تقدم دورات بأسعار خيالية... ولا ضمان لجودة التعليم وطرق التدريس فيهاعلى غرار الدروس الخصوصية لطلبة الثانوية، دخل عدد من المعاهد التدريبية الخاصة على الخط بتقديم دورات تقوية دون ضمانات علمية لتدريب خريجي الثانوية الجدد قبل خوض اختبارات القدرات الأكاديمية في جامعة الكويت. يقول موظف احد المعاهد التدريبية إن الدورات المقدمة للطلبة تختلف حسب المواد المطلوب تقديمها ومدة الدورة، هكذا بدأ حديث احد موظفي معاهد دورات التقوية التي تقدمها هذه المعاهد غير «المعتمدة» لخريجي الثانوية الراغبين في خوض اختبارات القدرات الأكاديمية قبل التقديم على جامعة الكويت.ففي الأعوام الأخيرة، دخلت عدد من المعاهد التدريبية على خط تقديم محاضرات للتقوية للراغبين في خوض الاختبارات الأكاديمية في جامعة الكويت، رغم أن هذه الاختبارات تعتمد اساسا على المعلومات التي يأخذها الطالب خلال دراسته في الثانوية ولا تأتي بشيء جديد او مناهج اخرى كما أنها لا تعد المقياس الأول للقبول إلا في بعض الكليات العلمية مثلا التي تتطلب اجتياز الطلبة لاختبارات القدرات بتقادير معينة كنوع من التقييم.إغراءهذه الدورات التي تملأ اعلاناتها الصحف المحلية مؤخرا، تستخدم أسلوب الاغراء في جذب الراغبين في خوض الاختبارات، ففي أحد الاعلانات التي تصدر يوميا يكتب دائما «الفرصة الأخيرة للاشتراك» أما في اعلان آخر فكان يكتب «انجح في اختبار القدرات بجامعة الكويت بأسهل طريقة»، ومع محاولة «الجريدة» معرفة أعداد الطلبة المسجلين في مثل هذه الدورات رفض أكثر من معهد امدادنا بأعداد معينة للمسجلين مكتفين بتقديم المعلومات.تقوم اختبارات القدرات على قياس المعلومات التي درسها الطالب في مرحلة الثانوية سواء في اللغة الإنكليزية أو الرياضيات فضلا عن الكيمياء، إلا أن هذه المعاهد تقدم دورات التقوية للطلبة قبل خوضهم للاختبارات دون أي ضمان حقيقي لجودة المادة العلمية المقدمة للطلبة أو جودة طريقة التدريس فيها هذا فضلا عن أن جامعة الكويت لم تأل جهدا في تحذير الطلبة من هذه الدورات خاصة ان هناك مراكز معتمدة في الجامعة تقدم دورات تقوية لهذه الاختبارات بأسعار «مناسبة» للطلبة.ربحلا تهدف هذه المعاهد سوى للربح الواضح بعد بيعها للوهم على الطلبة، فلا يعقل أن تدرس هذه المعاهد مناهج دراسية كاملة يدرسها الطالب في سنوات أربع في الثانوية خلال محاضرة أو محاضرتين، هذا فضلا عن ان سعر المحاضرة الواحدة يتجاوز في أغلب الأحيان 20 دينارا كويتيا، وترتفع بشكل خيالي إذا رغب الطالب في دخول أكثر من محاضرة أو التسجيل بدورة كاملة قبل خوض الاختبارات.قد لا تكون الطامة الكبرى في قضية أسعار هذه المعاهد المبالغ بها، بل من الممكن أن تكون اختبارات القدرات مسربة بفعل فاعل لهذه المعاهد لتدريس الطلبة، وهي معلومات حاولت «الجريدة» التأكد منها دون جدوى خاصة ان عددا من المعاهد رفض التعليق.رقابةقضية دورات التقوية الخاصة باختبارات القدرات الأكاديمية في جامعة هي جزء من قضية كبرى تقوم فيها عدد من المعاهد غير المعتمدة بتقديم دورات تقوية لمواد الجامعة خاصة تلك المقدمة في الكليات العلمية، بعضها لا يقوم على أسس علمية صحيحة ويكلف بها أناس غير مهيئين لتقديم المواد العلمية، ومع ذلك لا نجد للجامعة أي دور واضح في الحد من هذه الظاهرة التي بدأت تغزو الساحة في الآونة الأخيرة على غرار ما تفعله وزارة التربية من محاولات جادة منذ سنوات للحد من ظاهرة الدروس الخصوصية ومعاهد التقوية غير المعتمدة.قد لا يكون للجامعة قدرة على أداء الدور الرقابي في هذا الأمر، إلا أنها قادرة بالتأكيد على ممارسة دورها التوعوي بشأن خطورة هذه المعاهد التي من الممكن أن تقدم معلومات علمية غير صحيحة تتداخل مع ما هو صحيح ويدرس في القاعات الدراسية في جامعة الكويت... هذا فضلا عن أن انتشار هذه المعاهد تدل على ضعف في طريقة تدريس بعض الأساتذة الجامعيين، وهي أجراس خطر على الجامعة الانتباه لها بممارسة دورها التوعوي من خلال حملات إعلامية وغيرها من وسائل تقوم بها لتحذير وتوعية الطلبة من هذا الأمر.
محليات
معاهد تقوية تبيع الوهم للراغبين في خوض اختبارات القدرات الأكاديمية بالجامعة
12-06-2011