منذ إطلالتها في السينما المصرية يعلم جمهورها أنها فنانة مختلفة، ويشهد لها بقدرتها على اختيار أدوارها بعناية فائقة. من لا يتذكر سميحة في «الوسادة الخالية» وجهاد في «واإسلاماه»، وهاميس في «عروس النيل»؟ إنها لبنى عبد العزيز التي تبحث عن التعدد تماماً كما التميز، وعندما عادت إلى مصر منذ حوالي ثماني سنوات توقع الجميع أنها ستشارك في عشرات الأعمال إلا أنها اكتفت بثلاثة إلى الآن. عن فيلمها الجديد «جدو حبيبي» الذي وجدت ضالتها فيه كما تقول وأمور أخرى، كان هذا اللقاء. لماذا تأخرت في العودة إلى السينما؟في بادئ الأمر، لم أكن أنوي أن أخوض أية تجارب تمثيلية جديدة، مكتفية بشعوري بالفخر بالأفلام القليلة التي قمت ببطولتها. عُرضت عليَّ سيناريوهات سينمائية كثيرة ورفضتها لضعفها، بدليل مشاركتي في مسلسل «عمارة يعقوبيان» ومسرحية «سكر هانم» فحسب، فأنا عندما أجد النص الجيد لا أتردد لحظة في قبول العمل.ماذا يمثل لك فيلم «جدو حبيبي»، خصوصاً أنه أعادك إلى الشاشة الفضية؟عندما قرأت سيناريو الفيلم، شعرت أنني وجدت ضالتي التي طالما بحثت عنها، خصوصاً أن نجوماً كبار يشاركون فيه مثل محمود ياسين وبشرى والمطرب الجميل أحمد فهمي، وشعرت معهم أني وسط عائلتي تماماً. ذكرتني تلك الأجواء بأعمالي القديمة وطبيعة العمل السينمائي، إلا أنني اكتشفت أن التكنولوجيا هي المسيطرة اليوم في العمل الفني، وسرعة التنفيذ واضحة على عكس أيام السينما القديمة.ما أطرف موقف واجهك أثناء تصويرك فيلمك الجديد؟ موقف أتعرض له في بداية كل عمل أقدمه منذ فيلمي الأول «الوسادة الخالية»، وهو نسياني الكامل للدور فتصبح ذاكرتي بيضاء ولا أتذكر نص الحديث الذي أكون قد حفظته على مدار أسابيع، ثم تهدأ أعصابي وأتذكر الحوار شيئاً فشيئاً.هل تعرض مقص الرقيب لفيلم»جدو حبيبي»؟علمت أنه حذف مشهدين فقط، لكن لا أعلم ما هما. عموماً، لا يتضمن الفيلم مشاهد مخجلة أو أي أمر يستحق الحذف أو التقويم.هل ترفضين الرقابة على المصنفات الفنية؟قلما تجد فناناً يتمنى استمرار جهاز الرقابة، لأنه كيان ضد الإبداع، وضمير الفنان هو رقيبه الوحيد.هل اشترطت وضع اسمك وصورتك بشكل معين على ملصق الفيلم ومقدمته؟لم أتطرق إلى هذا الموضوع فأنا لا أهتم بمثل هذه الأمور. الحمد لله، تعامل القيمون على الفيلم معي بالشكل الذي يليق بي كفنانة كبيرة، بالإضافة إلى أن أسماء معظم الممثلين المشاركين كبيرة.هل يمكن أن تعودي إلى تقديم البرامج مثلما عدت إلى السينما، خصوصاً أن شهرتك بدأت مع عملك كمذيعة؟فعلاً، عملي كمقدمة برامج فتح أمامي المجال لأصبح ممثلة مشهورة، وأتمنى العودة إلى الميكروفون في أسرع وقت بكل جرأة ومحبة، لكني أنتظر فكرة البرنامج التي تجذبني.ألم تندمي على مغادرتك مصر وأنت في عزّ تألقك وتركك الفن والنجومية والشهرة بسبب زواجك؟ كنت على استعداد للقيام بكل شيء لأجل زوجي الذي ذهب للدراسة في الولايات المتحدة الأميركية، ولم أشعر بأي ضيق أو أسف لتنازلي عن الشهرة والأضواء لأجل ارتباطنا، فأمضيت معه 30 سنة بعيداً عن مصر شكَّلت أجمل أيام عمري، وإن استطعت لقدمت تضحيات وتنازلات أكثر من ذلك بكثير.هل رشحك أحد المخرجين لعمل ما أثناء وجودك في أميركا؟فعلاً تم ترشيحي لأدوار كثيرة، لكني رفضتها بشدة نظراً إلى ضعف مستواها، خصوصاً أنني كنت أنوي ألا أشارك في عمل يقل قيمة عن أعمالي السابقة التي قدمتها في مصر.أنت إحدى النجمات اللاتي لم نسمع عنهن شائعة أو خبراً مخجلاً، لماذا تزايد انتشار الشائعات الفنية هذه الأيام؟أجهل سبب ذلك، لكن نسبة الأخبار الكاذبة والشائعات كانت بسيطة جداً سابقاً. أما اليوم فنسمع أموراً غاية في الغرابة إلى درجة أنه يتردد أن ثمة فنانات يطلقن على أنفسهن الشائعات كي يشتهرن. توقع الجميع أن يكون مسلسل «عمارة يعقوبيان» بمثابة بداية انطلاقة جديدة لك، لكن لم يتحقق ذلك. لماذا؟عندما رجعت إلى مصر كنت أرفض العودة إلى الفن ظناً مني بأن الجمهور لم يعد يتذكرني، لكن فوجئت عندما دخلت مطار القاهرة أنه يعرفني جيداً، حتى أن كثراً طلبوا مني التقاط بعض الصورة التذكارية. بعد ذلك، أردت العودة إلى السينما، لكن العائق الوحيد أمامي كان البحث عن أعمال جيدة أشعر أنني أجد نفسي فيها، وعندما عُرضت عليَّ مسرحية «سكر هانم» لم أتردد لحظة في القيام بها، وانتظرت فترة طويلة حتى قرأت فيلم»جدو حبيبي»، فأنا لا أتعجل في الأعمال وأرفض السيناريو الذي لا أقتنع به.هل تعتقدين أن الفن سيتأثر إيجاباً بثورة 25 يناير؟من المفترض أن يتحقق ذلك. تعمل الثورات الناجحة على النهوض بالدولة وبالمجالات المهمة، خصوصاً الفن، من تمثيل وغناء وتشكيل، والأمة التي تتنازل عن فنها تتنازل عن هويتها وبقائها.
توابل
لبنى عبدالعزيز: وجدت ضالتي في جدو حبيبي
02-03-2012