Ad

بعد مسيرة حافلة بالعطاء رحل ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام في المملكة العربية السعودية الامير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود تاركا خلفه تركة ثقيلة وكبيرة وواسعة من العمل الخيري والانساني والاجتماعي والبيئي داخل المملكة وخارجها ستبقى خالدة.

وكان الفقيد الكبير رغم مشاغله الكثيرة لمهام عمله الرسمية كولي للعهد ووزير للدفاع محبا للخير وساعيا اليه وشغوفا ببناء الكثير والعديد من المؤسسات والبرامج التنموية والمساهمة في كل أنواع الخير والمساعدة سواء بالجهد أو بالدعم المعنوي والمادي.

وأسس رحمه الله العديد من المؤسسات الخيرية التي تم تحويلها إلى عمل مؤسسي تشرف عليه جهات خيرية متخصصة تنظيما لأعمالها وضمانا لاستمرارها ومن أبرز تلك الجهات مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية ولجنة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخاصة للاغاثة. وأسس الراحل برنامج سلطان بن عبدالعزيز للاتصالات الطبية والتعليمية (مديونت) ويهدف الى تقديم خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات للقطاعين الصحي والتعليمي.

وأسس كذلك مركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم التقنية (سايتك) بهدف نشر مبادئ المعرفة وابتكارات العلوم والتقنية من خلال منهجية التعليم بالترفيه والتعليم بالتجربة والمشاهدة وتنمية حب الاستطلاع والاستكشاف لمختلف الأعمار وبلغت تكلفته الإنشائية نحو 270 مليون ريال سعودي.

أنشأ الأمير الراحل مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية للاسكان وتهدف الى بناء وتمليك الأسر المحتاجة مساكن عصرية نموذجية أنجز منها أو قارب على الإنجاز حوالي 1550 وحدة سكنية موزعة على عدد من مناطق المملكة وهي مؤثثة تأثيثا كاملا ومزودة بالخدمات اللازمة.

وتضمنت المشروعات الخيرية الأخرى لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية العديد من البرامج والأعمال الخيرية والبحوث العلمية التي نفذتها أو دعمتها منها ما هو للجامعات والكليات الأهلية والجمعيات الخيرية أو للمستشفيات الخاصة والعامة أو لتوفير بعض متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة من الأجهزة والمعدات الطبية المساعدة.

أما لجنة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخاصة للاغاثة فإنها تهدف الى تقديم خدمات إنسانية وإغاثية طارئة.

أهمية العلم والعلماء

ودعمت أيادي الفقيد الكبير الكثير من البرامج العلمية والجوائز والمشروعات العلمية في مختلف الجامعات والمؤسسات الاكاديمية والبحثية داخل وخارج المملكة ايمانا منه بأهمية العلم والعلماء والباحثين في نهضة وتقدم الامم.

وكان من أبرز تلك البرامج كرسي الأمير سلطان للتوعية الصحية وتدريب المعلمين في منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (يونسكو) والذي اسس في مارس 2001 وكرسي الأمير سلطان بن عبدالعزيز في هندسة البيئة بقسم الهندسة المدنية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وهو أول الكراسي والبرامج والجوائز العلمية في الجامعة.

وكذلك كرسي الأمير سلطان بن عبدالعزيز لتقنية الاتصالات والمعلومات في جامعة الملك سعود وكرسي الأمير سلطان بن عبدالعزيز للبيئة والحياة الفطرية في جامعة الملك سعود وكرسي الأمير سلطان بن عبدالعزيز للدراسات الاسلامية المعاصرة في جامعة الملك سعود.

وحظيت البرامج العلمية بدعم الأمير سلطان بن عبدالعزيز ومنها برنامج الدراسات العربية والاسلامية في جامعة بركلي في ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة.

وقام الامير سلطان رحمه الله بدعم برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز للتعاون الأكاديمي والثقافي مع جامعة أكسفورد البريطانية لتقديم المنح الدراسية للطلبة السعوديين لدراسة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في مجال العلوم الانسانية ولدعم برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم اللغة العربية في منظمة يونسكو.

وامتدادا لايمانه بأهمية البحث العلمي ودوره في خدمة الانسانية دعم ولي العهد السعودي الراحل الامير سلطان بن عبدالعزيز العديد من المشروعات العلمية والبحثية في الداخل والخارج منها دعم جامعة الأمير سلطان الأهلية في الرياض ودعم كلية دار الحكمة للبنات في مدينة جدة السعودية.

