عاشت الفنانة القديرة حياة الفهد معاناة مع الفن والحياة، أرادت أن تصبح فنانة لها مكانتها بالإرادة والكفاح والتحدي، فحققت أمنيتها واحتلت مكانة مميزة كممثلة وكاتبة ومنتجة وعاشقة للفن والحياة.

Ad

ولدت حياة أحمد الفهد في إبريل (نيسان) 1948 في منطقة الشرق في العاصمة الكويت (حفرة بن عبجل قرب البركة). في الخامسة من عمرها انتقلت مع عائلتها إلى منطقة المرقاب قرب مسجد عبد الله المبارك، حيث تربت يتيمة بعدما فقدت والدها وعانت من عدم عطف أمها عليها، إلا أنها تخطت هذا الأمر وتحملت الكثير لتربية أشقائها الأربعة (ثلاث بنات وصبي).

ارتادت حياة الفهد مدرسة سكينة، في منطقة الشامية، لكنها لم تكمل دراستها الابتدائية، فاجتهدت على نفسها وتعلّمت القراءة والكتابة بعدما شعرت بحاجتها إليهما، وأتقنت القراءة والكتابة باللغة العربية الفصحى وبالإنكليزية.

في بداية الخمسينيات شاهدت أول فيلم سينمائي كان من بطولة فريد الأطرش، فاكتشفت من خلاله حبها للفن، بعد ذلك أصبحت ترتاد سينما «الشرقية» مع والدتها وأخيها وشقيقاتها وأبناء خالتها ومن ثم سينما «حولي» بعد افتتاحها، سرعان ما تحوّل هذا الأمر إلى هواية تمارسها حياة الفهد باستمرار. في تلك الفترة، عشقت الفهد فاتن حمامة، وعبرت لاحقاً عن إعجابها بها في حواراتها الصحافية.

قصّة البداية

في أحد الأيام زارت فرقة أبو جسوم مستشفى الصباح حيث تعمل حياة الفهد، وأثناء مرور أبو جسوم أمام مكتب الفهد وأمينة الشراح سألهما: «من منكما تريد أن تمثل؟»، لم تستطع الفهد أن تقول «أنا»، فقد كانت خجولة، انطوائية ومنعزلة، وتعاني الهزال لكثرة الأمراض التي أصابتها في طفولتها وحالت دون إكمال دراستها، فبادرت الشراح إلى القول: «أريد أن أكون مذيعة»، وهي قصدت التعبير عن الفهد وعن رغبتها في أن تكون ممثلة، فسأل أبو جسوم الفهد: «هل يوافق أهلك على ذلك؟»، أجابت بأنها ستسألهم، فأبلغها بأنه سيعود بعد فترة إلى المستشفى لمعرفة الجواب. كانت فرقة أبو جسوم تتمتع في الستينيات من القرن الماضي بالشهرة والنجومية.

عادت حياة الفهد إلى البيت وينتابها شعور كبير لا تستطيع إخفاءه، وبعد التمهيد فاتحت والدتها برغبتها في التمثيل، فكان الردّ صفعة قوية على وجهها أحست معها بأن أذنها أغلقت والدنيا أظلمت. بعد فترة عادت فرقة أبو جسوم إلى المستشفى، فسألها أبو جسوم ما إذا كانت فاتحت أهلها بالموضوع فأجابت بالنفي وطلبت منحها فرصة ثانية. وكلما كانت تفاتح والدتها بالموضوع كانت تتعرّض للضرب فتزداد إصراراً وعناداً، حتى تورّم جسمها من الضرب.

بعد شهرين من المواجهات الصعبة قررت الفهد الإضراب عن الطعام، وصودف آنذاك (عام 1962) أن التقى أبو جسوم، في أثناء عمله مع الجيش، شقيقها وحاول إقناعه فأبدى هذا الأخير ليونة وأقنع والدته بالأمر، فوافقت على أن يصطحب الشقيق الفهد إلى تلفزيون الكويت القديم لتسجيل حلقات فيه، وكان مقره على البحر ومديره الدكتور يعقوب الغنيم.

في التلفزيون والإذاعة

أثناء تردد حياة الفهد على الإذاعة الكويتية لتسجيل البرامج مع فرقة أبو جسوم ومع المخرجة نورية السداني، التقت مجموعة من الفنانين من بينهم: منصور المنصور، كان موظفاً في الإذاعة، وصقر الرشود، كان مذيعاً ومقدّم برامج، وكانا يعملان على تأسيس فرقة «مسرح الخليج العربي» فطلبا منها أن تكون من الأعضاء المؤسسين لها.

