تعلم النساء، في غالبيتهن، أنّ لبشرتهن عدوّين لدودين هما: التجاعيد والبقع. قد يتقبّلن مظهر التجاعيد فهي تزيد بعضاً من الجمال على مظهرهن كله، غير أنّ البقع غالباً ما تكون بشعة ومنفًرة فهي تشكّل إحدى علامات التقدم في السّن المبكر لذلك تسعى كلّ امرأة الى التخلّص منها.تظهر البقع أولاً على أنحاء الجسم التي تعرّضت للشمس مسبقاً فبعدما أصبحت البشرة المسمرة الصيحة المهيمنة منذ عشرات السنين اختبرت أو ستختبر غالبية النساء ظهور بقع على وجوههن ّوعلى أيديهنّ خصوصاً. علامة بشعةعلى رغم أنّ الوجه محميّ غالباً، إلا أنّ معظم النساء ينسين وضع مرهم وقاية من الشمس على يديهن، فهذه المنطقة من الجسم معرّضة دائماً لأشعة الشمس خلال قيادة السيارة مثلاً عندما تضع المرأة يديها على المقود أو خلال التنزّه, وليس فحسب عند الذهاب الى الشاطئ أو الجبل. يشكّل هذا الموضوع مشكلة أساسيّة لدى النساء لأنهنّ يشعرن أنّ هذه البقع تظهر قبل أوانها, بالإضافة الى مظهرها البشع والشعور بالإحراج التي تسبّبه خصوصاً أنّها تلفت الأنظار. أُطلق على هذه البقع منذ سنين عدّة اسم «زهور القبور»، وهذا سبب آخر يدفع النساء الى التخلّص منها. والبشرة الفاتحة هي الأكثر عرضة لتلك البقع بما أنّها دقيقة وحساسة جداً.فرط التصبغقد تزيد نسبة إنتاجيّة الميلانين في منطقة معيّنة من البشرة لأسباب عدة:- 63 % من هذه البقع ذات اللّون الداكن سببها التعرّض لأشعة الشمس.- 32 % سببها الإصابة بالتهابات ومشاكل هورمونيّة.- 24 % سببها هورمونات الحمل.أحد الأسباب الثانويّة هي الحساسيّة بسبب عطر ما أو دواء معيّن. وتظهر البقع على الوجه ثمّ على اليدين وأخيراً على الرقبة والكتفين. لكن تبقى أشعّة الشمس العامل الرئيس لظهور تلك البقع فهي تسرّع عامل الشيخوخة عبر تعريض المرأة مراراً و تكراراً للأشعة فوق البنفسجيّة. كذلك لنوع البشرة دور في ظهور هذه البقع بالإضافة الى مشاكل كثيرة متّصلة بتواجد وتكاثر الجذور الحرّة التي تبدأ بالظهور في عمر الثلاثين على المناطق المرئيّة وغير المحميّة.تشكّل الميلانوسيت البقع التي تتعدّد أشكالها: نمش كثير أو بقع ذو لون داكن، فعند التقدّم في السّن تجفّ البشرة, ترتخي وتبدأ مشاكل الصبغ بالظهور، لذلك يُطلق عليها اسم بقع «الشيخوخة». في الواقع، هذه البقع سببها التعرّض المفرط لأشعة الشمس لا التقدّم في السّن.هذه البقع غير نافرة وليست شامات فهي عبارة عن تزايد في عدد الميلانوسيت في منطقة محدّدة من البشرة ما يعني أنّها حميدة.إنتاج الميلانينلفهم طريقة ظهور البقع على البشرة، عليك أولاً معرفة كيفية حصول البشرة على الاسمرار: تنتج الميلانوسيت, خلايا موجودة في عمق البشرة, الميلانين، ولها امتدادات تصل الى سطح البشرة، وباستخدام تلك الامتدادات يصبغ الميلانين البشرة ليحميها من الشمس. يختفي الاسمرار بعد مرور شهر تقريباً إذا لم تتعرّض البشرة مجدداً لأشعة الشمس لفترة طويلة, فهي بحاجة الى 28 يوماً لتجدّد خلاياها.