دعا رئيس جمعية الخريجين سعود راشد العنزي كل المواطنين إلى ضرورة احترام الدولة ومؤسساتها ودستورها وقوانينها، رافضاً كل سلوك من شأنه العبث بمكونات المجتمع والدولة من أجل مصالح شخصية ودوافع عنصرية، مؤكداً أن خطابات الكراهية والبغضاء تتعارض وحرية الرأي، وتجرمها جميع دساتير الدول الديمقراطية.وحمَّل العنزي، في تصريح صحافي، مؤسسات الدولة مسؤولية هذه الفوضى "لغيابها عن القيام بدورها في محاسبة العابثين بنسيج المجتمع، حتى استمرؤوا شتم الناس على القنوات الفضائية"، مشدداً على رفضه كل التصرفات التي تسيء إلى الوحدة الوطنية، لاسيما الشتم والهجوم على ممتلكات الغير للثأر. وأضاف: "لقد تمادى البعض في غيِّه حتى تحولت حملاتهم الانتخابية إلى منابر للبذاءة والشتيمة، بدلاً من تقديم الرؤى لمستقبل البلد، وتحول دور النائب في حملاتهم من مشرع ومراقب للسلطة التنفيذية إلى متربص بالنواب الآخرين".وأشار إلى أنه "لا أحد يحترم الدولة وقوانينها وسيادتها يمكن له أن يقبل تطاول مرشح على مرشحين آخرين وشتمهم وقبائلهم، لتنقل محطات فضائية تلك الشتائم والسباب على الهواء مباشرة من دون أن تتحرك مؤسسات الدولة المعنية بالحفاظ على كيان الدولة والمجتمع"، مؤكداً في الوقت ذاته أنه "لا أحد كذلك يقبل الهجوم على مقر مرشح وحرقه للاقتصاص منه للقبيلة أو لبعض أفرادها، فالدولة بمؤسساتها هي المنوطة بهذا الدور".وشدد العنزي على ضرورة التعامل الجدي مع هذا الانقسام المجتمعي الخطير الذي تمثل في قبول واستحسان جمهور الندوة الانتخابية للشتائم والتصفيق لمن ألقاها على مسامعهم، مبيناً أن هذا التصرف "يمثل شرخاً مجتمعياً مخيفاً جاء نتاجاً لسنوات من العبث المقصود بنسيج المجتمع في غياب الدولة وحضور صراعات أبناء العمومة في أسرة الحكم".وأكد أن "مجتمعنا يحصد الآن ما زرعته حكومات متعاقبة بإعادة الروح إلى مكونات ما قبل الدولة، والنفخ في الطائفية والقبلية والعنصرية لترجيح كفة الراغبين في تقديم بناء الحكم على بناء الدولة ومؤسساتها"، مشيراً إلى "العبث بالدوائر الانتخابية وتحويلها إلى 25 دائرة وما نتج عن ذلك من تدمير متعمد لكيان المجتمع".وشدد على دعوات جمعية الخريجين المتكررة إلى ضرورة الإسراع بإصلاح النظام الانتخابي "سداً للثغرات التي ينفذ منها المسيئون إلى المجتمع، وتحقيقاً لعدالة أفضل في التمثيل الانتخابي، وضماناً لخلو العملية الانتخابية من شوائب طالما أقلقت الناخبين وأضعفت ثقتهم بالنظام الديمقراطي".
برلمانيات
الخريجين: غياب الدولة أوصلنا إلى هذا الوضع الخطير
01-02-2012