شاركت الفهد مع مجموعة من الممثلين والمطربين في حفلة قدمتها الفرقة في مقر النادي العربي تضمنت عرضاً مسرحياً بعنوان «الخطأ والفضيحة»، تأليف عبدالعزيز السريع، إخراج صقر وأدت فيه دور الزوجة.

في عام 1965 مرضت والدتها وتمت خطوبتها فابتعدت عن العمل المسرحي لغاية العام 1968، إلا أنها استمرّت في وظيفتها في مستشفى الصباح وكمذيعة في الإذاعة الشعبية في فترة بعد الظهر، وكان مديرها آنذاك عبد الرزاق السيد.

عندما قررت الفهد العودة إلى الفن، اتصلت بالفنان غانم الصالح، رئيس قسم التمثيليات في التلفزيون آنذاك، وأخبرته بأنها على استعداد للمشاركة في الأعمال الدرامية الجديدة، فطلب منها الحضور فوراً لأن المخرج خالد الصديق كان يبحث عن ممثلة لأداء دور الأم في فيلم «بس يا بحر»، من ثم أدّت بطولة مسلسل «الحدباء» إخراج صلاح العوري مع غانم الصالح، وعُرض العملان في الوقت نفسه وساهما في تسليط الضوء على الفهد مجدداً وتتالت من ثم سلسلة عطاءاتها التي لم تتوقف إلى اليوم.

سيرتها الذاتيّة

- انتسبت حياة الفهد إلى «فرقة مسرح الخليج العربي» في 13 مارس (آذار) 1963 وهي أحد مؤسسي فرقة «الإتحاد الكويتي للمسارح الأهلية».

- أعمالها السينمائية: «بس يا بحر» إخراج خالد الصديق، «الصمت» إخراج هاشم محمد، بالإضافة إلى مجموعة من الأفلام القصيرة.

- أعمالها التلفزيونية: «الدكتور- خالتي قماشة»، «الحدباء»، «الأسوار»، «خرج ولم يعد»، «رقيه وسبيكة»، «على الدنيا السلام»، «سليمان الطيب»، «نماذج مختلفة من النساء»، «الجانب الصعب»، «الحادث»، «الوصية»، «حياة في ثلاثة أيام»، «قاصد خير»، «بيت بوخالد»، «إلى أبي وأمي مع التحية»، «الملقوفة»، «الحادث»، «الحسرة»، «الطير والعاصفة»، «بيت تسكنه سمره». «جرح الزمن». «الدنيا لحظة». «ثمن عمري».

من أبرز أعمالها التلفزيونية: «رماد الماضي»، إخراج محمد دحام مع غازي حسين، أحمد الجسمي، عبد المحسن النمر، عبد الامام عبد الله. «صقور العدالة»، إخراج رمضان علي، مع بدرية أحمد، عبير أحمد، عبد الإمام عبد الله. «وبعد»، إخراج خلف العنزي، مع جاسم النبهان، خالد أمين، حسن ابراهيم. «الحريم». «الأخ صالحة». «الشريب بزه»، مع خالد النفيسي، خالد العبيد، منى شداد، زهرة الخرجي. «عندما تغني الزهور»، تأليف وداد الكواري، إخراج أحمد المقله، مع عبد العزيز الجاسم، هدى الخطيب، رزيقه الطارش. «الخراز» و{الدايه» آخر أعمالها الدرامية.

الكتابة الدراميّة

خاضت حياة الفهد ميدان الكتابة سواء في التلفزيون أو الاذاعة أو المسرح، من أبرز نتاجاتها:

في التلفزيون: «نماذج من النساء» (جزئين)، «الحادث»، «الجانب الصعب»، إعداد سهرتي «الأمل الضائع» و{إنهم أحبابي». في المسرح: «شيكات بدون رصيد»، «بيت العزوبية».

حول تجربتها الكتابية تقول حياة الفهد: «أنا فنانة أولاً وأخيراً والكتابة بالنسبة إلي مجرد هواية أمارسها من وقت إلى آخر وليست حرفة. لا أكتب إلا عندما تراودني فكرة جميلة تلحّ عليّ في الكتابة ولا أجد من يكتبها فأشرع في الكتابة، خبرتي جيدة في كتابة السيناريو مع ذلك أنظر إلى نفسي كفنانة وليس ككاتبة».