مراكز المعاقين

كما دعم مشروعات أبحاث الاعاقة ومراكز المعاقين ودعم مراكز أبحاث وعلاج أمراض القلب ودعم أبحاث الشيخوخة والخرف بجامعة الملك سعود بالرياض اضافة الى تأسيس مركز الأمير سلطان الحضاري في مدينة حائل السعودية.

وامتدت يده الكريمة لتدعم الهيئة العربية العليا في فلسطين ومشروع الموسوعة عن القضية في فلسطين ودعم مركز سلطان لجراحة المناظير في كوسوفا ودعم وتمويل برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمي للمنح البحثية والمتميزة في جامعة الملك سعود.

كما قام بتمويل ودعم الجمعية السعودية للاقتصاد والجمعية السعودية للاعلام والاتصال في جامعة الملك سعود ودعم الكراسي العلمية في جامعة الملك سعود بمبلغ 50 مليون ريال سعودي ودعم عدد من الجمعيات والفعاليات العلمية في جامعات السعودية.

وجاء اعلان الوفاة صباح اليوم لتودع المملكة والشعب السعودي والامتان العربية والاسلامية شخصية فذة كريمة ومعطاءة شاركت في دعم مسيرة البناء.

مولده ومناصبه

ولد الأمير سلطان في الخامس من يناير 1931 في مدينة الرياض وهو الابن ال15 لوالده الملك عبدالعزيز مؤسس المملكة العربية السعودية ونشأ وترعرع في كنفه.

وتعلم القرآن الكريم وعلوم اللغة العربية على يد كبار العلماء وتوسعت معارفه بمطالعته المكثفة في مجالات المعرفة والدبلوماسية ومن خلال زياراته المتعددة الى كثير من دول العالم.

وتولى في الاول من اغسطس من عام 2005 منصب ولي العهد ونائب رئيس الوزراء اضافة الى مسؤولياته وزيرا للدفاع والطيران والمفتش العام.

وتقلد الامير سلطان عددا من المناصب منذ عهد الملك عبدالعزيز منها أمير الرياض في 22 فبراير 1947 ووزير الزراعة في 24 ديسمبر 1953 ووزير المواصلات في 5 نوفمبر 1955 ووزير الدفاع والطيران في 21 أكتوبر 1962 اضافة الى منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء في 13 يونيو 1982 الى جانب مسؤولياته وزيرا للدفاع والطيران والمفتش العام.

وتولى رئاسة ونيابة رئاسة عدد من المجالس واللجان منها رئيس مجلس ادارة الهيئة العامة للطيران المدني ورئيس مجلس ادارة المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية ورئيس اللجنة العليا للتوازن الاقتصادي ورئيس مجلس ادارة المؤسسة العامة للصناعات الحربية ورئيس مجلس ادارة الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وانمائها ورئيس المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية والرئيس الأعلى لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية ورئيس اللجنة العليا لسياسة التعليم.

كما تولى رئاسة مجلس ادارة الموسوعة العربية العالمية اضافة الى منصب نائب رئيس الهيئة العليا لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ونائب رئيس مجلس الأمن الوطني ونائب رئيس المجلس الأعلى لشؤون البترول والمعادن

تكريمه

كرم الامير سلطان في شتى المجالات داخل وخارج المملكة اذ حصل على العديد من الأوشحة والأوسمة منها وشاح الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى ووسام الاستحقاق الوطني من فرنسا ووسام أمية ذو العقد من سوريا ووشاح النيل من مصر ووسام الكويت ذو الوشاح من الطبقة الأولى.

وحصل كذلك على وشاح الشرف من السودان والوسام المحمدي الدرجة الثانية من المغرب ووسام فارس من الدرجة الكبرى من السويد ووسام نجمة فلسطين الدرجة الممتازة من فلسطين ووسام الوحدة من الدرجة الأولى من اليمن اضافة الى وسام الشرف الانساني الأعلى من السويد.

ونال ايضا جائزة السلام والبيئة من مركز التعاون الأوروبي العربي في عام 2003 وشهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة (واسيدا) في اليابان في عام 2006 وشهادة الدكتوراه الفخرية من معهد موسكو للعلاقات الدولية بجمهورية روسيا الاتحادية عام 2007 وشهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة الملك سعود في الرياض في سبتمبر 2008.