حذر النائب مسلم البراك كلا من رئيس الحكومة ووزير الداخلية من تهديد الحركات النقابية، ومن حقها في ممارسة الاضرابات والاعتصامات، واصفا التهديدات التي تتعرض لها هذه الحركات بأنها "سمجة وفارغة وغير مقبولة". وذكر البراك في تصريح للصحافيين في مجلس الأمة اليوم عقب لقائه رئيس نقابة العاملين في الجمارك أحمد عقلة العنزي أن "موظفي وموظفات الادارة العامة للجمارك هم صمام الأمان للكويت برا وبحرا وجوا"، مشيرا الى ان "اضرابهم الذي بدأ الاثنين اثبت مدى تأثير وقوة هؤلاء الموظفين كما اثبت أن الحركة النقابية الكويتية مازالت تنجب الاحرار والشرفاء والملتزمين بمواقعهم ومبادئهم والذين لا يقبلون القفز على مصالح الناس، كما فعل بعض النواب القبيضة عندما قفزوا على مصالح الشعب وقبضوا من الحكومة لتضخيم ارصدتهم". وأضاف ان "النقابيين لا يفاوضون على مواقفهم ولا يستسلمون للترغيب او الترهب"، معربا في الوقت ذاته عن شكره لمدير عام الجمارك ابراهيم الغانم "الذي رفض اي بديل عن موظفي الجمارك"، داعيا إياه الى التقدم بالاستقالة "لأن حكومة الفشل لا تستحق العمل معها، فقدم استقالتك وارمها في وجوههم". واستذكر البراك موقف جاسم القطامي "الذي رفض في العام 1956 قمع المظاهرات من قبل رجال الامن وقدم استقالته بكل فخر واعتزاز". مواجهة الإضرابات وانتقد البراك بشدة قرار مجلس الوزراء الصادر عن اجتماعه الاثنين، والمتعلق بتشكيل فريق برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ احمد الحمود لمواجهة الاضرابات، معتبرا ان هذا القرار بمثابة قمع للاضرابات والتظاهرات ولعب بالوقت. وتساءل: "هل يريدون من افراد الجيش والحرس الوطني التوجه الى المطار والمنافذ كي يوقعوا على اوراق تؤكد انه تم التفتيش؟"، مضيفا "إن كان الامر كذلك فأعلنوا الاحكام العرفية واخلصوا، واعلنوا ان الحكومة فاشلة فنحن دولة مدنية يحكمها القانون". وخاطب البراك الوزير الحمود بالقول: "كفاك تهديدا فقد اصبح تهديدا سمجا وفارغا وغير مقبول ولا قيمة له". مثل القبيضة كما وجه خطابه الى رئيس الحكومة ووزير الداخلية معاً قائلا: "واهم من يعتقد بقدرته على تهديد الحركات النقابية الشريفة الحرة، فأعضاء النقابات ليسوا مثل النواب القبيضة، النقابيون شرفاء وحريصون على مصلحة العمال". واكد البراك أن لا ثقة لديه ابدا بالحكومة ولا رئيسها، لافتا الى ان طلبة المدارس تظاهروا وخرجوا للمطالبة بحقوقهم، وقال ان "الحكومة شلت البلد فما الذي تبقى بعد؟". واستغرب تشكيل لجنة ثلاثية من قبل الحكومة لمواجهة الاضرابات. وقال: "نحن ضد اي عمل لا ينطلق من الدستور والقانون ونقول لوزير الداخلية بضاعتك ردت اليك، اذا كنت تقوم بمثل هذا الفعل مع العمال، وثق تماما اننا كنواب للامة لن نقف مكتوفي الايدي وسيكون لنا موقف في مواجهتك وايقافك عند حدك، لا تحاول ان تدخل الجيش والشرطة والحرس الوطني صمام امان البلد في معركة خاسرة، لان للجيش سمعة في قلوب الكويتيين وللحرس الوطني كذلك، فلا تحاول انقاذ رئيس الوزراء بهذه الطريقة". وذكر البراك ان "هناك مطالب عادلة يجب ان تحترم وقدمت منذ فترة لكن الحكومة لا تقرأ المذكرات التي قدمت، وهناك استهانة بالطبقة العاملة، ولكن لتعرف الحكومة ان القيادات النقابية لديها قلب اسد، وشربوا حليب السباع، انفاسهم اطول من انفاسكم، والاضراب مستمر الى ان يتم تنفيذ المطالب العادلة لموظفي وموظفات الجمارك، واقول للمديرين الذين كانوا موظفين: امر غير جائز ان تتأمروا على الموظفين والنقابة والحكومة لم تفد غيركم حتى تقدم الفائدة لكم، فنواب مجلس الامة كانوا معهم وتاليا منعوهم من دخول مكاتبهم". ودعا البراك الموظفين والمديرين الى التكاتف والتعاضد والتلاحم مع النقابات "حتى لا يتم اختراقهم من قبل الحكومة".
آخر الأخبار
البراك: قمع للإضرابات تشكيل فريق حكومي لمواجهة الاعتصامات
11-10-2011