● «الدستور الكويتي من أفضل الدساتير الموضوعة عالمياً»  ● الكويت غير جاهزة حالياً لإنشاء أحزاب سياسية

Ad

أكد مرشح الدائرة الثالثة المهندس هشام البغلي معارضته فكرة تنقيح الدستور في الوقت الحالي، بسبب تلبد سماء الوضع السياسي بالغيوم، مشددا على ضرورة بقاء منصب رئاسة الوزراء في أسرة آل الصباح، لأنه عامل مهم ومؤثر في استقرار الكويت. وقال البغلي، في حوار مع «الجريدة»، إن الكويت غير جاهزة حاليا لإقرار تكوين الأحزاب السياسية، لافتا إلى أن تطبيق هذه التجربة في عدد من الدول العربية لم يحقق الاستقرار. وأضاف أن مطالبته بتعديل المناهج الدراسية للطلبة لا تعني تصادمه مع النواب الإسلاميين، في حال وصوله إلى البرلمان، وفي ما يلي تفاصيل الحوار:

• ماذا يمكنك ان تقدم للكويت بشكل عام وللدائرة الثالثة بشكل خاص في حال وصولك الى مجلس الأمة؟ - أولا دعني أقول إنني لست مرشحا لفئة معينة أو منطقة بعينها، فأنا مرشح وممثل للأمة جمعاء، ولكن وفق نظام الدوائر الانتخابية المعمول به حاليا أخوض هذه الانتخابات ممثلا لأهالي الدائرة الثالثة التي أكن لجميع مواطنيها بمختلف انتماءاتهم كل التقدير والمحبة. اما إذا كنت تقصد نوعية الخدمات التي يمكن ان أقدمها لأبناء هذه الدائرة فإن شاء الله سأتبنى جميع مطالبهم ومقترحاتهم ورؤاهم، وأكون خير سند وعون لهم تحت قبة البرلمان. أما في ما يتعلق بالأمور الخدماتية التي تحتاجها الدائرة فهي بالفعل بحاجة الى تطوير مرافقها الخدماتية مثل بقية الدوائر الخمس، خصوصا في ما يتعلق بموضوع تنظيم الطرق، لاسيما طريق الدائري الرابع الذي يحتاج الى معالجة جذرية.

تنقيح الدستور

• ما موقفك من فكرة تنقيح الدستور؟ - أنا لست من مؤيدي فكرة تنقيح الدستور، خصوصا في الوقت الراهن غير المستقر، فسماء الوضع السياسي مازالت ملبدة بالغيوم، واذا كان لابد من هذا الإجراء فيفترض ان يتم الاعداد والتجهيز لمؤتمر وطني تحت رعاية سمو أمير البلاد، يضم مختلف التيارات والتكتلات السياسية، والنظر في بعض المواد التي تحتاج الى تنقيح للخروج برؤية توافقية ترضي جميع الأطراف من جهة، وتحمي المكتسبات الدستورية من ناحية أخرى، وان كنت أرى ان الوقت غير مناسب للحديث عن عملية تنقيح الدستور، فالدستور الكويتي من أفضل الدساتير الموضوعة على مستوى العالم، ولكن المشكلة تكمن في كيفية تطبيقه. • ماذا عن مطالبات البعض بتعديل المادة الثانية بجعل الشريعة الاسلامية المصدر الرئيسي للتشريع وليست مصدرا رئيسيا للتشريع؟ - أرى أن تعديل المادة الثانية غير ضروري، بل المطلوب هو تفعيلها لأن المادة نصت على أن دين الدولة الاسلام والشريعة الاسلامية مصدر رئيسي للتشريع، وبتفسيرها لغوياً سنجد أن معناها صريح وواضح ولا يتطلب أي تعديل لأن الدستور خلى من إيراد أي مصدر آخر غير الشريعة الاسلامية، فنجد في المادة الثامنة عشرة توضيحا أن الميراث حق تحكمه الشريعة الاسلامية، وهو المصدر الوحيد الذي تم ذكره. وبالتالي فإن السير نحو معاني الكلمات وتفسيرها الحقيقي يرشدنا نحو وضوح الرؤية، فالأحكام التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة هي المطلوبة، والمسموح بالاجتهاد به يكون مقننا وتحديده معهود إلى المشرع، فالأساس التاريخي لهذه المادة، الذي استمد من وثائق الكويت الدستورية في عامي 1921 و1938، ونظام القضاء الكويتي المتبع في السابق. واحب ان أشير هنا الى أنه لم يصدر أي تشريع لاحق يخالف محتوى وجوهر هذه المادة، إضافة إلى إنشاء اللجنة الاستشارية العليا للعمل على تطبيق الشريعة الإسلامية، التي تقدمت بعمل إضافات تشكر عليها، والمطلوب هو تطبيق المادة الثانية لا تعديلها.

