بعد سقوط أكثر من 34 قتيلا في التظاهرات التي جرت أمس الأول في سورية في "جمعة بشائر النصر"، لم يسلم مشيّعو الضحايا من رصاص قوات الأمن أمس، إذ أطلقت النار على المشاركين في تشييع قتلى الاحتجاجات في غباغب في درعا، كما سُجل إطلاق نار في مقر الحرس الجمهوري في عرطوز في ريف دمشق.وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن رتلا من المدرعات دخل فجر أمس إلى حي الخالدية في حمص (وسط)، مضيفا أن "إطلاق الرصاص الذي لم ينقطع خلال الليل لايزال مستمراً حتى الساعة 7:00 صباحاً في أحياء الخالدية وباب عمر والإنشاءات".

Ad

وأشار عبدالرحمن إلى "انقطاع الاتصالات الأرضية عن حي الإنشاءات وباب عمر، والاتصالات الخليوية والأرضية عن الخالدية".

من جهته، أشار اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إلى "مرور عشر دبابات من طريق حماة بجانب القصور إلى داخل حمص"، مشيرا إلى أن "وجهة هذه الدبابات غير معروفة".

اقتحام في دير الزور

في غضون ذلك، اقتحمت قوات أمنية سورية فجرا، بلدة الموحسن شرق مدينة دير الزور شرق سورية من دون مقاومة، ونفذت اعتقالات شملت بعض الشباب فيها.

وأفادت مصادر محلية بأن "أكثر من 300 رجل أمن معززين بآليات عسكرية مدرعة اقتحموا في الساعة الرابعة فجر اليوم (السبت) البلدة" التي تبعد عن مدينة دير الزور 15 كلم، ويبلغ عدد سكانها حوالي 35 ألف نسمة، ولم تشهد أي خروج للتظاهرات في الفترة الماضية.

وأضافت المصادر أن "قوات الامن التي يرتدي عناصرها ملابس مدنية، أطلقت رصاصاً كثيفاً في الهواء، ولم تواجه أي مقاومة أو وضع حواجز بل دخلت إلى أحياء المدينة، وبدأت حملة اعتقالات شملت العشرات وخصوصا الشباب منهم، وسُجلت إصابة أحد المعتقلين بطلق ناري".

اجتماعات في إسطنبول

من جهة أخرى، أعلنت مصادر دبلوماسية متطابقة أن معارضين سوريين عقدوا أمس اجتماعات ستستمر على مدى يومين في اسطنبول لتدشين المجلس الوطني السوري الذي شُكِّل في يونيو الماضي لتنسيق العمل ضد نظام البعث.

وأفاد منظمون بأن عددا كبيرا من الناشطين يُتوقع أن يشاركوا في هذه الدورة الأولى للمجلس التي ستُعقد في فندق على الضفة الأوروبية من اسطنبول.

ويفترض أن يشكل المشاركون من داخل سورية وخارجها لجان عمل ويضعوا خارطة طريق يتم اتباعها لإسقاط نظام الأسد الذي يواجه عزلة متزايدة على الساحة الدولية، ويخضع لعقوبات بسبب قمع الحركة الاحتجاجية منذ خمسة أشهر.

وأكد مصدر تركي عقد هذا الاجتماع، موضحاً أن إجراءات أمنية ستُتخذ لضمان أمن المشاركين وحسن سير اللقاء.

موقف ياباني

وفي سياق متصل، حث وزير الخارجية الياباني تاكياكي ماتسوموتو سورية على الوقف الفوري للعنف ضد المدنيين، داعياً الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي.

ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية "NHK" عن ماتسوموتو قوله إثر استدعاء السفير السوري لدى اليابان محمد الحباش أمس، ان سورية مازالت تستخدم القوة ضد المتظاهرين المناهضين للحكومة، بالرغم من طمأنة الحكومة السورية للأمم المتحدة بأنها توقفت عن ذلك.

وقال ماتسوموتو إن اليابان تطالب سورية بوقف العنف فوراً والانطلاق في تنفيذ إصلاحات أساسية باتجاه الديمقراطية.

وشدد الوزير الياباني على أنه من المؤسف أن المقاربة التي تعتمدها السلطات الأمنية السورية حتى الآن أسفرت عن سقوط أعداد من الضحايا، مضيفا أن الأسد فقد ثقة المجتمع الدولي، ولم يعد من الممكن اعتباره قائداً شرعياً لبلاده، داعياً إياه إلى التنحي.

وأشار إلى ان الحكومة اليابانية ستستدعي قريبا وبشكل مؤقت سفيرها لدى سورية لمناقشة الوضع هناك.

من جهته، قال الحباش إنه سينقل الموقف الياباني إلى حكومته، موضحاً أن القوة العسكرية تُستخدم ضد المجموعات المسلحة فقط.

إلى ذلك، اعتمدت إيران أمس مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط محمد رؤوف شيباني سفيراً جديداً لها لدى سورية.

(دمشق، اسطنبول - أ ف ب، يو بي آي، رويترز)