انطلاقا مما يلقاه الشعر من قبول كبير في ثقافة المجتمع الكويتي فإنه يمكن استخدامه بفعالية لتحريك وشحن العواطف تجاه أي من الأفراد والناخبين.

Ad

رأى استاذ علم الاجتماع الدكتور يعقوب الكندري ان الشعر كجزء مهم من ثقافة المجتمع يمكن استخدامه في فترة الانتخابات البرلمانية للترويج للمرشحين لانه يمس العاطفة والوجدان، وقد يؤثر في قرار الناخب بالاختيار.

وقال الكندري لـ"كونا" أمس ان الشعر يروي الاحداث الثقافية التي يمر بها المجتمع، وهو ايضا "وسيلة أدبية من وسائل الاتصال الاجتماعي لا بل انها فعالة الى درجة كبيرة".

واضاف ان الحوادث التاريخية تروي بما لا يدع مجالا للشك كيف استطاع الشعر تحريك ورفع الهمم في الجيوش والدول، وكيف اعتبر دوما وسيلة بارزة من وسائل نقل الأخبار واستخدامها بطريقة تغلب عليها العاطفة.

وسيلة مميزة

واوضح ان الشعر وسيلة "مميزة" من وسائل الاتصال الاجتماعي في المجتمعات الانسانية مرتبطة الى حد كبير بالجوانب العاطفية وتمس الوجدان والشعور والقلب وانطلاقا من ذلك يمكن استخدامه واللجوء اليه في الحياة السياسية في أي مجتمع كان، والحال هذه تنطبق على فترة الانتخابات الراهنة في الكويت.

واعتبر ابراز سمات مرشح ما على سبيل المثال ممكنا في حال ارتبط بصور من صور المحسنات البديعية في الشعر وبكلمات جميلة تجد طريقها مباشرة الى قلوب الناخبين ومن شأن ذلك ان يؤثر الى حد كبير في قرار الناخب بالاختيار فتتزين الصورة الخاصة بالمرشح لدى الناخبين التي يمكن ان يبرزها الشعر بشكل مناسب.

وذكر ان الناخب يمكن ايضا ان يحكم عاطفته ويحدث ذلك بشكل كبير لان تحكيم العواطف يفوق غالبا تحكيم العقل "وعموما الشعر أداة فعالة جدا في تحسين الصورة الانتخابية للمرشح اذا ما استخدم بطريقة جيدة".

الا ان الكندري بالمقابل يرى ان الشعر قد يكون أيضا وسيلة من الوسائل التي تستخدم في "الهجوم الاعلامي المضاد" ضد المرشحين المنافسين الاخرين.

وبين ان الشعر كما يمكن ان يعلي من شأن البعض لدى الناس فإنه بالمقابل ينزل "العقوبة" الاجتماعية على بعض الأفراد من خلال مخاطبة العواطف بالسمات السلبية او المرفوضة والمنبوذة لأي شخص.

واشار الى ان الشعر وانطلاقا مما يلقاه من قبول كبير في ثقافة المجتمع الكويتي بشكل لافت يمكن استخدامه بفعالية لتحريك وشحن العواطف تجاه أي من الأفراد والأشخاص والمرشحين للانتخابات.

شحذ الهمم

من جانبه رأى الشاعر عذبي سرحان العنزي ان للشعر اهمية خاصة بالنسبة للناس ليس فقط في فترة الانتخابات بل في مختلف الاوقات، نظرا الى اهميته في شحذ الهمم وتحريك العواطف والاحاسيس.

وقال الشاعر العنزي ان الشاعر يستطيع من خلال شعره ان يلهب حماسة الناس ويطرب آذانهم بالكلمات الجميلة الموزونة شريطة أن تكون صادقة وباحساس عال وعن قناعة فهذا النوع من الشعر يصل الى القلوب بسرعة.

واشار الى ان بعض المرشحين يطلبون من شعراء القاء قصائد شعرية في ندواتهم الانتخابية كوسيلة لطلب "الفزعة" من الناخبين ويقوم البعض الآخر باستخدام الشعر وسيلة اعلامية ودعائية له خصوصا في هذه الفترة التي تشهد تنافسا محموما بين المرشحين.

وذكر ان بعض الشعراء قد يقبلون ان يكونوا وسيلة دعائية الا ان البعض الاخر يرفض ذلك، مبينا انه شخصيا "لا يكتب لاي مرشح الا بدافع القناعة حيث يعد المرشح شخصية عامة ولابد من أن تكون جديرة بالتقدير لكي يكتب فيها الشعر".

(كونا)