شراكة حصرية بين ياهو وترو كار تحقق الشفافية في أسواق السيارات

الشعبية المتنامية لـ«ترو كار» أقنعت «ياهو» بدعم قاعدة بياناتها القديمة عبر قاعدة بيانات الأولى. ويقول نائب رئيس ياهو «إن السوق خلال السنوات القليلة الماضية شهد تحولاً نحو درجة أكبر من الشفافية تلعب دوراً مهماً في تجربة شراء السيارات».

بدأ موقع «ياهو» للسيارات اعتباراً من الأول من يناير الجاري بتزويد مشتري وسماسرة السيارات بمعلومات دقيقة عن كمية السيارات الجديدة والمستعملة التي يتم بيعها في المنطقة التي يقطنون بها. وتقوم «ترو كار» التي تنشر بيانات أسعار أكثر من 90 في المئة من السيارات الجديدة والمستعملة بدعم موقع «سيارات ياهو» وتزويده بالمعلومات اللازمة. وقد أبلغ نائب رئيس «ياهو» براندون هاف «فاست كومباني» بأن «ترو كار» قد خلقت خدمة جيدة تساعد على استبعاد الكثير من التخمين من جانب المشترين. وتسمح المعلومات الجديدة للمستهلكين بمعرفة ما إذا كانوا قد حصلوا على صفقة جيدة مقارنة مع مشترين آخرين في المنطقة. ويقول سكوت بينتر وهو الرئيس التنفيذي في «ترو كار»، إن المستهلك «عندما يكون على علم مسبق تصبح لديه قدرة أفضل وخبرة تسوق حقيقية». وقد وقعت شركته في الآونة الأخيرة صفقة تمويل بقيمة 200 مليون دولار. والآن ومع «سيارات ياهو» فإن قاعدة بيانات «ترو كار» التي تتسم بالشفافية تتقدم نحو منافسة المنافسين المتمكنين من أمثال «كيلي بلو بوك». وتفاخر «ترو كار» بسدها للفجوة المعلوماتية التي لم تكن معروفة في السابق بين أسعار السيارات الأعلى والأدنى، وتبين نتيجة لذلك أن متوسط التفاوت في أسعار مبيعات السيارات يصل الى درجة مذهلة تبلغ 23.2 في المئة، وذلك وفقاً لقول بينتر.

باعة التجزئة

وفي ما يتعلق بسعر سيارة يصل إلى 20 ألف دولار، فإن ذلك يعني وجود زيادة أو نقصان بمبلغ 2506 دولارات. ويقر بينتر أن اخفاء السعر مسألة سيئة في الواقع بالنسبة الى باعة التجزئة والى المستهلكين على حد سواء. وهو يقول إن معظم المستهلكين لا يعلمون أن الباعة يحققون فقط 640 دولاراً في المتوسط من بيع سيارة ما، ولذلك يكونون على استعداد للتفاوض على سعر أعلى بنسبة 300 الى 400 في المئة. وحسب دراسة أجرتها «سينوفيت» فإن 55 في المئة من الذين شملتهم الدراسة يعتقدون بشكل خاطئ أن معظم الوكلاء يحققون نسبة ربح تبلغ 10 في المئة في عملية البيع. وتظهر أسئلة المتابعة أنهم سوف يكونون راغبين في التفاوض على سعر يعطي الوكلاء في المتوسط عمولة تصل إلى 4.5 في المئة أو 1800 دولار على سيارة بقيمة 40 ألف دولار. وفي عالم ليس فيه الكثير من التفاوض يجادل بينتر بشيء من التفاؤل بأن الوكلاء سوف يحققون في الواقع قدراً من المال يفوق ما يحققونه في الوقت الراهن. وتشتمل الأهداف الطموحة الابتعاد عن الكتاب الأزرق للمقارنات، «كيلي بلو بوك» يقترح سعراً لسيارة جديدة أو مستعملة استناداً الى عينات من الأسعار ضمن منطقة معينة، وبدلاً من ذلك فإن «ترو كار» تقوم بنشر كل أسعار المبيعات الفعلية خلال الثلاثين يوماً السابقة في الأسواق المحلية والإقليمية والوطنية. ومن خلال نظرة على توزيع سيارة «سوبارو فورسترز» لعام 2011 في سوق لوس أنجلس على سبيل المثال نستطيع رؤية عدد الناس الذين قاموا بشراء سيارات من هذا النوع وعند أي سعر. شعبية متنامية الشعبية المتنامية لـ«ترو كار» أقنعت «ياهو» بدعم قاعدة بياناتها القديمة عبر قاعدة بيانات «ترو كار». ويقول هاف «إن السوق خلال السنوات القليلة الماضية قد شهد تحولاً نحو درجة أكبر من الشفافية تلعب دوراً مهماً في تجربة شراء السيارات». وشراكة «ترو كار» الحصرية مع «ياهو» مدتها ثلاث سنوات، وهي تضمن حصول «ياهو» على 150 مليون دولار من «ترو كار» في مقابل ارسال 10 ملايين زائر شهرياً من «ياهو» الى «ترو كار». ولا يزال من غير المعروف ما اذا كانت قاعدة بيانات «ترو كار» تقلص في الواقع سعر توزيع السيارات في السوق المحلي. وبشكل منطقي وفي ظل شفافية تامة، فإن تباين السعر يجب أن يبدأ بالانكماش حتى بلوغ السعر المستقر والمحدد، وذلك نظراً لأن الوكلاء الذين يبيعون بأسعار أقل سوف يعرفون أن في وسعهم البيع بسعر أعلى، كما سيرفض المشتري العروض التي تكون فوق متوسط سعر السوق.

تأثير الشفافية

ومن أجل فهم ما إذا كان من تأثير سلبي للشفافية على الأسعار، فإن صناعة الطيران تمثل السوق الأكثر قرباً، حيث قامت مواقع مقارنة شركات الطيران بفتح السوق الغامض لأسعار التذاكر. وقد أشارت دراسات أكاديمية الى أن شبكة الانترنت تخفض التباين في أسعار التذاكر بينما تخفض بقدر ضئيل من الأسعار. وعلى أية حال فإن تأثير الانترنت على صناعة الطيران قد يكون أقل، نظراً لوجود قلة من المستهلكين تريد شراء سيارة في الدقيقة الأخيرة.