استشارة طبيب جلداستشارة طبيب جلد مهّمة جداً، فمن السهل أن تخلطي بين بقعة لونها داكن وبين خلل في الجلد في مراحله الأولى. تتيح هذه الاستشارة الفرصة للحصول على فحص شامل للجلد، إضافة الى ذلك ثمة علاجات كثيرة، والطبيب الاختصاصي هو الوحيد الذي باستطاعته أن يحدّد العلاج المناسب وفقاً لنوع بشرتك وعمرك. لذلك، لا تلجئي الى استخدام تقنيّة الليزر لمعالجة ما قد يكون خللاً في الصبغة، فعند ظهور أيّ خلل في البشرة يثير القلق عليك الخضوع لخزعة. كثر من الناس لا يقصدون طبيب الجلد إلاّ لأسباب محدودة كمشاكل حب الشباب في سنوات المراهقة أو قلق حول المظهر الجلديّ، إذ لم تدخل الوقاية ضدّ أمراض الجلد بعد في الحياة اليوميّة على رغم أنّ الجميع يعلم مدى خطورة سرطان الجلد.من المفيد معرفة ما يلي:ينتج الأسيد الأميني، التيروزين، الميلانين الذي يتحوّل بدوره الى دوبامين. ثم يتحوّل الدوبامين الى ثلاثة أنواع من الميلانين:- أوميلانين أسود.- أوميلانين ذو لون داكن.- فايوميلانين.في النوعين الأولين، تخضع المريضة الى الجراحة للتخلّص من البقع الداكنة.علاجات متوافرةلزوال الاصطباغتساعد هذه العلاجات على الحدّ من إنتاج الميلانين وتسريع عمليّة تجديد خلايا البشرة. أمّا مستحضرات التجميل فهي ألطف على البشرة، كذلك الأدوية التي تستعمل جزئيّات معيّنة مثل الهيدروكينون وغيره، وهي عبارة عن مراهم سهلة الاستعمال وفاعلة وفقاً للون البشرة، نوعها، عدد البقع وعمرها. إنما لا ينبغي استعمال تلك الأدوية من دون وصفة طبيّة. قد يجد البعض أنّ هذه العلاجات غير مجدية، ويعود السبب في ذلك الى عدم أخذ الوقاية الكافية من الشمس خلال فترة العلاج.ثمة أيضاً علاجات بيولوجيّة لمحاربة البقع ومنع ظهورها، فعند استخدام كريم لهذه الغاية يكفي أن يُستعمل عند ظهور أولى علامات البقع فهو يوقف عمل التيروزين شرط أن يُستخدم صباحاً ومساءً أو مرة واحدة على الأقلّ وخلال فترة لا تقلّ عن الشهرين للحصول على نتيجة مرضيّة وكلمّا كان مركّزاً كلمّا كانت فاعليته أكبر. لكن قبل القيام بأي ّخطوة علاجيّة، يجب استشارة طبيب جلد واذا أمكن عند ظهور البقع الأولى.العلاج بالتبريديشبه هذا العلاج علاج إزالة الثؤلول, إذ يقوم على حرق البقع الداكنة عبر التبريد أي استخدام النيتروجين السائل. هذا العلاج فاعل ولكنه يتطلّب قليلاً من الوقت لتظهر نتائجه، أي حوالى أسبوع بعد جلسة العلاج.الليزرهذا العلاج هو الأكثر استخداماً ويرتكز على الحرارة القويّة والمختصرة. يوضع مرهم تخدير قبل البدء بالعلاج الذي يتطلّب جلستين أو ثلاثاً لتختفي البقع نهائيّاً إلاّ في حال وجود بقع متفرّقة عندها جلسة واحدة تكفي. يدوم العلاج أكثر من ثلاثة أشهر فبين كل جلسة ثمة مدّة فاصلة تتراوح بين الخمسة والستة أسابيع.