تزخر الحمضيات (البرتقال، الليمون الحامض، الليمون الهندي، الكليمنتين والليمون الأفندي...) بالعناصر والفيتامينات التي تُكسب الجسم صحة جيّدة، وتمتاز بألوانها البرتقاليّة والصفراء المشرقة التي تشبه شعاع الشمس في المناطق المشمسة ذات المناخ الحار. من هنا، يشدّد اختصاصيو التغذية على أهميّة تناولها سواء على شكل عصير أو الثمرة كلها نظراً إلى الطاقة التي توفرها للجسم، لا سيّما في فصل الشتاءً. يؤكد تقرير نشرته منظّمة الصحة العالمية أن تناول الحمضيات يقلّص الإصابة بفقر الدم وأمراض القلب والشرايين وداء الساد (إصابة العدسة البلورية في العين لدى المسنين خصوصاً)، ذلك أن معظم الفاكهة والخضار يحمل خصائص مفيدة للعين. فضلاً عن ذلك، تحدّ هذه الثمار من الإصابة بالسرطان، لا سيّما أن النظام الغذائي الغنيّ بها يحمي من البدانة والإصابة بداء السكري المسبّبين لظهور الخلايا السرطانيّة، لذا ينصح الأطباء بتناول الحمضيات في الحميات الغذائية. في القرن السابع عشر، كان الأطباء ينصحون المرضى بتناول الحمضيات لتجنّب داء الحفر (نقص في فيتامين C يؤدي إلى اضطرابات في تركيب الكولاجين، فتصبح الأنسجة هشّة وتسبب نزيفاً في اللثة وفي الجهاز الهضمي وتأخراً في التئام الجروح). إذاً، تشكّل الحمضيات عاملاً إيجابياً للحفاظ على الصحة، لذا تشدّد منظمة الصحة العالميّة على إدراجها في الأنظمة الغذائية كافة حتى في البلدان التي تعاني سوء التغذية، مع ذلك لا تعتبر نسبة تناول هذه الأطعمة مرتفعة عالمياً، لأنّها باهظة الثمن، بالنسبة إلى البلدان الفقيرة التي تستوردها، وتفسد بسرعة إلا إذا توافرت في بلد ينتجها أصلاً أو يملك تقنيات تبريد متطوّرة لحفظ الطعام. بالإضافة إلى ذلك، لم تكن العادات الغذائية المهمّة مترسّخة في البلدان التي لا تنتج الحمضيات إلى أن أولت وسائل الاعلام اهتماماً خاصاً بها نظراً إلى ميزاتها الفريدة، ويصبّ ذلك ضمن السياسة الغذائية الراهنة التي تسلّط الضوء على استهلاك الفاكهة والخضار المكثّف. تعتبر البرازيل والصين والولايات المتحدة، من أكبر البلدان المصدّرة للحمضيات في العالم، أما في أوروبا فتعود الحصة الأكبر إلى إسبانيا الغنيّة بالبرتقال.سيئاتهاالحموضة: يشكو كثر من هذه المشكلة التي يسبّبها تناول كميات كبيرة من الحمضيات، لذا من المهمّ تناول هذه الفاكهة بطريقة معتدلة. فضلاً عن ذلك، تؤثر نوعيّة العصير إلى حدّ كبير في نسبة الحموضة في المعدة، لا سيّما إذا تناولها المرء على الريق.مبيدات الحشرات: يزداد يوماً بعد يوم عدد الأشخاص الذي يعتبرون أن تناول الحمضيات ضروري لتوازنهم الصحي، لكن ماذا لو رُشّت هذه الفاكهة بمبيدات للحشرات السامّة؟ ثمّة قوانين تجيز استخدام مبيدات الحشرات بما يتماشى ومعايير الصحة العامّة، لكن يصعب تحديد هذه المعايير بما أنها تختلف من بلد الى آخر. إحرصي على شراء منتوجات «غير معرّضة لرش المبيدات» أو اختاري دائماً المنتوجات العضوية. اتخذي تدابير مماثلة حين ترغبين بشراء العصير، إذ ينبغي التأكد من المادة الأولية التي استُخرج منها. تناول الأدوية: أظهرت دراسات حديثة أن الإفراط في تناول الليمون الهندي مع نوع معيّن من الأدوية قد يؤدي إلى آثار جانبيّة مؤذية للغاية، يعود السبب بكلّ بساطة الى أنّ الليمون الهندي الذي يزهو بفوائد طبيعيّة يعزز عمل الدواء وكأنه يضاعف الجرعات التي يتناولها المريض. من جهة أخرى، يوازي شرب أربعة أكواب من العصير صيفاً، وهذا أمر طبيعيّ، تناول أربع ثمار، لذا انتبهي إلى الكميّة لأن شرب العصير أسهل بكثير، كذلك يفوق تناول أربع حبات من الليمون الهنديّ يومياً الحدّ المسموح به. تحوي الحمضيات عناصر غنيّة من: السكريات، الألياف، الفيتامين c وB6، البوتاسيوم، حامض الفوليك، الكالسيوم، الثيامين، النيكاسين، الفوسفور، الماغنزيوم، والحديد.عصير الفاكهةتشهد السوق التجارية إقبالاً ملحوظاً على شراء عصير الفواكه، لكن من المهمّ الانتباه إلى ما تشترينه جيداً. يتألف العصير الطبيعي 100 في المئة من المواد النقيّة، فيقتصر على العصير من دون إضافة أيّ نوع من السكّر، وذلك يشمل العصير الطازج المحضّر في المنزل والعصير الذي يمكن حفظه في الحرارة العادية. حقّقي مقارنة صغيرة بين النوعين لتدركي أي نوع يلائم جسمك أكثر، إذ قد تختلف النكهات حسب الفاكهة وأنواعها.