بعد غياب سنوات عن المشهد السينمائي، تعود أفلام العائلة من خلال «عائلة ميكي»، تأليف عمر جمال وإخراج أكرم فريد، فهل يكون أول الغيث في استعادة المجد الذي صنعته «أم العروسة»، «عائلة زيزي»، «إمبراطورية ميم»، «الحفيد» وغيرها من أفلام رصدت وضعية العائلة خصوصاً، وتبقى حاضرة في الأذهان على الدوام؟لم ينجح فيلم «عائلة ميكي»، في إعادة العائلة إلى الشاشة بعد سنوات من الغياب فحسب، لكن الأهم أنه قدّم مشاكلها مع إضافة لمسة من الحداثة ليتناسب مع طبيعة العصر الذي يُعرض فيه. تتمحور القصة حول أسرة تتقدم إلى إحدى المسابقات للحصول على لقب «الأسرة المثالية»، ومن خلال الأحداث نتعرف إلى أزمات ومشاكل أفرادها الذين ينتمون إلى أجيال مختلفة. إذا قارنا المشاكل المطروحة في هذا الفيلم وتلك التي كانت موجودة في زمن «إمبراطورية ميم» نكتشف مدى التغييرات التي طرأت على المجتمع عموماً وعلى الشباب خصوصاً.سطحي أم جريء؟ترى الناقدة ماجدة خير الله أن الطابع الذي ينتمي إليه «عائلة ميكي» لا يدخله ضمن تصنيف أفلام العائلة، لأنه يتناول مشاكل الأسرة والمجتمع بشكل سطحي، وهذا لا يعيب الفيلم في تصوّرها، لأنه لا يهدف إلى ذلك من الأساس بل يقدّم كوميديا بسيطة عن حياة امرأة عاملة تحمل همّ أسرتها والدليل اسمه، وإن كان هذا النوع يحبّه المشاهدون. في المقابل، يؤكد د. رفيق الصبان أن «عائلة ميكي» من نوعية الأفلام الجريئة أداءً ونصاً، «فهو يعالج قضايا الأسرة بقسوة وحنان» على حدّ تعبيره.يضيف الصبان: «قد يبدو الفيلم ظاهرياً من نوعية الأفلام الخفيفة، إلا أنه في الحقيقة يعالج قضايا مهمة ويندرج في خانة أفلام العائلة التي نحتاج إليها اليوم ولا نجدها بسبب الجهات الإنتاجية التي لا تعنيها مناقشة مشاكلنا، وترغب في جني الأموال عبر تشجيع نوعية أفلام تتخذ من الإثارة نهجاً لها مثل «ولاد البلد»، ذلك عكس «عائلة ميكي» فعلى رغم جرأته إلا أنه بعيد كل البعد عن الابتذال».بطولة جماعيّةلا ينتمي «عائلة ميكي» إلى أفلام العائلة بقدر انتمائه إلى نوعية الأفلام الشبابية مثل «أوقات فراغ» و{الماجيك» برأي الناقد نادر عدلي، على اعتبار أنه لم يتوقف كثيراً عند الأب والأم بل ركَّز على مشاكل الأبناء.أما عن السر وراء اختفاء سينما العائلة أو عدم الحماسة لتقديمها، فيعزو عدلي ذلك إلى أن طبيعة السوق السينمائي تتطلب أفلاماً ذات مواضيع معينة مثل قصص الحب أو توليفة ضحك وإثارة... يلاحظ عدلي أن إصرار نجوم معينين على أن يتولوا البطولة المطلقة وأن يكونوا محور الأحداث يحول دون مشاركتهم في أفلام البطولات الجماعية، بالإضافة إلى ضعف قدرة الإنتاج على التعاقد مع نجوم قد تسند إليهم أدوار الآباء والأمهات سواء من ناحية البدل الماضي أو صغر مساحة الدور مقارنة بتاريخهم... «ذلك كله يساهم في إنتاج أفلام خالية من «الزبدة» أو بالأحرى من معالجة القضايا العائلية»، على حد قوله.ارتياد دور العرضيرى الناقد عصام زكريا أن اختفاء عادة ارتياد دور العرض هو سبب غياب مثل هذه النوعية من الأفلام، «فقديماً كانت الأسرة تقصد دار العرض لمشاهدة فيلم عاطفي، وفي الستينيات ظهرت أفلام العائلة التي شجعت الأسر على التمسك بعادة الذهاب إلى السينما، لكن في ظل وجود الرقابة ومناخ الانفتاح في الوقت نفسه اختلّت الموازين في الميادين كافة، ما أثر على عدم وجود أفلام للكبار وأخرى للصغار، وكذلك الحال بالنسبة إلى أفلام العائلة».في الأحوال كافة، حتى لو اختلفنا مع «عائلة ميكي»، لا يمكننا إنكار أنه خطوة في حدّ ذاته إلى أفلام عائلية تتناول قضايا الأسرة، ونأمل في أن تلقى الدعم ليُكتب لها الاستمرار.
توابل - سيما
ميكي... عودة خجولة لأفلام العائلة
22-10-2010