ما يدور في المجتمع الكويتي اليوم، يدعو كل مراقب إلى الاستغراب إلى حد التذمر، وما يحصل من توالٍ للأزمات الأزمة تلو الأخرى لم يكن بحقيقة الأمر بسبب سوء الإدارة عن حسن نية أو حتى غباء، ولم يكن لضعف الموارد المالية، أو الموارد البشرية، ما يحصل في كثير من مراكز الدولة هو تعسف وتسلط، وإخضاع القانون للرغبات الخاصة، من خلال ثغرات ترسم من قبل صدور القانون نفسه، ولذلك تجد الكثير من المخارج من عنق الزجاجة على الورق فقط، رغم عدم الاقتناع بمصداقية الخروج، وأصدق ما يقال "هذا هو القانون"، وما يتغافل عنه الكثير أن الإنسان كائن لن يكتمل ما بقي في الحياة، ولكن قد يكتمل في بعض المواقف، ويصل بالفكر إلى الحل الأمثل، ومن بعدها يأتي السقوط إلى الهاوية أو إلى ما دون ذلك، أي أن مسألة الاكتمال أو بالأحرى النضوج، هي مسألة وقتية وبحسب المواقف والأزمنة، قد تجد الكثير من القيادات في الدول المتقدمة وغير المتقدمة، يظهر في صورة الاكتمال غير أنه خلف الكواليس وأحياناً أمامها يمارس العادات الناقصة، أو "الفكر الصغير" والتي لا تصدر من العاقل الكامل، لذلك تجدنا بحاجة ماسة دائما إلى روح القانون، لقد أصبح ظهور العقلاء الآن صعبا جداً، وقد يكون قبل النهاية، كخروج المهدي المنتظر.
Ad