عادة، يستجيب النمش الناتج من أشعة الشمس بشكل ممتاز مع هذا العلاج وحتّى بعد التمريرة الأولى لليزر. المضاعفات شبه معدومة خصوصاً لدى الأشخاص الذي يتمتّعون ببشرة فاتحة. من الأفضل القيام بهذا العلاج في فصل الشتاء إذ لا يجب تعريض البشرة لأشعة الشمس خلال فترة شهر على الأقلّ.من المهم أن يقوم اختصاصيّ بهذا العلاج، إذ يجب تسليط الليزر على البقع من دون حرق أيّ نسيج آخر، كذلك فإنّ أشعة الليزر فاعلة جدّاً وتعطي النتيجة المبتغاة في جزء من الثانيّة لذلك على الاختصاصي أن يكون كفوءاً في استخدام هذه التقنيّة خصوصاً على أجزاء البشرة شديدة الحساسيّة مثل ظهر اليد. يخفّ الألم بعد الجلسة ويبقى شعور بالسخونة، أمّا القشرة فتختفي بعد عشرة أيّام تقريباً ولا يجب لمسها إلاّ لوضع مرهم يساعد البشرة على الشفاء. من الأفضل بدء العلاج في المراحل الأولى من ظهور البقع فكلّما كانت كميّتها أقل كلمّا احتجتِ الى عدد جلسات أقلّ.علاج التقشيرهو الأقلّ استعمالاً إذ يثير الحكاك أكثر من باقي العلاجات. يُستخدم فيه الأسيد وغالباً ما يُستعمل لمعالجة الوجه والتخلّص من شوائب بشرة الوجه لتصبح من لون واحد. ولا يمكن التعرّض لأشعة الشمس قبل انقضاء ثلاثة أشهر على مدة العلاج.العلاج الضوئيّتُستخدم فيه الحرارة للتخلّص من البقع الداكنة فهي تحرّك الخليّات المغزليّة ما يؤدي الى إنتاج جديد للكولاجين وبالتالي التخلّص من التجاعيد. بعد العلاج، تبقى البشرة حمراء اللون أياماً عدة، وقد يظهر بعض القشرة التي تختفي بعد مرور أسبوع أو عشرة أيام تقريباً. لا يجب أن تتعرّضي لأشعة الشمس لتفادي ظهور البقع ثانيةً أو استخدمي على الأقل واقياً شمسياً قويّاً جداً على اليدين يومياً.الوقاية قبل كلّ شيءتكمن الوقاية في استخدام واق للشمس ومراهم لترطيب البشرة، وفحص البشرة بعناية لاكتشاف أولى علامات البقع على الجلد. عند ظهور البقع، يمكنك استعمال مستحضرات لإزالتها ولا تنسي أنّ العدو الأكبر للبشرة هو الشمس، لذلك لا تكثري من التعرّض لها واستخدمي مراهم وقاية على مناطق الجسم التي تتعرّض لأشعة الشمس على مدار السنة.من سبل الوقاية الفاعلة أيضاً: تنظيف البشرة يومياً وترطيبها، شرب حوالى ليتر ونصف الليتر الى ليترين من الماء، بالإضافة الى ترطيب اليدين دائماً.عندما يكون الطقس بارداً، ارتدي القفازات فهي تحمي جيداً البشرة من الجفاف، كذلك رطّبي ظهر اليدين باستمرار وعلى مدار السّنة.أخيراً، إذا أردت توفير مالك فلا تتعرّضي لأشعة الشمس كثيراً واستخدمي دائماً واقياً للشمس ذا مؤشر حماية لا يقلّ عن الـ30. بالإضافة الى أهمية استشارة طبيب جلد للتأكّد من عدم وجود أيّ خلل في البشرة.
توابل - Style
البقع السوداء... احمي بشرتك منها!
31-07-2011