استبقت واشنطن ولندن تسريب وثائق "ويكيليكس" بالتحذير من الحرج الذي قد تتسبب فيه، لما قد تكشفه من قضايا مهمة، منها ما يتعلق بـ"محادثات سرية" بين الدول أو بـ"كراهية للفرنسيين".

Ad

توقعت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أمس، أن تفضح التسريبات المنتظر أن يكشف عنها موقع «ويكيليكس» عن رأي الإدارة الأميركية في رئيسي الوزراء البريطانيين السابق غوردون براون والحالي ديفيد كاميرون، وتفاصيل عن المحادثات السرية حول عودة المدان في تفجير لوكربي الليبي عبدالباسط المقرحي إلى بلاده.

وذكرت صحيفة «ديلي ميل» أنه من بين الثلاثة ملايين وثيقة التي سينشرها «ويكيليكس» عن المراسلات السرية بين السفارة الأميركية في لندن وواشنطن، رسائل في غاية الحساسية من ضمنها تقييم الولايات المتحدة لشخصية براون وفرص فوزه في الانتخابات العامة.

وقالت مصادر حكومية للصحيفة، إنها تعتقد أن «تقييم الأميركيين لحظوظ ديفيد كاميرون للفوز في الانتخابات وتطميناته الخاصة للأميركيين سيكشف عنها أيضاً».

وكانت الحكومة البريطانية بعثت تحذيراً إلى جميع الصحف ووسائل الإعلام من نشر أسرار من شأنها أن تلحق الأذى بالأمن القومي.

وذكرت مصادر في وزارة الدفاع البريطانية أن الأمن القومي للبلاد قد يكون في خطر بسبب ما سينشره «ويكيليكس»، لأنه سيتضمن تفاصيل عن حربي العراق وأفغانستان والانسحابات وممارسات الأجهزة السرية والمصادر الاستخباراتية.

وقال مسؤول بريطاني، إن «البريطانيين يخشون من أن يكشف الموقع عن الكراهية التي يكنّها الأميركيون والبريطانيون للفرنسيين»، مشيراً إلى أن «انتقاد الفرنسيين كان أمراً روتينياً».

وكان سفير الولايات المتحدة لدى بريطانيا لويس ساسمان التقى مسؤولين في مقر رئاسة الوزراء البريطانية أمس الأول، لتحذيرهم من أن محتوى الرسائل التي سينشرها موقع «ويكيليكس» اليوم قد تكون محرجة. وكانت الولايات المتحدة حذرت حكومات أستراليا وكندا والدنمارك وإيطاليا والنرويج وإسرائيل مسبقاً من خطورة ما سينشره «ويكيليكس» عن العلاقات الثنائية مع هذه البلدان.

وذكرت «ديلي ميل» أن «هناك توقعات بأن تحدث التسريبات أزمات دبلوماسية مع بعض الدول إلى درجة تقوم الأخيرة بطرد الدبلوماسيين الأميركيين من أراضيها».

ويتوقع أن تتضمن الوثائق الجديدة الآلاف من المراسلات السرية عن اتهامات بالفساد لسياسيين في أفغانستان وروسيا ودول أخرى بوسط آسيا.

في السياق، قال رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية الاميرال مايكل مولن في مقابلة بثتها شبكة «سي ان ان» الأميركية أمس، إن «تحركات موقع ويكيليكس خطيرة جداً خصوصاً على أمن الجنود الأميركيين».

ودعا مولن المسؤولين عن الموقع إلى الامتناع عن عملية النشر هذه.

وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي أمس الاول، «نستعد جميعاً لما يمكن أن يأتي، وندين ويكيليكس لكشفه مواد سرية». وأضاف: «هذه الخطوة ستعرض حياة اشخاص ومصالح للخطر وتشكل عملا غير مسؤول»، مؤكداً أن «الولايات المتحدة تستعد لأسوأ سيناريو». وتابع: «كبار المسؤولين في وزارة الخارجية يجرون اتصالات بالدول لتحذيرها من احتمال نشر الوثائق».

إلى ذلك، قال وزير الدفاع الإيطالي الأسبق انطونيو مارتينو أمس، إن من بين ما سينشره الموقع حول إيطاليا وثائق تتعلق بالقلق الأميركي على استثماراتها في بلاده. ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية «آكي» عن مارتينو قوله: «ربما تكون هناك وثيقة تتعلق بقلق واشنطن على استثماراتها في إيطاليا». وأوضح أن القلق المذكور «ناجم عن فشل منح الاستثمار في مؤسسة تيليكوم الإيطالية لمستثمرين أميركيين» خلال فترة الحكومة السابقة برئاسة رومانو برودي «مما بعث شعوراً لدى هؤلاء المستثمرين بأن بلادنا غير جديرة بثقة هؤلاء المستثمرين».