وسط التوتر الذي تشهده تونس منذ أيام، بسبب الاحتجاجات على البطالة والوضع المعيشي، أعلن رئيس الوزراء محمد الغنوشي أمس، أن رئيس البلاد زين العابدين بن علي قرّر إدخال تعديل على حكومته شمل أربع وزارات، هي: الاتصال والتجارة والشباب والرياضة والشؤون الدينية.وقال الغنوشي إنه تم بموجب هذا القرار تعيين وزير الشباب والرياضة سمير العبيدي وزيراً للاتصال خلفا لأسامة رمضاني، وإسناد وزارة الشباب والرياضة إلى عبد الحميد سلامة. كما تم تعيين كمال عمران وزيراً للشؤون الدينية خلفاً لأبوبكر الأخزوري، وسليمان ورق وزيراً للتجارة والصناعات التقليدية خلفاً لرضا بن مصباح. وتعرض رمضاني لانتقادات حادة على خلفية التغطية الإعلامية للاضطرابات الاجتماعية والصدامات التي تشهدها ولاية سيدي بوزيد.وكان الرئيس بن علي أكد في خطاب متلفز مساء أمس الأول، أنه "يتفهم" الحالة الاجتماعية وراء الاحتجاجات في منطقة سيدي بوزيد، لكنه اتهم "أقلية من المتطرفين والمحرضين المأجورين" بالتسبب في أعمال العنف، مؤكداً أنه ستتم معاقبتهم.وقال بن علي إنه تابع "بانشغال" ما شهدته سيدي بوزيد من أحداث خلال الأيام الماضية، معتبراً أن "هذه الأحداث منطلقها حالة اجتماعية نتفهم ظروفها وعواملها النفسية"، وآسفاً "لما خلفته من أضرار".وشدّد الرئيس التونسي على أنه يدين "الأبعاد المبالغ فيها التي اتخذتها الأحداث بسبب الاستغلال السياسي لبعض الأطراف الذين لا يريدون الخير". واتهم هذه الأطراف بأنها تلجأ إلى "بعض التلفزات الأجنبية التي تبث الأكاذيب والمغالطات دون تحرٍّ، بل باعتماد التهويل والتحريض والتجني الإعلامي العدائي لتونس".ولم يسمِّ الرئيس التونسي محطات التلفزيون، لكن البرلمان التونسي دان ما أسماه "الحملات الإعلامية المغرضة التي تشنها قناة الجزيرة" القطرية بهدف "تشويه سمعة تونس" في تغطيتها لأحداث سيدي بوزيد.في السياق، دانت نقابة الصحافيين التونسيين في بيان أمس، "التعتيم الإعلامي" الذي رافق بداية الأحداث في منطقة سيدي بوزيد، مما "فسح المجال للتأويل والإشاعة".واستنكرت النقابة "تعمد بعض القنوات الأجنبية وخاصة قناة الجزيرة القطرية ممارسة التهويل والتحريف والفبركة في تغطيتها لأحداث اجتماعية مشروعة وسلمية وتوظيفها سياسياً بهدف التحريض وإثارة البلبلة".كما دانت النقابة "منع وعرقلة الزملاء الصحافيين والاعتداء على بعضهم أثناء أداء واجبهم المهني".الى ذلك، وجه الزعيم الليبي معمر القذافي حكومته لـ"اتخاذ الإجراءات الفورية برفع كل الرسوم والقيود الإدارية والمالية عن دخول أبناء الشعب التونسي الشقيق إلى الجماهيرية العظمى، سواء كان لغرض السياحة أو العمل أو لأي أغراض أخرى، وأن يعاملوا معاملة أشقائهم الليبيين"، مؤكداً أن هذا القرار يأتي "انطلاقاً من الروابط الأخوية العميقة التاريخية والاجتماعية والجغرافية التي تجمع أبناء الشعب الواحد في الجماهيرية العظمى وتونس، وتجسيداً لعلاقات التكامل بين البلدين".وكانت محافظة سيدي بوزيد (265 كيلومتراً جنوب تونس العاصمة)، شهدت منذ السابع عشر من الشهر الجاري، تحركات شعبية، في أعقاب محاولة شاب جامعي الانتحار حرقاً، بعد أن رفض أوامر الشرطة بالابتعاد بطاولته التي نصبها لبيع الخضراوات والفواكه. وامتدت الاحتجاجات لتشمل غالبية مدن المحافظة، ولاسيما مدينة "منزل بوزيان".(تونس ـ أ ف ب، رويترز)
آخر الأخبار
تونس: الاحتجاجات تدفع إلى تعديل وزاري
30-12-2010