ومالية عن العمل إلى حين انتهاء النيابة من التحقيق معهم، حسب ما جاء في تقرير لجنة التحقيق من ديوان المحاسبة. وتأتي أهمية هذا القرار في أنه بمنزلة رسالة واضحة للقياديين في الوزارة، بأنه لا أحد فوق القانون، وأن اليوم سيكون مبدأ «الثواب والعقاب» هو السائد. كان هذا القرار الشجاع بداية للربيع الإعلامي، حيث غلّب الوزير العلي المصلحة العامة على أي مكاسب سياسية، بمضيه في القرارات الإصلاحية وعدم قبوله دفع أي فواتير سياسية على حساب المؤسسة الإعلامية، التي تبين له تراجعها وانحسار دورها بعد أن خضعت للترضيات والحسابات السياسية، ليغيب عن المشهد عنصر الكفاءة والمجتهد في المؤسسة الإعلامية. الربيع الإعلامي أزهر باكراً أيضاً في بعض القطاعات، إذ نجح الوكيل المساعد لشؤون الإذاعة محمد العواش في تحويل حدث انتخابات «أمة 2012» إلى حدث عالمي تناقلته أعرق المؤسسات الإعلامية في العالم، بعد أن استضافت الوزارة أكثر من 120 شخصية إعلامية أعدت تقارير متميزة عن انتخابات أمة 2012، فضلاً عن نجاحه قبل ذلك خلال فترة وجيزة في إعادة الاستقرار إلى الإذاعة وإيقاف الصراع الدائر بين المديرين هناك لتبدأ مرحلة جديدة تواكب ما يطمح إليه كل من الوزير العلي والوكيل الحمود. ولا يمكن الحديث عن الربيع وعن التنوير دون المرور على الوكيلة المساعدة لقطاع الصحافة والمطبوعات والقطاع الإداري والمالي منيرة الهويدي التي حولت، خلال أشهر، ما عرف بقطاع حقل الألغام إلى «فيضة» تسر الناظرين، بعد عملية تمشيط دقيقة قامت بها لتأمين هذا الموقع الحساس، لتكلف بعد هذا النجاح بالقطاع الإداري والمالي، وهي المنطقة التي كانت محظورة خلال الثماني سنوات الأخيرة، لا يمكن أن يتخطاها أحد، لما تحتويه من أسرار! وفي قطاع الأخبار والبرامج السياسية لا تزال الكفوف مرفوعة تسأل الله أن يغيثه، ليزهر ربيعاً طال انتظاره بعد سنوات من القحط والجدب، فاستمرار الوضع هناك على هذا النحو لا يبشر بخير، إذ إن الخلافات والمؤامرات هناك هي سيدة الموقف ولا يزال الصراع دائرا على القيادة، التي تعاني ضعفا وسوء تدبير.عودة بثوب مختلفأما الإعلام الخارجي، فوضعه الحالي أفضل عن السابق، فالأجواء غائمة وتنذر بربيع جديد وإن تأخر قليلا، فالحديث كما نقلته مصادر مسؤولة أن هناك توجها لإعادة قطاع الإعلام الخارجي، وذلك بالتضحية بقطاع الإعلان التجاري الذي ولد مقتولا، وأثبت عدم جدواه، ليعود قطاع الإعلام الخارجي من جديد بثوب مختلف حتى يكون جناحا للسياسة الكويتية الخارجية، لاسيما بعد الأحداث المتسارعة التي يمر بها العالم بشكل عام ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص. وقد أصبح استمرار هذا الربيع الإعلامي مطلبا لجميع العاملين في هذه الوزارة، خصوصا بعد أن لمسوا الفرق الشاسع في العمل، لذلك لم تعد مقبولة بالنسبة إليهم العودة إلى الخلف، كما يعتقدون أن الخطوات التي قام بها الوزير والوكيل لا يمكن أن يتراجعا عنها خصوصا وهما يشاهدان هذا الحماس من الكوادر الوطنية للعمل معهما وتحقيق النجاح تلو الآخر، لذلك فإنهم يتطلعون اليوم إلى استمرار هذا الربيع الإعلامي، ليطوف بجميع المديرين والمراقبين الذين استغلوا مناصبهم لتحقيق مصالح شخصية.
محليات
تقرير: ربيع في الإعلام الرسمي بقيادة حمد العلي وسلمان الحمود
08-02-2012