نفى محافظ البنك المركزي الشيخ سالم العبدالعزيز خضوع "المركزي" إلى أي جرعات سياسية قائلا: "المركزي إذا خضع للسياسة فسينتهي"، مؤكداً أن وظيفته الأولى هي تنظيم السيولة وتهيئة الأجواء المناسبة نحو إيجاد أثر ايجابي لعدم التأثير السلبي على نسب التضخم، حتى لا يكون هناك فقاعات، داعيا البنوك المركزية أن تعمل على تعقيم الأجواء للحد من نسب التضخم، مشيرا إلى أن الكويت تتأثر بمستوى التضخم في الخارج لاعتماد اقتصادها على استيراد السلع.

Ad

وأوضح الشيخ سالم العبدالعزيز خلال كلمته في الجلسة الأولى لملتقى الكويت المالي الثالث أن المشهد الاقتصادي للدول الأوروبية مازال يعاني عجزا كبيرا، إضافة إلى تراكمات كبيرة للدين العام وارتفاع نسب البطالة الذي أثر على النمو العام للاقتصاد الكلي.

وأضاف المحافظ أن الدول الأوروبية تعاني مشاكل هيكلية كبيرة، ومازالت تواجه تحديا كبيرا ولئن لجأت إلى صندوق الاستقرار المالي الأوروبي، الذي يفتقد إلى مصادر التمويل للخلل الذي تواجهه معظم الميزانيات لهذه الدول.

وأكد أهمية معيار بازل 3، مشيرا إلى انه يحتوي على عدة متطلبات، لاسيما منها تقوية الرقابة على مخاطر السيولة ونسبة معيار الرفع المالي والنظرة المستقبلية لبناء المخصصات، داعيا البنوك إلى التفكير في تحقيق هذه المتطلبات، لافتا إلى أن البنوك الخليجية لديها القدرة على تحقيقها.

وزاد أن نتيجة تحقيق متطلبات بازل 3 سترفع الكلفة على البنوك وسيتدنى معدل العائد على حقوق المساهمين، متسائلا في ذات السياق: هل سيتحمل المقترضون هذه الكلفة؟ واذا ارتفعت الكلفة فما أثر ذلك على النشاط الاقتصادي؟ ونأخذ بعين الاعتبار أن مبالغ التمويل الخارجية ستقل حجما، وسترتفع الكلفة.

وطالب المحافظ بضرورة التفكير الجدي في الاندماجات، مشيرا إلى أنها تستطيع أن تخفف من وطأة تداعيات الازمة الاقتصادية الاوروبية، مضيفاً أن هذه التداعيات ستكون لها انعكاسات في بعض البلدان، لاسيما البلدان الخليجية التي ستشهد تراجعا للطلب على النفط وعلى السعر، وسيكون لها بعض الانعكاسات أيضا على الاستثمارات السيادية في القطاع الخاص، وكذلك على البنوك وعملية التمويل في بعض المشاريع كما ونوعا، أي مدة المشروع ستقل وكلفته سترتفع.