الديكور لم يُحسن توظيفه... والحشاش نجم التمثيل أثبتت بعض عروض مهرجان الكويت المسرحي أن الخلل الحادث يكمن في عدم وجود دراماتورجي ليحل مشكلة سردية النصوص.قدمت فرقة المسرح العربي العرض السادس ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي، من خلال «فصيلة على طريق الموت» للكاتب الاسباني ألفونسو ساستري، وإعداد وإخراج أحمد الشطي.تتكرر إشكالية المعد المخرج في هذا العمل، من عروض المهرجان، وإنها إشكالية كبيرة لعدم وجود دراماتورجي لمعالجة هذا النص السردي، فالمسرح فعل وليس خطاباً مباشراً أو مقالاً أو رواية.فالنص يتناول مجموعة يحكم عليها بالإعدام، يتم نقلهم إلى موقع على الحدود في مواجهة العدو، يقودهم عريف بالجيش، وإذا نجوا من الهجوم المحتمل تكتب لهم حياة جديدة ليكونوا أحرارا، لكن الخلافات تدب بينهم وتتصاعد فيتقاتلون وينتهي بهم بالموت قبل أن يصل العدو.وبالمناسبة، لقد نجح العديد من المسرحيين العرب في إعداد هذا النص وإخراجه للمسرح ومن بينهم المخرج العراقي سامي عبدالحميد حيث كان الفعل يرتكز على بطولة الجندي العراقي أثناء الحرب العراقية الإيرانية، مطلقاً عنوانا آخر للعمل هو «فصيلة على طريق المجد» عام 1982 ، كما قام بإعداد وإخراج هذا النص الفنان المسرحي الأردني غنام غنام وهو رئيس لجنة التحكيم مهرجان الكويت المسرحي الحالي، إذ تناول الصراع أو الخلاف الفلسطيني الفلسطيني.لقد وقع المخرج أحمد الشطي في فخ سردية النص، مقدماً تمثيلية إذاعية، إضافة إلى معضلة كبيرة تكمن في اشعال السجائر على خشبة المسرح وهو العرض الثاني في المهرجان الذي يستخدم ذلك بعد «آخر رجل بالعالم»، وكعرف مسرحي هذا محرم، مثله مثل تحريم استخدام إضاءة (ألترا فايلوت) على المسرح.أما الموسيقى فكانت عبارة عن فواصل موسيقية تصلح للإذاعة، والديكور لم يحسن توظيفه، لكن من إيجابيات العرض فريق التمثيل، خاصة الممثل يوسف الحشاش الذي تطور في أدائه واستطاع أن يفرض حضوره على الخشبة، كما أحسن الممثل أوس الشطي أداء شخصية العريف جمال تلك الشخصية المستبدة التي تمارس سلطتها على الفرد والجماعة.رغم هنات العرض إلا هناك ما يتميز أحمد الشطي ألا وهو اختياره للنصوص العالمية بدلاً من الروايات أو القصص، مثل تصديه لإخراج نص «نزهة إلى الجبهة» للكاتب الأسباني فرناندو أرابال و «من هو؟ من؟» للكاتب الإيطالي داريو فو وكلاهما لفرقة المسرح العربي.ويبقى أن نقول هناك جهد بذله الشباب يحيون عليه، وعليهم الاستفادة من أخطائهم او سلبيات العرض في القادم من الأعمال.تعتبر فرقة المسرح من الفرق الأهلية العريقة في الكويت التي تأسست في العام 1961، تولى الإشراف عليها الفنان الرائد زكي طليمات في الفترة الأولى التي قدمت فيها المسرحيات باللغة العربية الفصحى وباكورة إنتاجها مسرحية «صقر قريش» تأليف محمود تيمور وإخراج طليمات نفسه وشارك في التمثيل عدد من الفنانين منهم عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج وخالد النفيسي وغانم الصالح وشهدت هذه المسرحية صعود أول ممثلتين كويتيتين هما مريم الصالح والراحلة مريم الغضبان، وفي المرحلة الثانية التي أطلق عليها العصر الذهبي حيث قدمت عروضا جماهيرية من تأليف وإعداد نجوم الفرقة وتصدى لمعظم أعمال تلك الفترة المخرج الراحل حسين الصالح الدوسري، ثم جاءت المرحلة الثالثة التي شارك فيها الفنان فؤاد الشطي مخرجاً وحقق الكثير من الجوائز في العديد من المهرجانات المسرحية العربية.. من أعماله: دار، القضية خارج الملف، رحلة حنظلة، احذروا، نورة. والمرحلة الحالية في الفرقة يتولاها مجموعة من شباب الفرقة بينهم أحمد الشطي.
توابل
فصيلة على طريق الموت... تمثيلية إذاعية
19-12-2011