في تجربته السينمائية الأخيرة، قدم المخرج أحمد سمير فرج فيلماً كوميدياً تصدّر به شباك التذاكر في موسم نصف العام بعنوان «بنات العم». يتحدث عنه وعن مشاريعه المقبلة في لقائه مع «الجريدة». ما سبب تحمسك لإخراج فيلم «بنات العم»؟الجرأة التي يتمتع بها السيناريو وتقديمه فكرة مختلفة عما تطرحه الأفلام راهناً، فهو يستعرض قصة ثلاث فتيات يتحولن إلى ثلاثة شباب بسبب اللعنة التي تصيبهن بعد بيعهن قصراً ورثنه عن أجدادهن، ونشاهد من خلال الأحداث المشاكل التي يواجهونها نتيجة هذا التحول المفاجئ، وكيف يتعامل معهم المجتمع.استعنت في الفيلم بكل من أحمد فهمي ويسرا اللوزي، لكن لماذا جاءت مساحة الدورين صغيرة؟ثمة فرق بين الدورين، اعتمدت على وجود فهمي كضيف شرف في الأحداث وظهر باسمه وهو مكتوب في السيناريو على أنه فنان مشهور لديه الكثير من معجبين. أما بالنسبة إلى يسرا، فعندما قرأت السيناريو وجدت أنها الشخصية المناسبة للدور الذي أسند إليها، ليس لأنه يعتمد على شخصية فتاة جميلة فحسب، بل أيضاً لأنه محوري في الأحداث ومحرك لمصائر الشخصيات، ما يؤكد أن أهمية الدور لا تكمن في مساحته.تزامن تحضيري للفيلم مع انتهائي من تصوير «إذاعة حب»، وكنت قد تعاونت فيه مع يسرا وعرفت جيداً أن مساحة الدور ليست شغلها الشاغل، وفعلاً كان إعجابها بسيناريو «بنات العم» سبب حماستها لتقديمه، وعندما عرضت عليها الدور وافقت فوراً.منحت مساحات كبيرة في الفيلم لوجوه جديدة، هل تقصدت ذلك؟الشخصية المكتوبة على الورق هي التي تفرض نفسها عند الاختيار، وعندما قرأت الدور الذي قدمه أحمد فتحي وجدت أنه الفنان المناسب له على رغم أنه لم يقدم أدواراً كوميدية على هذا النحو سابقاً، لأن أحداً لم يلتفت إلى إمكاناته مع أنه فنان كوميدي موهوب. بالنسبة إلى الشخصية المعقدة التي جسدها أيمن منصور باقتدار، كنت أبحث عن فنان له مواصفات خاصة فوجدتها في أيمن الذي قدمها بشكل مميز.هل وجدت صعوبة في أن يقوم الثلاثي فهمي وشيكو وماجد بأدوار البنات بعد تحولهن؟تم التحضير للفيلم على أكثر من مستوى، فالتجارب التي سبقت التصوير اعتمدت على أن يقرأ كل شخص السيناريو من بدايته وحتى النهاية، كذلك على تقديم تجارب بين كل ثنائي يقدم كل منهما دور الآخر، كي يتعايش الممثلون مع الشخصيات كافة وتصل المصداقية إلى المتلقي.كيف خرجت بالفيلم بهذه الطبيعة الكوميدية الساخرة؟ينتاب العاملين في الكوميديا قلق دائم، لأن صناعة فيلم كوميدي ليست خطوة سهلة كما يتوقع البعض، فقد يضحك العاملون الموجودون في التصوير ولا يضحك الجمهور عند مشاهدة الفيلم، لذا كنت حريصاً خلال التصوير على أن أخرج أفضل ما لدى الممثلين، بالإضافة إلى أن التحدي الأكبر بالنسبة إلي هو الحفاظ على ملامح كل شخصية وأن تسير بمستوى الأداء نفسه على رغم أن التصوير تم على فترات متباعدة.ألا ترى أن توقيت عرض الفيلم لم يكن مناسباً، خصوصاً في ظل الظروف السياسية التي تعيشها مصر؟أياً كانت الظروف، فصناعة السينما لا بد من أن تستمر وعدم عرض الفيلم يعني تجميده وتوقف السينما. أعتقد أن إقدام المنتج على طرح الفيلم في هذا التوقيت قرار جريء، فضلاً عن أن السينما باتت هي متنفس الجمهور للخروج من الظروف التي نعيشها.هل تشعر بالرضا عن إيراداته؟بالتأكيد، فقد حقق الفيلم في ثلاثة أسابيع ما حققه فيلم «سمير وشهير وبهير» لفريق العمل نفسه طوال فترة عرضه في الصالات، ذلك مع الفارق في الظروف ووقوع أحداث بورسعيد بعد طرحه بأيام.في نهاية الفيلم كتبت عبارة «إلى اللقاء مع كلاب العم»، هل يعني ذلك وجود جزء جديد؟ليس بعد، لكن كتبنا هذه العبارة لأنها كوميدية وتتناسب مع المشهد الأخير. أشير هنا إلى أن الفيلم لا يحمل رسالة سوى الضحك والترويح عن الجمهور الذي ذهب لمشاهدته، لأننا بحاجة فعلاً إلى الخروج من مناخ التظاهرات والاعتصامات.لكن أليست الرسالة مهمة في السينما؟لا تقدم السينما رسائل لأجل تقويم المجتمع فحسب، بل تشبع رغباته أيضاً. وأعتقد أن الرغبة في الضحك باتت مطلباً مهماً لدى الجمهور راهناً.تعرض الفيلم لاتهامات بالترويج للشذوذ فور عرض مقتطفات منه، كيف تعاملت معها؟لم أفاجأ بذلك، بل كنت أتوقعه لأن المقتطفات لا تبين فكرة الفيلم كاملة، بل تعتمد على تجميع مشاهد عدة. عموماً، بعد عرض الفيلم اكتشف الجمهور أن هذه الاتهامات غير صحيحة.وجديدك؟أشارك راهناً مع كل من المخرجين أحمد الجندي وتغريد العصفوري في تصوير جزئين من مسلسل السيت كوم «الباب في الباب»، ويتولى كا واحد منا إخراج مجموعة من الحلقات.
توابل
المخرج أحمد سمير فرج: الضحك إحدى رسائل السينما
20-02-2012