قلنا في الحلقة السابقة إن الكويتيين بدأوا جلب المياه من شط العرب في عهد الشيخ مبارك الصباح، في بداية القرن العشرين، وأول من جلب الماء العذب الصالح للشرب من شط العرب هو المرحوم محمد اليعقوب، وبعدها بسنوات أمر الشيخ مبارك بشراء باخرة خاصة يكون بها خزان كبير للمياه لاستخدامها في جلب مياه الشط، ثم بعد ذلك أخذ الكثير من أصحاب السفن بتقليد تجربة اليعقوب وجلب الماء الحلو من الشط.

Ad

في هذه الحلقة، نعرض وثيقة مرتبطة بهذا الموضوع يعود تاريخها إلى 9 محرم 1351هـ الموافق 15/5/1932 كتبها عدد من نواخذة أبوام الماء، يشتكون فيها إلى الشيخ أحمد الجابر من سوء معاملة مسؤول جمارك ميناء الفاو، الذي يتجه إليه النواخذة لأخذ المياه وجلبها إلى الكويت.

وقام الشيخ أحمد من فوره في نفس اليوم بكتابة رسالة إلى المعتمد البريطاني في الكويت يبلغه فيها بالمشكلة، ويطلب منه أن يبلغ حكومته الأمر لاتخاذ ما يمكن اتخاذه للقضاء على هذه المشكلة، وأرفق مع رسالته كتاب النواخذة. وإليكم النص الحرفي لكتاب النواخذة:

«منها واليها 9 محرم 1351

حضرة صاحب السعادة مولانا الشيخ احمد الجابر الصباح دام مجده،،

بعد تقديم واجب الاحترام، نعرض لخدمتكم أننا خدامكم نواخذة أبوام الماي، من مدة ثمانية أشهر ركّب علينا كمرك الفاو رسم كل مطراش تسع آنات على كل سفينة عدا رسم المشاهرة، ومن مدة خمسة أشهر ماء الحلو وصل الى آخر الفاو ومن جنوب، وصرنا غزر من قريب، ولزّم علينا الكمرك بالدخول، ولا ناخذ ماء الا من قبال (مقابل) البنغلة، وهذا الامر، كما يعلم فخامتكم، يشق علينا، ويسبب عطال زايد، خصوصا اذا صار الهوا شمال، والمايه ثبر، يصير علينا تكليف كثير، ومع هذا امتثلنا أمر الكمرك بالوصول الى البنغلة، ولكن مع الاسف ان معاملة الكمرك معنا ماهي لائقة من سبب التعطيل، اذا وصلنا وابرزنا، ما يحصل لنا رخصة بوقته نتعطل فوق اللازم من دون سبب، احيانا ناصل الصبح ولا يرخصنا الا قريب العصر، وتعطيلنا هذا لاشك يلحقنا منه ضرر كثير. فنلتمس من لطفكم وجودكم ان تعملوا لخدامكم وسيلة لرفع هذا الامر والتعطيل، لاننا ما نشتغل في شيء سوا الماي، وبالطبع اذا استمرت هذه المعاملة علينا في كمرك الفاو نتكلف، ونظر فخامتكم هو الاعلا، ودمتم.»

وورد في ذيل الوثيقة الأسماء التالية:

حسين الدمخي، عبدالعزيز الفلاح، سليمان العمر، عبد الرضا بن خداو، عبدالكريم بن حسين، سالم بن جاسم التورة، صقر بن راشد الارملي، حمد البرجس، صقر السجاري، يوسف الفلاح، أحمد بن إدريس، علي بن راشد.

وإلى اللقاء في الحلقة المقبلة مع وثيقة جديدة.