أحزاب

• ما رأيك في الدعوة الى تشكيل الأحزاب؟ - الكويت غير جاهزة حاليا لإنشاء أحزاب سياسية على الأقل في الوقت الراهن، فهي دولة صغيرة سواء في عدد سكانها أو مساحتها الجغرافية، ومن يتمعن جيدا في قراءة السياسة الكويتية يدرك ان الحركات والتكتلات والتجمعات القائمة هي أشبه ما تكون بأحزاب، فلكل واحد منها منهجه وأسلوبه الخاص الذي يختلف عن الآخر. ومن الأسباب التي تدعوني الى رفض فكرة إنشاء أحزاب حاليا هو التجربة السيئة المطبقة لهذه الأحزاب في الدول العربية، فمعظم الدول العربية التي توجد فيها أحزاب لا يوجد فيها استقرار لانها مطبقة بشكل خاطئ. • ما رأيك في موضوع تعيين رئيس وزراء شعبي؟ - أولا، يجب ان نعرف ان اختيار هذا المنصب من حق سمو الأمير، ولسموه مطلق الحرية في اختيار الشخص المناسب لتعيينه في هذا المنصب، ولكن السؤال الذي يتبادر الى الذهن هو لماذا يهدف البعض الى تعيين رئيس وزراء شعبي من خارج الأسرة الحاكمة؟ تلك الأسرة التي التف حولها الشعب الكويتي منذ تأسيس دولته، ولهذا أعتقد ان بقاء هذا المنصب في الأسرة عامل مهم ومؤثر في استقرار الكويت، والتاريخ خير شاهد.

قانون الانتخاب

• ما رأيك في قانون الانتخاب؟ - في عام 1962 أصدر أمير الكويت الشيخ عبدالله السالم الصباح قانونا للانتخابات البرلمانية يحدد الشروط الواجب توافرها في من يرشح نفسه وإجراءات سير عملية الاقتراع وفرز الأصوات وإعلان النتائج والطعن في صحتها، إلى غير ذلك. وقد وافق المجلس التأسيسي آنذاك (مجلس الأمة حاليا) عليه، وأصبح منذ ذلك الوقت نافذ المفعول، وأنا أعتقد انه قانون جيد وإن كان يحتاج الى إجراء تعديل طفيف على بعض أجزائه حتى يتواكب مع متطلبات العصر. • ما تقييمك لنظام الدوائر المعمول به حاليا؟ - أعتقد انه أفضل من النظام القديم (25 دائرة)، وان كنت أميل الى تطبيق نظام العشر دوائر باعتباره أفضل من النظام الحالي، حيث يمكن من خلاله القضاء على بعض الظواهر السلبية الموجودة حاليا. • الى أي مدى تعتقد ان المال السياسي سيؤثر على فرص المرشحين في الانتخابات؟ - لاشك في ان المال السياسي يلعب دورا مؤثرا في سير أي انتخابات يستخدم فيها، فبهذا المال تتم تقوية مواقف مرشحين على حساب منافسين يراد لهم السقوط، وانا انتهز هذه الفرصة، وأتمنى على الجهات المعنية في الدولة مراقبة وضع وسير هذه الانتخابات للحد من انتشار هذا المال، الذي عادة يفرز نتائج سلبية لا تصب في مصلحة الوطن والمواطن. اما في ما يتعلق بوجود استخدام للمال السياسي في هذه الانتخابات فأنا كغيري من بقية المواطنين اسمع كلاما وإشاعات، لكن الذي يفصل في هذا الأمر هو تلك الجهات التي كلفتها الحكومة مراقبة سير العملية الانتخابية. • ما توقعاتك للمجلس المقبل من حيث التعاون مع الحكومة وعمره؟ - هذا الأمر يصعب التكهن به، لكنه يتوقف على نوعية المخرجات التي ستفرزها نتائج الانتخابات، وكذلك نوعية الوزراء الذين سيشكلون حكومة الشيخ جابر المبارك، فإذا أفرزت الانتخابات أعضاء يضعون مصلحة الكويت نصب أعينهم ويقدمونها على مصالحهم الشخصية، فأتوقع ان تسود علاقة فيها نوع من الوئام والانسجام بين المجلس والحكومة، شريطة ان تأتي الحكومة بوزراء تكنوقراط. • ما موقفك من قضية شطب وعودة بعض النواب؟ - موقفي كان واضحا وصريحا منذ البداية ومنسجما مع قناعاتي، وتمنيت على بعض المرشحين الذين شطبت أسماؤهم ان يتركوا هذا الموضع للقضاء الكويتي ليقول كلمة الفصل، أما التهديد والوعيد بالنزول الى الشارع فأعتقد أنه أمر خطير جدا وفيه مساس بالدستور الكويتي الذي نظم العلاقة بين السلطات الثلاث. ونحن ككويتيين يجب ان نفخر بوجود  قضاء عادل ينصف أصحاب الحق، اما التهديد فمن شأنه ان يكرس ثقافة غريبة بين أبناء الشعب الكويتي الذي جبل على احترام الدستور والقضاء، وجاءت أحكامه متوافقة مع رغبات الكثير من المرشحين الذين شطبت أسماؤهم.

تحالفات

• مع اقتراب موعد الانتخابات، ماذا عن تحالفاتك مع بقية المرشحين؟ - سبق ان أعلنت أنني أخوض الانتخابات مستقلا ومعتمدا على دعم أبناء الدائرة الثالثة كافة.  • طالبت بتغيير المناهج، هل يعتبر هذا بداية لصدام بينك وبين النواب الإسلاميين؟ - ليس شرطا ان يدخل كل شخص يطالب بتعديل المناهج في صدام مع الإسلاميين، فنحن طالبنا بتعديل المناهج والمواد بهدف وضع مناهج جديدة تواكب الحياة العصرية وتعتمد على أسلوب الفهم والتحليل لا الحفظ كما هو موجود في المناهج الحالية. ونحن نتمنى على جميع القائمين على العملية التربوية وضع مناهج جديدة تعزز مفهوم اللحمة الوطنية.