جنى، موهبة شابة جديدة تستعدّ شركة «ميوزك إز ماي لايف» لإطلاقها قريباً، وهي لهذه الغاية سربت عنوان أغنية «بنت من الشارع» من دون أن تذكر صاحبتها، في محاولة منها لإضفاء إثارة وتشويق على هوية المغنية. فمن تكون جنى وهل تتكرر معها فصول المغنية قمر التي أطلقتها الشركة؟ قمر فتاة شابة تبنتها شركة «ميوزك إز ماي لايف» وأخضعتها لدروس في تطوير قدرات الصوت والإتيكيت وغيرها من مستلزمات النجومية، وعندما أصبحت جاهزة قدمتها في أغنية «نارو بتحرقني»، وسربت أخباراً بأنها ستقدم مشروعاً غنائياً ضخماً قريباً وسيحدث ضجة واسعة.لكن شهر العسل بين قمر وبين الشركة لم يستمرّ طويلاً، لأن هدف الأخيرة كان أن تبقى قمر فنانة بعيدة المنال ونادرة الظهور في وسائل الإعلام وإطلالتها مدروسة للغاية، فيما الفنانة الشابة كانت نهمة في تحقيق شهرة سريعة، بعدما بدأت الصحافة تطلق عليها لقب خليفة هيفا وهبي. عندها شعرت قمر بأن عليها الانطلاق بشكل أسرع ولم تعد خطواتها مدروسة، فوقع الطلاق بينها وبين الشركة.شاب عملية الانفصال تلك هجوم حاد من قمر على القيمين على «ميوزك إز ماي لايف»، في وقت لاذ المسؤولون في الشركة بالصمت وتابعوا اكتشاف النجوم، حتى وصل بهم الأمر إلى «بنت من الشارع»، وبدأوا يسربون عبر وسائل الإعلام أن «فتاة من الشارع» ستطل قريباً في أغنية منفردة... فراح الناس يتساءلون: من هي «بنت من الشارع»، وما الذي ستقدمه من جديد على الساحة الفنية؟دعاية قويةليست المرة الأولى التي تستخدم فيها الشركة دعاية قوية لفنانة جديدة، فقد سبق استخدامها، على سبيل المثال لا الحصر، مع الفنانة نورا رحال بعد زواجها من الملياردير اليوناني، فنظمت حملة إعلامية مبنية على علامات استفهام وعنصر التشويق، فأثارت حديث الناس في تلك الفترة.يهدف هذا النوع من الحملات الإعلانية إلى كشف الغموض عن الشخصية المقصودة على مراحل. في حالة «بنت من الشارع»، فوجئنا على صفحتها الخاصة علىالـ «فايسبوك» بصور لفتاة مجهولة غير واضحة الملامح، ومن يدقق في ملامحها يكتشف أنها ليست لفتاة واحدة بل صور عشوائية لمجموعة من الفتيات...بعد ذلك، نُشرت صور حقيقية للفتاة، لكن من دون إبراز وجهها بشكل واضح، وظهرت في إحداها إلى جانبها مصفف الشعر المشهور جو رعد، وفي ثانية تقف مع إمرأة يبدو أنها المشرفة على «اللوك» الخاص بها... من ثم كُشف أن تلك الصور التقطت في موقع تصوير كليب خاص بـ «بنت من الشارع».أخيراً، أميط اللثام عن شخصية «بنت من الشارع» الحقيقية، وهي المغنية روزيت روحانا، ابنة الشاعر مارون روحانا، شاعرة وملحنة آتية من عالم إدارة الأعمال، خريجة ستوديو الفن في دورته الأخيرة. {بنت من الشارع» (من كلمات سليم سلامة وألحان فارس اسكندر) هي الأغنية الأولى التي تنتجها لها شركة «ميوزيك از ماي لايف»، بعدما أطلقت عليها اسم جنى.عنصر الزمنهل تنجح الشركة في تحقيق الهدف الذي تصبو إليه بعد فشل تجربتها مع قمر؟ تقدم «ميوزيك إز ماي لايف» على هذه الخطوة متسلحة بنجاحات سابقة من أبرزها نجاحها مع الفنانة ميريام فارس التي استقلت عن الشركة، في ما بعد، وحلّقت بمفردها.مع جنى ربما يكون التحدي أكبر، بسبب تربع نجمات في الصف الأول في عالم الغناء وأخريات يقاتلن بشراسة للوصول اليه، بالإضافة إلى أن المرحلة السياسية التي يمر بها العالم العربي تجعل الجمهور ينصرف عن عالم الترفيه إلى عالم السياسية.لكن الشركة تراهن على عنصر الزمن، فمغنية مثل جنى تحتاج إلى أكثر من عام لتحقيق الشهرة وتثبيتها على قواعد راسخة، وخلال تلك الفترة يكون الربيع العربي انتهى أو على الأرجح في طور الانتهاء، ويتعطّش الجمهور إلى مغنين جدد، خصوصاً أن لبنان أصبح مركز الثقل في عالم الغناء العربي بشهادة كثيرين، في طليعتهم الملحن حلمي بكر الذي صرح بأن المغنين اللبنانيين هم الأكثر شهرة في الوطن العربي، حالياً وخياراتهم الفنية صائبة.كذلك تراهن الشركة على فنانة مثل جنى تتمتع بصوت وصورة ولا تعتمد على عنصر الإغراء على الإطلاق، الذي تنحسر ظاهرته يوماً بعد يوم لحساب المواهب الحقيقية، فلا بدّ من أن نهاية عنصر الانحطاط السياسي ستنعكس على الساحة الفنية لتصبح قابلة لاستيعاب أصوات جديدة تحتل الصفوف الأولى.
توابل
بنت من الشارع... هل تكرِّر جنى قصة قمر؟
22-01-2012