تشهد شاشة رمضان المقبل عودة ظاهرة تفصيل المؤلّفين أعمالاً فنية على مقاس نجوم محدّدين بناء على طلب منهم أو من جهة الإنتاج، من بينهم: يوسف معاطي، مصطفى محرّم وغيرهما.كتب يوسف معاطي مسلسلَي: « فرقة ناجي عطا الله « للفنان عادل إمام و{مسيو رمضان مبروك أبو العلمين حمودة» لمحمد هنيدي، وصرّح مصطفى محرّم بأنه يكتب مسلسل «نوسة» للفنانة اللبنانية هيفا وهبي بناء على طلب منها، وكان سبق أن قدّم غادة عبد الرازق في «الباطنية» ثم «زهرة وأزواجها الخمسة» وكتب لها أخيراً «سمارة». يُذكر أن هذه الظاهرة منتشرة في الدراما التلفزيونية والسينما المصرية على حدّ سواء والأمثلة عليها كثيرة، ما يثير علامات استفهام حول مدى إيجابيّتها وتأثيرها على سير الأحداث، والأسباب التي تدفع المؤلف إلى كتابة عمل بهذه الطريقة والخضوع لرغبات الممثل أو حتى المنتج.لا يمانع الكاتب مصطفى محرم من كتابة مسلسل لفنان معين، إذ سبق أن كتب أعمالاً لعادل إمام ونبيلة عبيد ومحمود ياسين، والأمر نفسه يحدث معه اليوم ولا يجد حرجاً فيه، «هذا الأسلوب قديم ونال إعجاب صناع الفن في مصر، ويشبه كتابة مؤلّف كلمات أغنية لمطرب معيّن وهكذا».يضيف محرّم: «تحدِّد قيمة الفنان، الذي يطلب مني كتابة مسلسل له، موافقتي أم لا، مثلاً إذا كان الممثل من الدرجة ثانية لا أوافق مهما كانت المغريات المادية، حفاظاً على تاريخي الذي يؤكّد حسن اختياري النجوم الذين أتعامل معهم، إذ حازت أعمالي إعجاب النقاد والجمهور».يشترط محرّم أيضاً أن يقتنع المنتج بالممثل الذي يعرض عليه فكرة المسلسل، بعد ذلك يبدأ هو البحث عن الموضوع وعن كيفيّة إظهار الشخصية محور الأحداث بشكل مميّز يحقّق النجاح للعمل.أسلوب محبّبيرى السيناريست نادر صلاح الدين أن تفصيل عمل درامي على قياس نجم، أسلوب محبّب لديه لأنه يسهّل له مهمّته ويساعده في اختيار الموضوع بناء على تخيّله لصورة الممثل وعبر متابعة الأدوار التي سبق أن قدّمها الأخير ليحقّق له التميّز، ومن ثم يختار الدور الذي يضيف إليه.يوضح صلاح الدين أن هذه الطريقة متعارف عليها وموجودة في أنحاء العالم والدليل على نجاحها أن كبرى شركات الإنتاج في هوليوود تطلب من الكاتب اختيار موضوع يناسب نجماً معيناً تريده، وهذا أمر لا يقلّل أو يخلّ بالعمل الدرامي إطلاقاً.بدورها، تشير الناقدة خيرية البشلاوي إلى أن الحكم على أعمال «التفصيل» يكون بناء على طريقة التفصيل نفسها وكون «الباترون»، المقصود به هنا الموضوع والدراما نفسها، جاذباً للمشاهد ويتضّمن الإمكانات كافة لعرض الشخصية من جوانبها المختلفة.تضيف البشلاوي: «ثمة فنانون يلجأون إلى هذه الطريقة في حال كانت صورتهم الذهنية لدى المشاهد سيّئة أو غير محبّبة، فيطلبون من المؤلف كتابة عمل درامي يتمحور حول شخصية ذات ملامح معيّنة كالطيبة أو العفوية، على سبيل المثال، إدراكاً منهم أن مثل هذه الشخصيات التي يطلّون بها تثبت في عقل المتفرج».حول المسلسل الذي يكتبه محرم لهيفا وهبي، تتوقّع البشلاوي أن يكون تجارياً في الدرجة الأولى كونه يزخر بالغناء والإثارة والإغراء، «فهيفا تريد مؤلفاً «يبرزها» بشكل معيّن، ومن ثم عليه أن يراعي المواصفات التي تريدها، خصوصاً أنها صرحت مراراً برغبتها في تجسيد دور فتاة شعبية، إذاً حددت الفكرة والدور والإطار العام للأحداث ومن ثم يكون على المؤلف الكتابة وهذا ما سيؤثّر بالطبع على السياق الدرامي».ضعف واستهلاكيؤكد الناقد نادر عدلي أن هذه الظاهرة سلبية وتؤثر على العمل الدرامي وتضعفه لأنها توقف خيال المؤلف عند حدّ معين، لا يستطيع أن يتعداه، ليتناسب مع «الزبون» أي الفنان، وتكون النتيجة عملاً استهلاكياً.يضيف عدلي أن جهات الإنتاج تقف وراء انتشار هذه الظاهرة سواء في السينما المصرية أو حتى في الدراما التلفزيونية، «عندما يرى منتج ما أن ثمة نجماً علا وارتفع في سماء الفن يسعى إلى استغلاله فيطلب من المؤلف تفصيل عمل يناسبه لجذب الإعلانات للمسلسل عند عرضه في التلفزيون أو لجذب الجمهور لمشاهدة الفيلم في السينما}.يرى عدلي أن مصطفى محرم يجيد تفصيل أعمال على مقاس النجوم بإحكام لدرجة أن المشاهد لا يشعر بأن القصة مكتوبة خصيصًا للبطل، مثلما سبق أن قدّم نور الشريف في مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي» لذلك ينجو دائماً من النقد لأنه لا يخلّ بالدراما لصالح البطل مهما كانت الدواعي والظروف.
توابل
الأعمال المفصلة على هوى الفنانين... لمصلحة الدراما أم لمصلحتهم؟
04-07-2011