المتفائلون يرون تغييراً كبيراً واليائسون يرونه في الوجوه والأسماءيوم الخميس الثاني من فبراير سيقول الناس كلمتهم ويودعونها صناديق الاقتراع بين متفائل ومتشائم. البعض لا يرى تغييراً يتناسب مع حجم الحراك السياسي الذي شهده الشارع في الأشهر الماضية ولا يحاكي الزخم الذي صاحب الموضوعات المطروحة آنذاك، وآخرون ينظرون إلى نتائج يوم الخميس نظرة متفائلة، وهؤلاء يقولون إن أربعة فقط من النواب القبيضة يخوضون هذه الانتخابات، ومصيرهم محكوم بدرجة وعي الناخبين، بينما لم يشارك ثمانية منهم ممن أحيلوا إلى النيابة في هذه الانتخابات، ويعتقدون أن نسبة التغيير لن تقل عن الخمسين بالمئة.ويلاحظ المتتبع لمسيرة الحياة النيابية أن نسبة التغيير بين مجلس وآخر تراوحت بين 48% و52% رغم التغير الذي شهدته الدوائر الانتخابية "عشر دوائر ـ خمس وعشرون ـ خمس دوائر" ولم تفرز تلك التغييرات نسباً كبيرة في التغيير، ووفقاً لهذه المعدلات يعتقد المتشائمون بأن التغيير لن يكون جوهرياً، حتى وإن وصلت النسبة إلى أكثر من خمسين بالمئة فإنه سيكون تغييراً في الوجوه والأسماء وأن الكلفة الراجحة لزيادة ممثليها هي كفة التيارات الدينية.القبيضةويرى بعض المراقبين أن الساحة الانتخابية هذه المرة لم تشهد خطاباً سياسياً مميزاً، والموضوع الأكثر حيوية كان موضوع النواب القبيضة والتحويلات المالية، وهما موضوعان أحدهما في ساحة القضاء والآخر سيعاد نبشه في المجلس الجديد، وما يمكن أن يترتب على ذلك من تداعيات.ويكاد الخطاب الانتخابي للمرشحين أن يكون موحداً وعناوينه محاربة الفساد وتحريك عجلة التنمية وتحسين الخدمات.وبينما يراهن المتفائلون على شريحة الشباب وعلى درجة وعيها بأهمية العملية الانتخابية وضرورة مشاركتها بشكل فعال، أشارت بعض الدراسات الاستطلاعية إلى احتمال تدني نسبة المشاركة في الانتخابات إلى ما دون الستين بالمئة من إجمالي الناخبين، وإذا صح ذلك فإنه كفيل بكشف بعض المفاجآت غير المتوقعة. وفي المقابل أشارت دراسات أخرى إلى عكس ذلك، ويوم الخميس سيكشف أيهما أدق.ويصف أحد المراقبين المشهد السياسي الانتخابي بأنه مشهد معقد، حيث يسيطر على عدد كبير من الناس حالة من اليأس لن تشجعهم على المشاركة في صناديق الاقتراع.الشائعاتوقد اتسمت الحملة الانتخابية بفجور في الخصومة من جهة وبمغالاة في التنافس بين المرشحين على حساب شرف التنافس وأخلاقياته من جهة أخرى. وفي الأيام الأخيرة وصلت حرب الشائعات إلى ذروتها وكانت وسائل التواصل الاجتماعي الالكترونية أداتها، وحظي (التويتر) و(فيس بوك) بنصيب الأسد منها، ووصلت إلى حد توزيع منشورات ضد مرشحين معينيين لحساب آخرين، وتلك الأيام الأربعة هي الأيام الأخيرة لإتمام الصفقات بين المرشحين وترتيب التحالفات وتبادل الأصوات.في هذه الحملة زاد الحديث عن المال السياسي وشراء الأصوات، وهو أمر يضع وزارة الداخلية وجمعية الشفافية أمام امتحان كبير، حيث لم تُعرف حالات قبض أو إحالة متهمين إلى النيابة.ولم يكن ظهور الفتاوى الدينية جديداً بل كان مستعملاً في معارك انتخابية سابقة، وبعد الفرعيات القبلية ظهرت الفرعيات الطائفية، وكل تلك الظواهر شوائب في وجه الممارسة الديمقراطية وتقويض للإرادة الحقيقية للأمة.يوم الخميس، سيتبين ما كان غامضاً أو ملتبساً وستمتحن إرادة الأمة وتتكشف درجة وعي الناس وتعلمهم من التجارب.يوم الخميس، إما أن يزيد المتفائلون تفاؤلهم، وإما أن يعشعش اليأس في قلوب اليائسين ويزيدهم يأساً.
محليات
تحليل سياسي: أربعة أيام وتقول الأمة كلمتها
28-01-2012