هناك كثيرون غير الطبطبائي يترقبون العرض المسرحي الكبير، لكننا حتما سنشاهد بعد نهاية المجلس مسرحيات أخرى اسمها سقوط نائب ممثل فضل مصلحته وعقد الصفقات، وترك المصلحة العامة من أجل ترضية أصحاب السلطة والنفوذ. التصريح الذي أطلقه أخيرا النائب الدكتور وليد الطبطبائي والذي قال فيه «سيكون الشعب على موعد مع مسرحية بايخة اسمها مجلس أمة... وأسأل الله أن يقصر عمر المجلس» تصريح يحتاج إلى وقفة وانتباه وفهم... لأنه حين يصرح نائب بحجم الطبطبائي وخبرته وتجربته وتوجهه بمثل هذا التصريح فإن هذا يدعو إلى التشاؤم والانزعاج ويفقدنا الثقة بالقادم المعروف أنه الأسوأ مسبقا. تصريح الطبطبائي يعيدنا بالذاكرة إلى ما حدث قبل أيام قليلة في توزيعة لجان المجلس مع بداية دور الانعقاد الجديد الثالث، ويذكرنا بالصفقات المشبوهة في تلك اللجان، ومبدأ «شيلني وأشيلك»...و»ادعمني وأدعمك»... و»فوت لي وأفوت لك»... ويذكرنا بالتصريحات النيابية الجوفاء حول الاستجوابات التي بات من المعروف سلفا أن معظمها محسوم وتم إجهاضه بيد صانعيه.استجوابات أو بمعنى أدق التلميحات والتلويحات بالاستجوابات في معظمها كان لذر الرماد في العيون ولإبعاد الشبهة عن بعض المتورطين في صفقات، ولعل هذا هو الأساس الذي ارتكز عليه الطبطبائي في تصريحه، ويا لها من مسرحية بالفعل سخيفة سنشاهدها ضمن الموسم المسرحي والمسرحيات الفنية التي ستطل علينا خلال عيد الأضحى المبارك.وبينما يتنافس الممثلون والمنتجون في المسرح الفني يتنافس النواب المخادعون في المسرح السياسي، وجميعها مسارح وكلها مسرحيات، بعضها ضحك منها الجمهور، وأخرى سيضحك عليها حتى البكاء والحسرة وتذوّق المرارة في الحلق لدرجة لا تطاق.وبينما الملفات كثيرة وثقيلة ومهمة في أدراج دور الانعقاد الجديد كملفات التنمية والتعليم والإسكان والصحة والبدون، وبينما القوانين تنتظر الإقرار، نجد أن هناك من يستعد بالديكورات والمكياج والإكسسوارات لتقديم مسرحيات هزلية تحت مسمى الاستجوابات الفارغة، اللهم القليل الذي سيقدم عن قناعة وبجدية، وكلنا نعرف أي تلك الاستجوابات هو الذي بالفعل سيقدم من أجل المصلحة العامة لا المصالح الضيقة.تصريح الطبطبائي لم يأت من فراغ، وهناك كثيرون غيره يترقبون العرض المسرحي الكبير، لكننا حتما سنشاهد بعد نهاية المجلس مسرحيات أخرى اسمها سقوط نائب ممثل فضل مصلحته وعقد الصفقات، وترك المصلحة العامة من أجل ترضية أصحاب السلطة والنفوذ.وإذا كان بعض النواب يعتقدون أن مثل هذه المسرحيات سيقتنع بها الجمهور من أبناء دوائرهم، فهم ولا شك مخطئون وسيندمون على تقديم الفن الرديء، وسيلعنون اليوم الذي تخلوا فيه عن شعاراتهم الرنانة التي أزعجونا بها طوال فترة الإعداد للانتخابات لأنه ليس من المنطقي أن يصدق الناخب نائباً باعه عند أول مفترق طرق، وفي قضايا أساسية، ومع الأسف باعه بثمن بخس وبالرخيص، ولم يكن حريصا أبدا على شعبه وبلده.
مقالات
مسرحية الموسم!!
03-11-2010