نجحت المخرجة الشابة مريم أبو عوف من خلال تجربتها الروائية الأولى «بيبو وبشير» في أن تحجز لها مكاناً مميزاً بين جيل المخرجات اللواتي سبقنها الى الساحة السينمائية. عن الفيلم والانتقادات التي وجهت إليه وحقيقة وجود خلافات بينها وبين الممثلة الشابة منة شلبي التي شاركت في بطولته كان معها اللقاء التالي. كيف رُشِّحت لإخراج فيلم «بيبو وبشير»، خصوصاً أنه التجربة الأولى لك؟آسر ياسين هو الذي رشّحني، وكان التقى المؤلّفين خلال تصوير دوره في مسلسل «عرض خاص» الذي ظهر فيه كضيف شرف، وحين اطلع منهما على سيناريو «بيبو وبشير» قدّمه لي فوجدته ينتمي إلى نوعية الأعمال التي أحبّ تقدمها، ووافقت عليه وبدأنا التحضير للفيلم لأكثر من سبعة أشهر متواصلة ما بين بروفات وتعديلات على السيناريو قبل بداية التصوير.انتقد البعض أن تبدئي مشوارك في السينما بفيلم مقتبس.تعجّبت عندما قرأت هذا الكلام، لأن «بيبو وبشير» ليس مقتبساً من أي عمل سواء في السينما المصرية أو الأجنبية. استند البعض في نقده على أن أحداث الفيلم تدور حول شخصين يعيشان في شقة واحدة من دون أن يعرف كل منهما الآخر، ما يعني التوقّف أمام إطار الفيلم العام بوصفه الأساس فيما هو اختزال مخلّ بفكرة العمل التي تتضمّن قضايا أخرى.هل تدخّل آسر ياسين في اختيار أيّ من أبطال «بيبو وبشير»؟جميع الأبطال من اختياري ولم يتدخّل أحد في عملي سواء من الإنتاج أو الممثلين. أما بالنسبة الى اختيار منة شلبي فهي صديقتي وكنا نرغب في أن يكون أول أفلامي من بطولتها حتى جاءني سيناريو الفيلم ووجدتها مناسبة للدور فرشّحتها وهي وافقت.لكن تردّد أن خلافات كثيرة وقعت بينكما، فما صحة ذلك؟هذا الكلام لا أساس له من الصحة ولا خلافات إطلاقاً بيني وبين منة، كما ذُكر في الصحف.لكنها لم تصوِّر ملصق الفيلم الدعائي.صحيح، وذلك بسبب انشغالها بتصوير فيلم جديد مع يسري نصر الله صعب للغاية وتُصوَّر أحداثه بالكامل في الشارع، ثم إن شركة إنتاج الفيلمين واحدة وكنت أدرك ذلك جيداً ولم أغضب من منة مطلقاً.كيف أقنعت المخرج محمد خان بأداء أحد الأدوار في الفيلم؟عندما قدّمت له السيناريو أُعجب بالدور ووافق على أدائه من دون تردّد. تعاملت مع خان أمام الكاميرا كممثل وليس كمخرج سينمائي كبير، وهو بدوره أدى الدور بحرفية عالية.ووالدك الفنان عزت أبو عوف؟هو الآخر كان برأيي الأنسب للدور وليس لأنه والدي، على رغم سعادتي بوجوده معي في تلك التجربة بما تحمله من خصوصية. والحمد لله أنه تحمّس للدور وقدّمه بهذه الجودة وهذا الاحتراف الذي لاقى إعجاب الجميع.ألا ترين أن التحضير لـ{بيبو وبشير» استغرق فترة طويلة لا تتناسب مع طريقة تعامل شركات الإنتاج مع الأفلام؟لست أحد المخرجين الذين يسعون الى تقديم فيلم في كل موسم سينمائي ويحرصون على الانتهاء سريعاً من تصويره، بل أعمل على الفيلم بشكل جيد وليس من منطلق أنه سلعة سريعة الاستهلاك لا بد من أن تنتهي في أسابيع محدودة على رغم أن «بيبو وبشير» ينتمي الى الكوميديا، والتي يعتقد البعض بأنها لا تستحق هذا الجهد كلّه ويمكن إنجازها في أقل وقت، وهي نظرية غير صحيحة. يضاف إلى ذلك أن الشركة المنتجة للفيلم منحتني الفرصة الكاملة لتقديم عمل جيّد أكون راضية عنه بشكل كامل.لكن إيرادات الفيلم لم تكن مرضية مقارنة بفيلم «شارع الهرم» الذي عُرض في التوقيت نفسه.مشكلة الجمهور أنه لا يستطيع التفريق بين الفيلم السينمائي والفيلم التلفزيوني، وغالبية الأفلام التي تُعرض راهناً لا يمكن إطلاق مصطلح فيلم سينمائي عليها ولا حتى توصيفها بالتلفزيونية، نظراً الى أنها لا ترتقي الى مستوى هذه الأفلام. بالنسبة إلي، لا أعرف ما هو المعيار الذي جعل الجمهور يقبل على مشاهدة «شارع الهرم» فحقّق هذه الإيرادات كلّها.هل تكمن المشكلة في توقيت العرض برأيك؟العاملون في «بيبو وبشير»، في غالبيتهم»، كانوا ضد عرضه في موسم عيد الفطر، بسبب اختلاف طبيعته عن الأفلام المعروضة في هذه الفترة، لكن الشركة المنتجة اتخذت قرارها بالعرض. بالنسبة إلي لم أهتم بالتوقيت لأنه ليس من اختصاصي، لكني أعتقد بأنه مناسب.انتُقد الفيلم بسبب تقليده أحد مشاهد فيلم «الشقة من حق الزوجة».اللقطة ليست مصادفة، والمقصود بها تكريم صنّاع الفيلم، وهذا أمر معروف في السينما العالمية فعندما تريد أن تكرّم فيلماً في عمل جديد تعيد لقطة منه، إنما ليس معروفاً في مصر على نطاق واسع، والمفترض أن يكون النقاد السينمائيون على دراية به، لأننا لم نبتكر جديداً في السينما.هل وجدت صعوبة في أن يكون «بيبو وبشير» كوميدياً؟اعتمد الفيلم على كوميديا الموقف وليس على كوميديا الإفيهات التي لا يمكن أن أقدّمها مطلقاً، لذا كنت حريصة على أن تكون المشاهد مقدَّمة بصورة جيّدة خصوصاً أن المواقف الكوميدية تحتاج الى طريقة معيّنة في الأداء قد لا تثير الضحك أثناء تصويرها، ما يتطلّب من المخرج والممثل أن يكونا على درجة عالية من التركيز، بتعبير أدق كنت خائفة ألا يفهم الجمهور كوميديا الموقف التي قدّمناها في الفيلم وبالتالي الرسالة من ورائه.
توابل
مخرجة بيبو وبشير مريم أبو عوف: سُعدت بمشاركة عزت أبو عوف ومحمد خان
23-09-2011