ينجم أكثر من 90% من مشاكل النوم عن نمط عيشنا. قد يُعزى الأرق إلى عدم التقيّد بإيقاع النوم، لكنه غالباً ما يكون ناتجاً من مرض متوارٍ مثل الإجهاد، القلق، الاكتئاب...في ما يلي ثلاث مراحل من شأنها مكافحة هذا المرض المستشري بكثرة بفعل الضغوط التي يفرضها عصر العولمة والإنترنت. 1 - التشخيصتقضي المرحلة الأولى بتحديد التشخيص المناسب. فغالباً، نرفض الاعتراف بأن الأرق أحد عوارض الإجهاد، القلق، أو الاكتئاب، علماً أن هذه الأمراض تعتبر المسبّب المباشر في 80% من الحالات حول العالم. يثير هذا النوع من التشخيص الخوف لأنه يجبر المرء على مواجهة الأمور، وكشف مشكلة لا نودّ الاعتراف بها على غرار الاكتئاب المتواري، الذي يستقر بشكل ماكر ويصبح مزمناً من دون علمنا ويسبّب الأرق تدريجاً. لذا، من المهم العودة إلى الأشهر الأولى لبدء الأرق ومراقبة الأحداث التي تزامنت مع اضطرابات النوم أو سبقتها. ليس القلق والاكتئاب عاملين وحيدين يحدثان اضطرابات في النوم. فثمة السرطان، انقطاع النفس خلال النوم، الأمراض العضوية التي تسبّب الألم، الألم المستمر في الساقين... وقد يسمح تشخيصها وعلاجها عموماً بتنظيم اضطرابات النوم. يُنصَح إذاً بأن يبدأ المرء بنفسه بهذه المسيرة، لتحديد عوارضه كما يجب. بعدئذ، يجب استشارة الطبيب لمناقشة الوسائل الكفيلة لاستعادة إيقاع النوم الطبيعي. 2 - توازن في الصحةتقضي المرحلة الثانية بإعادة إرساء التوازن في قواعد الصحة، عبر البدء بالتقيّد بإيقاع الحياة. النوم أحد الطقوس التي يتمّ الاستعداد لها خلال النهار: وجبات منتظمة، عدم ممارسة الرياضية بعد الخامسة مساءً، تجنّب النشاطات المنبّهة مساءً (عمل، ألعاب على الكمبيوتر، تصفّح الإنترنت، نقاشات حيّة)، عشاء خفيف، نباتات تحفّز النوم...تختلف قيمة الاستراحة خلال ساعات الليل من شخص إلى آخر. يحتاج البعض مثلاً إلى النوم في النصف الأول من الليل، لأن ساعات النوم هذه هي الأكثر قيمةً بالنسبة إليه، بينما يشكّل النصف الثاني من الليل لدى البعض الآخر الفترة الأكثر نفعاً للنوم. من المهم تصنيف أنفسنا ضمن هاتين الفئتين، ذلك أن 80% من حاجات النوم قد تقع في جزء أو في آخر من الليل. لذلك ينبغي أن نكتشف بمفردنا أو بمساعدة الطبيب ساعات النوم التي توفّر لنا أكبر قسط من الراحة. 3 - العلاجتتطلب هذه المرحلة مساعدة الطبيب المعالج لإعادة تنظيم النوم، عبر اتّباع علاج بالأدوية. مع أن هذه الأدوية فاعلة إلا أن من الضروري عدم الاعتياد عليها. فضلاً عن ذلك، لا يمكن اعتبار الأدوية التي تساعد على النوم مهدّئات، وإنما قد تكون أحياناً مخففة للألم لدى الأشخاص الذين يمنعهم ألمهم من النوم، أو مضادات للاكتئاب تعالج المرض المتواري بحد ذاته والمسبّب للأرق.
توابل - صحتنا
3 مراحل استراتيجيّة لمكافحة الأرق
18-08-2010