يتألّف عصير الفاكهة المركّز من المواد الطبيعيّة 100 في المئة لكن يعود التفاوت في عمليّة صناعته إلى أسباب اقتصادية، فبدل من أن يحفظ المنتج على شكل عصير، تستخرج المياه منه فيصبح مركزاً أكثر، إذ يترك العصير فحسب ويوضع في زجاجات حجمها أصغر وتكون كلفة نقلها إلى وحدات التحويل النهائية أقلّ، ثم تضاف إليها المياه التي استخرجت من العصير. قد تحوي هذه الأنواع من العصير كميات إضافيّة من السكّر وعادة يحدّد ذلك على غلاف محتويات الزجاجة. يتضمّن النكتار، وهو المنتج الأقلّ ثمناً، 50% من الفاكهة فتكون على شكل عصير أو لبّ بالإضافة إلى المكونات الأخرى كالمياه والسكّر. اليوم بات استخدام المواد الحافظة أقلّ شيوعاً. البرتقالتعرّف شجرة البرتقال بأنها «الشجرة التي تحمل فواكه ذهبيّة» وتمتاز بنكهتها التي تمزج بين المذاق الحلو والحامض. تنضج هذه الفاكهة في المناطق الجنوبيّة وتحتاج إلى حرارة الشمس الدافئة لنموّها. يقسم البرتقال إلى أنواع عدة:أبو سرّة: يتميّز بثماره المتوسطة إلى الكبيرة الحجم وبقلّة البذور أو انعدامها، تكون القشرة سميكة نوعاً ما وذات ملمس متوسط الخشونة. يعود سبب تسميتها بـ{أبو سرّة» الى وجود ثمرة صغيرة ثانوية داخل الثمرة الأصلية. ينضج هذا النوع في النصف الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) ويعتبر في الأساس من أصناف المائدة ولا يصلح للعصير مطلقاً، لأن عصيره يكتسب مرارة غير مقبولة بعد فترة من استخراجه من الثمار.أبو دمّه: يتراوح لون لبّ برتقال أبو دمّه بين الأرجواني والأحمر الداكن، وهو شائع في دول حوض البحر الأبيض المتوسط وتُزرع كميات قليلة منه في مناطق أخرى من العالم.البرتقال اليوسفي: يشبه البرتقال البلدي شكلاً وحجماً، لكن قشرته رقيقة وناعمة الملمس وذات بذور قليلة نسبياً. يتميّز عصيره بطعم لذيذ للغاية وتكون نسبة الحموضة فيه منخفضة مقارنة مع البرتقال البلدي. يميل لون الثمرة إلى البرتقالي وتنضج في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) أو أوائل ديسمبر (كانون الأول). خصائصهيتميّز البرتقال بقشرته السميكة وعصارته وهو غنيّ بالفيتانين c الذي يكسب الجسم النشاط والكالسيوم والأحماض العضوية والبوتاسيوم، بالإضافة الى الفيتامين B الذي يحافظ على توازن الجهاز العصبي والألياف التي تسهّل عمليّة الهضم.طرق حفظهيمكن الحفاظ على البرتقال، مهما كان نوعه، في حرارة الغرفة العادية أو في البراد. لا تتردّدي في تناوله لأنه يساعد على مكافحة الشيخوخة فيؤخر ظهور الجذور الحرّة. وإذا كنت لا ترغبين في شرب العصير باستمرار، استفيدي من وصفات الطعام المختلفة، استخدمي هذه الفاكهة، مثلاً، لإعداد السلطات أو المقبلات الخفيفة وتذكري أنه من الضروري أن تتناولي هذه الثمار باستمرار. ينصح الخبراء بتناول كوكتيل من عصير البرتقال والعسل والمياه المغلية لأنه يبعث الدفء في الشتاء ويحافظ على النشاط والحيوية.حساء الحمضيات وشراب الزنجبيل (6 أشخاص)المقادير- 4 برتقالات كبيرة.- حبّة ليمون هندي صفراء اللون كبيرة.- حبّة ليمون هندي زهريّة اللون.- 4 حبات كليمنتين.- قرن فانيليا.- 200 غرام من السكّر الأبيض أو البني.- مكعبّ من الزنجبيل الطازج.- ليمونة حامضة (غير مرشوشة بمبيدات كيماوية ومغسولة جيداً).- 4 ليمونات حامضة خضراء.الطريقة 1 - ضعي السكّر في قدر واسكبي فوقه كوبين من الماء.2 - أضيفي قرن الفانيلا والزنجبيل المبروش وبرش حبات الليمون الحامضة وعصيرها.3 - ضعي المزيج على النار على حرارة مرتفعة حتى يصبح متماسكاً (حوالى 10 دقائق). 4 - في هذه الأثناء، قشّري حبات البرتقال والليمون الهندي وقطّعيها إلى أرباع.5 - أزيلي قشرة الكليمنتين وقطّعيها إلى أرباع.6 - أخلطي كلّ الحمضيات في وعاء على حدة وأضيفي إليها برفق الشراب المغلي (إحرصي على إزالة قرن الفانيليا).7 - أتركيها منقوعة حتى يبرد الشراب تدريجاً.8 - ضعي الوعاء في البراد إلى حين تقديمه.
توابل - Fitness
الحمضيّات... حليفتك لقوام جميل
29-10-2010