● النعيمي: تصريحات إيران رفعت أسعار النفط 4 دولارات ● خبراء: 17 مليون برميل تعبر «هرمز» يومياً وطهران غير قادرة على إغلاقه إضافة إلى إيران، ثاني دولة منتجة للنفط بمنظمة أوبك، تصدر الدول الخليجية الأخرى خصوصاً السعودية والكويت والعراق وقطر ودولة الإمارات العربية المتحدة، جزءاً من نفطها عبر هذا المضيق.قالت مؤسسة البترول الكويتية امس ان سعر برميل النفط الكويتي ارتفع 2.52 دولار في تداولات الأربعاء ليستقر عند مستوى 110.74 دولارات للبرميل مقارنة بـ 108.22 دولارات للبرميل في تداولات الثلاثاء. ويرجع الارتفاع الملحوظ لأسعار النفط الخام الى صدور بيانات اقتصادية افضل مما كان متوقعا خلال اليومين الماضيين عن الاقتصادات الرئيسية في العالم كالصين والولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وسويسرا ما دعم مستويات الطلب بالنسبة للنفط الخام على الرغم من ارتفاع الدولار الأميركي امام العملات الرئيسية الأربعاء. كما ان تداعيات التوترات السياسية بين ايران والولايات المتحدة لها الأثر الكبير في ارتفاع اسعار النفط الخام خصوصا بعد تصريحات ايران باغلاق مضيق هرمز امام صادرات دول الخليج الى الخارج. من جانبها رحبت الولايات المتحدة الأميركية بالاتفاق المبدئي الذي توصلت إليه دول الاتحاد الأوروبي لفرض حظر على شراء النفط الخام الإيراني في حال لم تتعهد الجمهورية الإسلامية بالتعاون بشأن برنامجها النووي. وكانت واشنطن أعلنت السبت الماضي عقوبات جديدة ضدّ إيران. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند انّ القرار الأوروبي سار جدا وجاء نتيجة مشاورات مكثفة جرت بين الولايات المتحدة والدول الأوربية "وكنا نود ألا يتخذ فقط هذا النوع من الإجراءات من قبل حلفائنا المقربين، والشركاء مثل الذين لدينا في أوروبا وإنما أيضا من قبل دول من العالم أجمع لإننا نعتقد أن الأمر يتفق مع تشديد الخناق على إيران اقتصاديا". قال وزير النفط السعودي علي النعيمي إن التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز ساهمت في رفع أسعار النفط بالسوق العالمية بمقدار أربعة دولارات للبرميل. وأكد في تصريحات امس الاول أن حديث أي دولة نفطية حول النفط سيؤثر على الأسعار، إما سلباً أو إيجاباً، والدليل على ذلك ارتفاع الأسعار الثلاثاء الماضي أربعة دولارات. وكان محمد رضا رحيمي النائب الأول للرئيس الإيراني أعلن الثلاثاء الماضي أن بلاده ستغلق مضيق هرمز أمام الملاحة في حال فرض عقوبات على الصادرات النفطية الإيرانية. وحذر قائلا إنه في حال فرضت عقوبات على صادرات النفط الإيرانية فلن تمر أي نقطة نفط عبر مضيق هرمز. وإضافة إلى إيران، ثاني دولة منتجة للنفط بمنظمة أوبك، تصدر الدول الخليجية الأخرى خصوصا السعودية والكويت والعراق وقطر ودولة الإمارات العربية المتحدة، جزءا من نفطها عبر هذا المضيق. وقال النعيمي إن بلاده تملك حاليا طاقة إنتاجية تتجاوز 12.5 مليون برميل يوميا. يُشار إلى أن السعودية زادت إنتاجها في نوفمبر الماضي إلى10.047 ملايين برميل يوميا لمواجهة الطلب المتزايد على النفط في العالم.17 مليون برميلمن جانبهم استبعد خبراء في قطاع الطاقة أن تمضي إيران في تهديداتها بغلق مضيق هرمز في الخليج العربي الذي تمر عبره يوميا 17 مليون برميل من النفط الى الأسواق العالمية التي تتطلع إلى أسعار منخفضة في هذا الوقت الذي تشتد فيه المؤشرات بركود عالمي قد يتسارع إذا ما ظهرت مشاكل في الحصول على الطاقة. وقال الخبير النفطي وليد خدوري في حديث عبر الهاتف مع «العربية. نت» إن إغلاق مضيق هرمز قد يفهم لدى كبار المستهلكين والمنتجين المتخاصمين مع إيران على أنه إعلان حرب «وسيكون ثمن ذلك غاليا لإيران ويقدم مبرراً لضرب منشآت نفطية ونووية واقتصادية إيرانية». ويرى خدوري أنه من الصعب التكهن حول ما إذا ستقدم إيران في تنفيذ تهديدها بغلق مضيق هرمز لكن مجرد التلويح بذلك يبقي على التوتر السياسي ويزيد من القلق في أسواق النفط ويدفع بالأسعار الى الارتفاع لحد يصعب توقعه في الوقت الحالي. وتصدر إيران أكثر من 2 مليون برميل يوميا بعضها عبر الخليج العربي وكذلك الكويت وإنتاج العراق من حقوله الجنوبية وجميع صادرات قطر من الغاز وكذلك الخام من بعض الحقول الإماراتية وجزء من إنتاج السعودية التي تعتبر أكبر مصدر للنفط في العالم . ويقول وليد خدوري إنه «من الصعب تعويض إنتاج إيران وكل صادرات هذه الدول في حال تم إغلاق مضيق هرمز ونشبت حرب «لأن البدائل الموجودة عبر خط أبوظبي الفجيرة الذي يصب عند بحر العرب وكذلك خطوط الإمداد السعودية إلى البحر الأحمر لن تكون قادرة على نقل 17 مليون برميل يوميا الى الأسواق». ويعتقد خبير النفط الدكتور عصام الجلبي أن تهديدات إيران بغلق مضيق هرمز غير جادة «لأنها ليست المرة الاولى التي تتوعد فيها بذلك» قائلا: «لن يصل الوضع الى مرحلة المواجهة العسكرية» التي تخشاها أسواق النفط وكانت العامل الرئيسي في دفع الأسعار فوق 110 دولارات أمس الأربعاء في بورصة لندن للبترول. ويرى الجلبي وفقاً لحديثه لـ»العربية نت» أن إيران غير قادرة تقنيا على إغلاق مضيق هرمز لافتقادها الى القوة اللازمة للسيطرة على مضيق دولي تتواجد به قوى عسكرية عالمية، لكنه يرى أن إيران بوسعها عرقلة الملاحة البحرية في المضيق لفترة قصيرة فقط «إذ ان الولايات المتحدة لن تقف متفرجة بينما ايران تتصرف بتحد» وتلحق الضرر بالمصالح الاقتصادية للعالم في الحصول على الطاقة من المنتجين في الخليج. وفي توقعاته لانعكاسات التطورات الأخيرة في الخليج على صناعة النفط في المنطقة قال الجلبي إن تهديدات ايران ستدفع دول الخليج العربي إلى التفكير في بناء بدائل من خلال خطوط نقل لا تمر بالمضيق وتضمن نقل النفط حتى في حالة الحرب. وهددت إيران بأنها ستغلق مضيق هرمز الذي يعد بوابة الدخول الى مياه الخليج قبالة سواحل إمارة الفجيرة، إذا ما صعدت الولايات المتحدة في عقوباتها على تجارة النفط الإيرانية.
اقتصاد
البرميل الكويتي يرتفع 2.52 دولار بعد التهديدات الإيرانية
06-01-2012