قرّر نصر الله أخيراً ممارسة مهنة التدريس في معهد السينما، وعن سر قبوله خوض هذه التجربة، وأسرار فيلمه القصير «18 يوم»، كان اللقاء التالي معه. كيف جاءت فكرة فيلم «18 يوم»، وما الهدف منها؟ الفكرة في البداية كانت اقتراحاً من المخرج مروان حامد بتوثيق «ثورة 25 يناير» وما مرّ من أحداث خلالها عبر 10 أفلام روائية قصيرة، وبالطبع لا يوجد ما هو أفضل من فيلم سينمائي للقيام بهذه المهمة، خصوصاً أن العاملين في المشروع، في غالبيتهم، كانوا في ميدان التحرير منذ اليوم الأول للثورة، وهذا بالتأكيد سيساهم بشكل كبير في تعميق أفكار الأفلام، ورؤية المخرجين العاملين عليها، وقد انتهينا من تنفيذ خمسة أفلام بشكل كامل، والبقية تم الانتهاء من تصويرها، وتُجرى لها راهناً عملية المونتاج، وستُعرض كفيلم طويل واحد. مَن هم المخرجون والكتاب والممثلون المشاركون في المشروع؟ المخرجون هم: مروان حامد، كاملة أبو ذكري، مريم أبو عوف، شريف عرفة، هاني خليفة، محمد علي، خالد مرعي، أحمد علاء، وأنا. أما الكتاب فهم: تامر حبيب، عباس أبو الحسن، بلال فضل. والممثلون: يسرا اللوزي، هند صبري، منى زكي، عمرو واكد، إياد نصار، أحمد حلمي، باسم سمرة، وعدد من الممثلين الهواة. ما الأفكار العامة التي تدور حولها هذه الأفلام، وهل ستكتفي بتوثيق التظاهرات وما حدث في ميدان التحرير؟ لا أعلم عن هذه الأفلام سوى الخطوط العريضة، وغالبية الأفكار لا تدور حول الميدان فحسب بل تمتد أيضاً الى جوانب الثورة كافة وتأثيرها على شرائح المجتمع كلّها، فثمة فيلم يتناول التحقيق مع أحد الثوار في أحد مباني جهاز أمن الدولة، وفيلم آخر عن مجموعة من الثوار أثناء وجودهم في الشارع خلال الثورة، وتدور أحداث الفيلم الذي أخرجته حول أسرة وردود فعل أفرادها عند اندلاع الثورة. الأفلام كلّها مختلفة في تناولها للأحداث ولا رابط بينها سوى الثورة في أيامها الثمانية عشر الأولى. هل استغرق تصوير «18 يوماً» وقتاً طويلاً، وممّن يتألف فريق العمل؟ الفيلم لم يستغرق تصويره سوى يوم ونصف اليوم، وتجري أحداثه في شقة أسرة مصرية كما ذكرت، كتب السيناريو والحوار تامر حبيب، وهو من بطولة كلّ من آسر ياسين ومنى زكي. أعلنت عن رغبتك في المشاركة بفيلم «18 يوم» في مهرجان «كان» السينمائي في دورته المقبلة، فلماذا تصرّ على هذا الأمر؟ لا أسعى الى المشاركة في «كان» فحسب، بل أيضاً الى عرضه في مهرجان دبي السينمائي الدولي، إيماناً منا بدور الفن في التعريف بثقافة الحضارات المختلفة، ومحاولة لتوضيح التجربة المصرية وأهميتها ونقل ما حدث في مصر خلال فترة الثورة بالشكل الذي يمنح هذه الأخيرة قدرها، وفي حال شارك الفيلم في «كان» فذلك سيكون بمثابة عودة للفيلم المصري بعد أن خلت الدورة الماضية من وجود أي فيلم مصري ضمن وقائع المهرجان. كيف ترى صناعة الأفلام القصيرة في مصر؟ صناعة جديدة يعتبرها كثر مستقبل السينما في مصر، ويستخدمها الشباب للتعبير عن المشاكل المحيطة بهم سواء اجتماعية أو سياسية برؤية حديثة، وهذا ما يساعد على حفظ الذاكرة من الضياع، وساهم في ذلك توافر الكاميرات الرقمية الحديثة وتقدّم التقنيات والبرامج، إذ أصبح بإمكان كثر القيام بعمليات مونتاج في المنزل لما يصوِّرونه، ثم عرضه على شبكة الإنترنت. قررت أخيراً التدريس في معهد السينما بشكل منتظم، فلماذا هذا التوقيت تحديداً؟ شعرت بأن الواقع قد تغيّر بعد الثورة، خصوصاً أن طلاب المعهد وعدداً كبيراً من السينمائيين والفنانين شاركوا فيها منذ بدايتها، وهذا ما أشعرني برغبة هذا الجيل في تحقيق مبادئه التي يعرف الجميع مدى مشروعيّتها. قررت الاستمرار في إعطاء المحاضرات حتى يصل الطلاب إلى نهاية السنة الرابعة والنهائية في المعهد، وأعرض أسبوعياً فيلماً من أفلام السينما العالمية، بعدها ندخل جميعاً في نقاش حوله وما يمكن الاستفادة منه. كنت تحضّر لفيلم بعنوان «مركز التجارة العالمي»، فلماذا توقّف العمل عليه؟ كل ما هنالك أن الفيلم واجه بعض المشاكل الإنتاجية وقد تم حلّها، وسيبدأ تصويره خلال الفترة المقبلة. تدور قصته حول مواضيع عدة منها: شبكات الدعارة وعالم المتعة السفلية في القاهرة، تجاور الأحياء الشعبية والأحياء الراقية وما يحدث بينها من تأثير اجتماعي، كذلك يناقش الفيلم عدداً من المشاكل التي تواجه المجتمع المصري عموماً، وهو من تأليف ناصر عبد الرحمن الذي تعاونت معه سابقاً في فيلمَي «جنينة الأسماك»، و{المدينة»، بطولة: فاروق الفيشاوي، سوسن بدر، منة شلبي، وباسم سمرة. لا يزال فيلم «إحكي يا شهرزاد» يثير جدلاً خصوصاً بعد احتلاله المركز الثالث في قائمة الأفلام الأكثر جذباً للمشاهد الفرنسي، فما هو تعليقك؟ يمثل «إحكي يا شهرزاد» رؤيةً للواقع الذي نعيشه، خصوصاً واقع المرأة المصرية التي تعاني من القهر أحياناً كثيرة، فهي تمثّل نصف المجتمع الذي نحيا فيه، وتتحمّل كثيراً من المسؤوليات والمهام الصعبة، لذلك جاء الفيلم صادماً للبعض، لا سيما أن وحيد حامد ركّز بشكل كبير على قضايا مهمة كثيرة سواء اجتماعية أو سياسية، وهذا ما أكسب الفيلم أهمية كبيرة، فأشاد به الكثير النقاد على رغم هجوم البعض عليه.
توابل - سيما
المخرج يسري نصر الله: الواقع المصري تغيّر بعد الثورة
18-04-2011