هل إنتاج نسخة جديدة عن فيلم Footloose (الطليق) فكرة صائبة؟ طبعاً، لِمَ لا؟ ما الذي يمنع من تجديد Pretty in Pink (جميلة باللون الوردي) وFast Times at Ridgemont High (أوقات سريعة في مدرسة ريدجمونت الثانوية)، وغيرها من أفلام المراهقة المحبوبة التي تعود إلى فترة الثمانينيات؟

لم يشعر أحد بأهمية هذا السؤال أكثر من كريغ زادان، منتج النسخة الأصلية من Footloose في عام 1984، وكانت من بطولة كيفين بيكون ولوري سينغر، ومنتج النسخة المستحدثة من بطولة الوجه الجديد كيني وورمالد والراقصة المحترفة جوليان هوغ التي شاركت في برنامج «الرقص مع النجوم». تعرّض الفيلم الأصلي لانتقادات مختلطة ومتفاوتة، وكان يدور حول مراهق يحث زملاءه في المدرسة على تغيير قانون يمنع الرقص كان قد سعى إليه أحد الوزراء (أدى دوره جون ليثغو حينها، فيما جسد الدور نفسه دينيس كويد في النسخة الجديدة). أصبح هذا الفيلم أحد الأعمال الرمزية التي طبعت ذلك العقد من الزمن بعدما أنتج ثلاث من أشهر وأنجح الأغاني: «لنصفق للفتى» (Let’s Hear It for the Boy)، و{دعم البطل» (Holding Out for a Hero)، والأغنية التي تحمل عنوان الفيلم.

Ad

فيلم غنائي

لكن لم يكن مسار تجديد الفيلم سهلاً بأي شكل. في هذا الإطار، يقول زادان: «حين بدأت شركة Paramount تكلمنا عن هذا المشروع، فكرتُ بالسبب الذي يبرر الإقدام على هذه الخطوة، فقد سبق وقمتُ بها». بدأ الإستوديو الذي كان قد عمل على سلسلة أفلام High School Musical، كانت الأجزاء الثلاثة من إخراج كيني أورتيغا وبطولة النجم زاك إيفرون، بتطوير السيناريو من دونه. بما أن زادان وشريكه في الإنتاج نيل ميرون كانا قد أنتجا فيلم إيفرون Hairspray، اتصل بهما النجم وقال لهما: «أريد من كل قلبي أن تنتجا هذا الفيلم». هذا ما دفعهما إلى إعادة النظر بالموضوع، ثم ترك زاك العمل (في مارس 2009) لأنه أدرك أنه لا يريد الظهور في فيلم غنائي جديد لفترة من الوقت.

ثم عاد الممثل شاس كراوفورد لينسحب من العمل في أبريل 2010 حين تأجل تاريخ البدء بالفيلم لأن مواعيده تضاربت مع جدول تصوير مسلسل Gossip Girl، وكان أورتيغا قد انسحب بدوره قبل ستة أشهر بسبب خلافات حول القصة ومشاكل في الميزانية بحسب ما تداولته الصحف. يتذكر زادان تلك الفترة قائلاً: «في تلك المرحلة، كان المشروع بأكمله على وشك الانهيار. فكرنا بضرورة التراجع عنه لأن فشله أمر محتوم. عندها ظهر كريغ بروير وقدّم عرضه».

كان ذلك العرض الذي قدّمه كاتب فيلمَي Hustle and Flow وBlack Snake Moan ومخرجهما مستوحى من حادث سيارة ذُكر حصراً في العمل الأصلي وكان قد أدى إلى مقتل خمسة مراهقين كانوا عائدين من حفلة راقصة، فكانت تلك الحادثة السبب في منع الرقص. يضيف بروير: «تماماً مثل أشخاص كثر، تساءلتُ عن السبب الذي يدعونا إلى تجديد الفيلم، وقد قاومتُ الرغبة في تنفيذ هذا المشروع لفترة من الوقت».

