Ad

اعتقل بموجب «قرارات التحفظ» التي أصدرها السادات بحق معارضيه عام 1981

بعد واحد وثلاثين عاماً قضاها السجين الأقدم في السجون المصرية نبيل المغربي، أطلقت السلطات المصرية الضابط السابق في المخابرات الحربية في يونيو الماضي بقرار عفو صحي بعد ثورة «25 يناير».

واتهم المغربي في حواره مع «الجريدة» الرئيس الأسبق أنور السادات بالتقصير الذي يصل إلى حد «التفريط» في قراراته العسكرية خلال حرب أكتوبر. ووصف التعذيب في سجون نظام حسني مبارك السابق بأنه «فاق ما يحدث في غوانتانامو».

وفي ما يلي نص الحوار:

● لماذا تم اعتقالك عام 1981؟

تم اعتقالي بموجب "قرارات التحفظ" التي أصدرها الرئيس الأسبق محمد أنور السادات بحق معارضيه عام 1981، قبيل مقتله في أكتوبر من العام نفسه، وقصة اعتقالي بدأت منذ التحاقي بالعمل في مكتب شفرة إدارة المخابرات الحربية، كضابط احتياط، عقب تخرجي متفوقاً في كلية الألسن، حيث كان يتم ترشيح المتفوقين في جميع المجالات للمخابرات الحربية حينها، والتحق معي في ذلك الوقت ثلاثة متفوقين بينهم زوج شقيقة السادات، وأثناء عملي تأكد لي بناء على معلومات موثوقة أن السادات خان مصر، وكانت المعلومات الموجودة تؤكد ذلك.

● ما هي مبررات اتهامك للسادات بالخيانة؟

أهمها معلومات عن قراره بوقف "تطوير الهجوم" خلال حرب السادس من أكتوبر، التي بدأت رائعة وحقق المصريون فيها نتائج خيالية، إلا أن السادات أوقف هذا التقدم وأبلغ هنري كيسنجر وزير الخارجية الأميركية آنذاك أن الجيش المصري لن يتقدم في سيناء شبراً واحداً، مما سمح لإسرائيل أن تتفرغ للجولان وتحتلها مجدداً، بعدما حررت في بداية الحرب، بل وتقدمت إسرائيل على طريق دمشق، كل ذلك على الرغم من أن سورية استطاعت في هذا التوقيت استعادة الجولان، وكان يمكن للجيش المصري التقدم نحو منطقة المضايق بتطوير الهجوم دون أي تكاليف قتالية، فالمضايق "عقدة سيناء" من يسيطر عليها يسيطر على سيناء بالكامل.

● وكيف تم اعتقالك؟

كنا في مكتب الشفرة بالمخابرات الحربية خمسة ضباط؛ أربعة متفوقين وخامس كان يعمل بواسطة لأنه زوج شقيقة أنور السادات، وكان اسمه طارق زعتر، وكنا ندير مناقشات ساخنة بيننا، ولم يرق لصهر السادات اتهامي له بالخيانة، فكتب تقارير ضدي كانت سبباً في تسليط الأضواء الأمنية عليّ، فتم اعتقالي في فترة التحفظ بناء على هذه التقارير، وقبض عليَّ وذهبوا بي إلى سجن القلعة وهناك تلقيت ورأيت أشد أنواع التعذيب قبل مقتل السادات بشهر واحد في سبتمبر 1981.

● بعد مقتل السادات ماذا حدث؟

بعد مقتل السادات حاول الأمن إدراجي ضمن المتهمين بقتله رغم أنني كنت في السجن، ولم يفلحوا في ذلك لأن عدد المتهمين كان (24) شخصاً كان أبرزهم طارق وعبود الزمر والشيخ كرم زهدي وخالد الإسلامبولي، ثم عاد الأمن واتهمني ظلماً مرة أخرى في قضية أحداث 1981 التي جرى فيها اقتحام مديرية أمن أسيوط، وكان عدد المتهمين كبيراً، ورغم كوني في السجن أيضا لحظة حدوث تلك الوقائع إلا أنهم أدرجوني ضمن المتهمين، وصدر ضدي حكم بالمؤبد دون مشاركتي في أي أحداث والأوراق الرسمية تدل على ذلك.

● ما أبرز أساليب التعذيب التي كانت تمارس ضدك في المعتقل لثلاثة عقود؟

كل ما يخطر وما لا يخطر على عقل بشر من أنواع التعذيب، الصعق بالكهرباء والجلد والتعليق وغيرها من أشكال التعذيب، إن ما كان يمارس من تعذيب داخل السجون المصرية كان أشد وطأةً وأقسى مما قرأناه عما كان يحدث في غوانتانامو، أو "أبو غريب"، سجون مبارك جرى فيها ما لم يعلم الناس عنه شيئاً، فقد كانوا يحتجزونني داخل دورة مياه مليئة بالنشادر ولا يدخلها الأكسجين وكنت أقضي أياماً بحثاً عن ثقب أتنفَّس منه، ولذا مات العشرات ممن كانوا معتقلين مثلي بالدرن نتيجة لذلك.