يتمثل مفهوم سعر السهم العادل في ما يحمله هذا السهم من فوائد للمستثمر، ومن المعروف أن من أهم الفوائد التي يحملها السهم للمستثمرين هي الأرباح المستقبلية للسهم وسعر البيع المستقبلي، بالإضافة إلى القوة التصويتية للسهم، وهي القوة المؤثرة في القرارات المتخذة، وتتضح أهمية تلك القيم عند اقتراب موعد الجمعية العمومية باعتبار أن مَن يملك السهم بتاريخ الجمعية العمومية يكون مخولاً بأرباح السهم وبالتصويت في الجمعية العمومية. وعلى ذلك، يقوم المحللون الماليون بإيجاد القيمة العادلة للسهم من خلال إيجاد القيمة الحالية للأرباح المستقبلية (التدفقات النقدية) وقسمة الناتج على عدد الأسهم الحالي، ويكون ذلك هو القيمة العادلة للسهم. العوامل المؤثرة في القيمة العادلة للسهم● التوقعات المستقبلية (خلال 3- 5 سنوات) لكمية الأرباح (الموزعة على المستثمرين والمحجوزة بالشركة): وهذه الأرباح بالطبع علاقتها طردية مطلقة مع قيمة السهم العادلة.● التوقعات المستقبلية (خلال 3-5 سنوات) للمبيعات (أو الإيرادات) السنوية: وهذه أيضا تتناسب بشكل طردي ومطلق مع سعر السهم العادل، فبالرغم من أن الشركة قد لا توزع أرباحاً على مساهميها سنوات طويلة ومع ذلك نجد أن أسعار أسهمها تزداد بصورة مضطردة بسبب اعتقاد المستثمرين بقوة أدائها المالي بسبب المبيعات المرتفعة، وبالتالي تصنيف السهم على أنه من أسهم النمو.● حجم الديون لدى الشركة: وهذه عادة تتناسب تناسبا طرديا مع قيمة السهم العادلة، ولكن ما أن يصل حجم الديون إلى مستوى معين، حتى يبدأ سعر السهم العادل في الانخفاض، ومرد ذلك أن المستثمرين لديهم إحساس بمستوى معقول من حجم الديون لأي شركة من خلال مقارنتها بمنافسيها في قطاع صناعي معين، وقد يكون مرد ذلك أن حصول الشركة على دين إضافي قد يكون مؤشراً على متانة وضعها المالي، وكذلك على مراقبتها مراقبة دقيقة من قبل مانح الدين (عادة البنوك).● إدارة الشركة: فكلما كان فريق إدارة الشركة (أو العضو المنتدب) ذا سمعة جيدة في سوق العمل، كلما انعكس ذلك بالإيجاب على سعر السهم العادل والعكس صحيح، باعتبار أن الإدارة الجيدة للشركة ستعمل على زيادة إيرادات الشركة، وبالتالي تدفقاتها النقدية المستقبلية، ثم ازدياد نصيب السهم من تلك التدفقات.● الحصة السوقية للشركة ومستقبل تلك الحصة السوقية: وهذه تتناسب تناسبا طرديا مطلقا مع السعر العادل للسهم باعتبار أن زيادة الحصة السوقية للشركة تعني الريادة التشغيلية لتلك الشركة، وبالتالي زيادة تدفقاتها النقدية، ومن ثم ارتفاع السعر العادل للسهم.● عوامل أخرى ولكنها عوامل فرعية: مثل هيكل تكاليف الشركة وتغير ذلك عبر الزمن، وكذلك شعور المستثمرين بجودة أصول الشركة وتوزيعها الجغرافي.مع التأكيد على أن من أهم العوامل السابقة هو مستوى الأرباح المستقبلية وجودة تلك الأرباح، ونعني بجودة الأرباح أنها تكون أرباحاً تشغيلية وليست من موارد أخرى، وكذلك مدى استمرار تلك الأرباح في المستقبل، إضافة الى ذلك مستوى تذبذب تلك الأرباح.
اقتصاد
كيف نحدد السعر العادل للسهم؟ عبر الأرباح والديون وإدارة الشركة
12-10-2010