يعترف بروير بأن الفيلم الأصلي أثر به كثيراً حين كان في الثالثة عشرة من عمره، ويضيف: «بما أن عائلتي من جهة أبي كانت في معظمها تعمل في الجيش وكانت تتنقل من مكان إلى آخر باستمرار، كنتُ أرى ضرورة أن ينجح ران ماكورماك (شخصية بيكون) في التكيف مع المكان الذي يتواجد فيه. كان هذا الممثل نوعاً جديداً من الأبطال بنظري». ما الداعي إذاً إلى التلاعب بهذا الفيلم والمجازفة بتغيير ما ترمز إليه تلك الشخصية؟

شرح بروير ما حصل قائلاً: «رسمتُ رؤية معينة في مخيلتي عن مشهد راقص على أرض موحلة – وقد أصبح هذا المشهد لقطة الفيلم الجديد الافتتاحية. حضرتُ عدداً كبيراً من هذه الحفلات حيث تصدح أغاني كيني لوغينز لتثير حماسة الحضور – لكن سرعان ما ينهار كل شيء بعد وقوع ذلك الحادث. يُظهر هذا الوضع حجم المعاناة التي قد تواجهها أي بلدة، مع الإشارة إلى نزعة الأميركيين إلى المبالغة في رد فعلهم حين تقع أي مأساة، فيعمد الجميع إلى سن قوانين كثيرة تسبب أضراراً تتفوق على المنافع على المدى الطويل. حين بدأتُ أفكر من هذا المنطلق، خطر لي أنني أستطيع تحديث القصة الشهيرة والبسيطة التي طبعت حقبة الثمانينات».

تحديث الأفكار

استعان بروير بالسيناريو الأصلي الذي كتبه دين بيتشفورد، وقال عن هذا الموضوع: «لا أظن أن إعادة ابتكار فيلم «الطليق» بشكل كامل هي فكرة سديدة. يمكننا تحديث بعض الأفكار لتعزيز قيمة العمل، لكن لا بد من الحفاظ على روحية الفيلم الأصلي. فهم زادان أنني أردتُ تكريم العمل الأصلي مع إضفاء نكهتي الخاصة على النسخة الجديدة».

بالنسبة إلى بروير، كان ذلك يعني الاستعانة بطاقم ممثلين جدد، مع الاستغناء عن هوغ التي ارتبط اسمها بالنسخة التي كان سيخرجها أورتيغا. تقول هوغ: «تغيَّرت السيناريوهات باستمرار، لكنها لم تكن تسير في الاتجاه الصحيح. وافق كريغ بروير على المشاركة في النسخة الجديدة، فأخبرته شركة «باراماونت» بأنها تحبذ مشاركتي في الفيلم، لكنه أصر على اختيار الممثلين بنفسه، حتى إنه قال إنه يريد ممثلة حقيقية، فيما اعتبرني مجرّد مغنية وراقصة. ثم قرأتُ السيناريو وأبديتُ رغبتي في العمل ضمن هذا المشروع. اتصلتُ به وقلتُ له: أريد المشاركة في هذا العمل وسأناضل للحصول على الدور، فذهبتُ لرؤيته وقرأت النص أمامه فعاد وضمّني إلى طاقم الممثلين».

هل ستضاهي هذه النسخة العصرية النسخة الأصلية القديمة؟ لا أحد يعرف الإجابة. لكن بغض النظر عن ردود الفعل تجاه النسخة الجديدة، لا بد من الإشادة بشخص بروير، فتحديث عمل قديم يُعتبر أحد الأفلام المفضلة عند الناس يتطلب شجاعة كبيرة. تعليقاً على ذلك، يقول النجم وورمالد: «لم أكن قد شاهدتُ فيلم «أنين الأفعى السوداء» قبل أن أذهب لإجراء تجربة الأداء. كنت أعرف أن الناس أحبّوا ذلك العمل، لكن حين شاهدته بنفسي، هتفتُ فوراً: هذا هو الرجل الذي سيخرج «الطليق»؟! سيكون هذا الفيلم أفظع نسخة على الإطلاق!».