قدمت المنتجة الشابة ماريان فانوس أوراق اعتمادها في مجال الإنتاج السينمائي من خلال فيلمها الأول «ركلام»، الذي لفت الأنظار لأن بطلته غادة عبد الرازق وضعها نشطاء الإنترنت ضمن القائمة السوداء المناهضة لثورة 25 يناير.

 في مقابلة مع «الجريدة»، تتحدث ماريان عن الفيلم والمشاكل التي صاحبته وأسباب تأجيله، مؤكدة أن جمهور السينما لا يستمتع بالأفلام المقرصنة على الشبكة العنكبوتية.

Ad

لماذا قررت اقتحام مجال الإنتاج السينمائي؟

درست الإعلام وعندما تخرجت في الكلية لم أجد نفسي إلا في مجال الإنتاج السينمائي، لذا أسست شركة للإنتاج السينمائي بمشاركة شقيقي وبدأنا في العمل، وقدمت لنا مجموعة من السيناريوهات السينمائية اخترنا منها «ركلام» للسيناريست مصطفى السبكي ليكون باكورة أعمالنا، وبدأنا في اختيار فريق العمل والترشيحات، وانطلق التصوير بعد ثورة 25 يناير.

ألم تشعري بالقلق من أن تكون باكورة إنتاجك من بطولة نجمة تتصدر القائمة السوداء؟

يجب أن نفصل بين السياسة والفن، والديمقراطية تعني أنه يجب علينا تقبل الآخر ورأيه حتى لو كان معارضاً لنا، فضلاً عن أن الفن له رسالة يوصلها بعيداً عن السياسة. فضلاً عن ذلك، لم تشغلني حملات المقاطعة كثيراً، خصوصاً أن غادة نجمة كبيرة ولها جمهورها والدليل على ذلك نجاحها في رمضان الماضي من خلال مسلسل «سمارة» وحصوله على أعلى نسبة مشاهدة. أما على المستوى الإنساني، فهي فنانة جميلة للغاية وساعدتنا في التغلب على عقبات كثيرة واجهتنا خلال التصوير، ولها فضل كبير في خروج الفيلم إلى النور لصعوبة الظروف التي عملنا خلالها.

ما هو مصير حملات المقاطعة التي تعرض لها تامر حسني؟

في اعتقادي لم يتأثر بها، بدليل ما حققه فيلمه من إيرادات مرتفعة، وألبومه ومسلسله أيضاً، ما يعني أنه لا تخوف من إنتاج عمل لأي فنان بسبب ما يقال عنه وإلا لن يعمل المنتجون، خصوصاً أن الإنتاج عمل يحتاج إلى مغامرة.

واجه الفيلم انتقادات من إحدى بطلاته رانيا يوسف التي تبرأت منه بشكل كامل قبل طرحه، ما تعليقك؟

ما حدث من رانيا هو مشكلة بينها وبين المخرج علي رجب، فبعد الانتهاء من تصوير الفيلم ذهبت لمشاهدته في مرحلة المونتاج واعترضت على مساحة دورها والمشاهد، وهي أزمة لا علاقة لي بها كمنتجة، فالمسؤول عن الفيلم في النهاية هو مخرجه علي رجب لأن صورته النهائية من مهام المخرج وليس المنتج.

عندما شاهد الجمهور الفيلم لم يشعر أن رانيا مهمشة، بل اعتقد أنها ظهرت في مشاهد كثيرة، علما أن رجب وقع إقراراً على مسؤوليته عن الفيلم وترتيب الأسماء على ملصق الفيلم ومقدمته.

لكن واجهت رانيا تجاهلاً في شريط الفيلم الدعائي الذي أذيع على المحطات الفضائية؟

«التريلر» مسؤولية المخرج أيضاً وليس المنتج، وهو اختار مع المونتير مصطفى السلاموني أفضل المشاهد من وجهة نظره بغض النظر عن البطولة، لأنه كان يسعى إلى الترويج لقصة الفيلم في فترة زمنية قصيرة لا تتعدى 90 ثانية.

هل ترين أن خلافات المخرج ورانيا يوسف أثرت على إيرادات الفيلم؟

لم يؤثر خلاف رانيا سوى على صورتها في الملصقات الدعائية، فمن بين ثلاثة ملصقات ظهرت في الملصق الرئيس فحسب، أما الملصقان الآخران فلم يتضمنا صورتها بسبب عدم حضورها جلسة التصوير الخاصة بالفيلم على رغم إبلاغها المسبق بها، لكنها تمسكت برأيها وامتنعت عن الحضور.

هل ستتخذين إجراءات قانونية ضدها؟

لن أفعل، فالمشكلة بينها وبين المخرج، وعلى رغم إخلالها بشروط التعاقد بيننا إلا أنني لا أنوي مقاضاتها، فما زلت في بداية مشواري في مجال الإنتاج السينمائي ولا أحب أن أستهله بدعاوى قضائية أمام المحاكم وأفضل تجاوز الموضوع، خصوصاً أن الفيلم حقق إيرادات جيدة وصلت إلى مليوني جنيه بعد نحو أسبوعين فقط من عرضه، لكن في حال قررت رانيا اللجوء إلى القضاء سنرد عليها بالتأكيد.

ما هي الصعوبات التي واجهتك خلال إنتاج الفيلم؟

بدأ التصوير بعد الثورة مباشرة والمشكلة بالنسبة إلينا كانت في التصاريح، خصوصاً أن الفيلم اعتمد على التصوير الخارجي.

لماذا تأجل تصوير الفيلم مراراً؟

كان من المفترض أن يُعرض الفيلم في إجازة منتصف العام، لكنه تأجل نظراً إلى عدم الانتهاء من عمليات الطباعة الخاصة بالنسخ ليبدأ عرضه في الأسبوع الثاني من الإجازة، ثم جاءت أحداث مذبحة بورسعيد في ختام مبارة كرة القدم بين الأهلي والمصري البورسعيدي فأجلنا طرحه لفترة على رغم أن دور العرض كانت قد تسلمت النسخ فعلاً، إذ لم يكن مناسباً إطلاق فيلم جديد ومصر في حالة حداد، وهو الموقف نفسه الذي طالبتني به غادة عبد الرازق التي فوجئت بها منهارة وتبكي بشدة متأثرة وارتأت تأجيل الفيلم وعدم طرحه إلا في ظروف مناسبة.

بعد يوم من إطلاقه، تسرّب الفيلم بجودة عالية على الإنترنت. هل أثر ذلك في إيراداته؟

تم تسريب الفيلم بعد يومين تقريباً من طرحه في دور العرض، وفوراً تعاملنا مع الموقف لمنع التسريب من خلال الاتفاق مع شركة متخصصة في مجال الإنترنت لتدمير «اللينكات» الخاصة بالتحميل كي لا يتمكن أي شخص من تحميل الفيلم عبرها.

عموماً، لا يستمتع جمهور الإنترنت بمشاهدة الفيلم على هذه الشبكة نظراً إلى التصوير الرديء، بالإضافة إلى اهتزاز الصورة وأصوات الموجودين في قاعة العرض التي تفسد المشاهدة، ولا أعتقد أن جمهور السينما يشاهد الأفلام عبر الإنترنت لأنه سيشعر حتماً بالملل.