أعمالها المسرحيّة

لحياة الفهد مسرحيات خارج «فرقة مسرح الخليج العربي» من بينها: «بيت العزوبية»، «شيكات بدون رصيد»، «بني صامت»، «حرم سعادة الوزير»، «القرقور»، «أرض وقرض»، «إذا طاح الجمل»، «عبيد في التجنيد»، «للأمام سر»، «باي باي عرب»، «سيف العرب»، «قناص خيطان» مع الفنان عبد الحسين عبد الرضا.

أما أعمالها مع «مسرح الخليج العربي» فأبرزها:

- «الخطأ والفضيحة»، تأليف مكي القلاف، إخراج صقر الرشود، مع منصور المنصور، سالم الفقعان، عبد العزيز الفهد، عرضت في 1 سبتمبر (أيلول) 1963 على مسرح نادي الثقافة العمالي.

- «الأسرة الضائعة»، فكرة عبد العزيز السريع، إخراج صقر الرشود، إعداد اللجنة الثقافية المكوّنة من: عبد العزيز السريع، صقر الرشود، محبوب العبد الله، عُرضت على مسرح كيفان في 25 ديسمبر (كانون الأول) 1963، مع سالم الفقعان، منصور المنصور، محمد المنصور، عبد العزيز الفهد.

- «أنا والأيام»، تأليف صقر الرشود وإخراجه، مع أسمهان توفيق، سالم الفقعان، عبد العزيز الفهد، محمد المنصور، عبد الأمير مطر، عبد الرحمن الصالح، عرضت على مسرح كيفان في 12 مايو (أيار) 1964.

- «الجوع» تأليف عبد العزيز السريع، إخراج صقر الرشود، مع أسمهان توفيق، عبد الأمير مطر، خالد العبيد، سالم الفقعان، محمد المنصور، منصور المنصور، نوال باقر، ليلى عبد العزيز، عُرضت على مسرح كيفان في 2 نوفمبر (تشرين الثاني) 1964.

- «فلوس ونفوس»، تأليف عبد العزيز السريع، إخراج صقر الرشود، مع سعد الفرج، صقر الرشود، محمد المنصور، عبد الرحمن العقل، ابتسام حسين، عُرضت في 10 يناير (كانون الثاني) 1970.

- {1، 2، 3، 4 بم»، تأليف عبد العزيز السريع وصقر الرشود، إخراج صقر الرشود، مع ابراهيم الصلال، عبد الرحمن العقل، خالد العبيد، محمد السريع، أحمد الضرمان، مريم الغضبان، حسين المنصور، سليمان الياسين، عبد الله الحبيل، علي المفيدي، محمد المنصور، نور الهدى الرازقي، خليل إسماعيل. عُرضت على مسرح كيفان في 27 يناير (كانون الثاني) 1972.

- {ضاع الديك»، تأليف عبد العزيز السريع، إخراج صقر الرشود، مع محمد المنصور، عبد العزيز المسعود، خالد العبيد، سليمان ياسين، عبد الله الحبيل، منصور المنصور، مريم الصالح، هيفاء عادل، محمد السريع، عبد الرحمن العقل، عرضت على مسرح كيفان في 7 نوفمبر (تشرين الثاني) 1972.

- «يا غافلين»، تأليف محمد السريع، إخراج منصور المنصور، مع منصور المنصور، سليمان ياسين، محمد السريع، خالد العبيد، عبد الرحمن العقل، علي المفيدي، هيفاء عادل، أحمد الضرمان، عُرضت على مسرح كيفان في 31 يوليو (تموز) 1974.

- «بحمدون المحطة»، تأليف عبد العزيز السريع وصقر الرشود، إخراج صقر الرشود، مع محمد المنصور، خالد العبيد، محمد السريع، عائشة ابراهيم، سليمان ياسين، هيفاء عادل، عبد الله الحبيل، أحمد الضرمان، عبد الرحمن العقل. عُرضت على مسرح المعاهد في 18 ديسمبر (كانون الأول) 1974.

- «الأوانس»، تأليف محمد السريع، إخراج منصور المنصور، مع عائشة ابراهيم، ابراهيم الصلال، محمد السريع، أسمهان توفيق، سليمان الياسين، حسين المنصور، عُرضت على مسرح كيفان في أكتوبر 1987.

الشاعرة

قلة تعرف أن الفنانة حياة الفهد شاعرة لها إنتاج في هذا المجال وتنوعت كتاباتها بين العاطفي والاجتماعي والرثاء. صدر لها ديوان بعنوان «عتاب»، من أبرز قصائده «سافر» يقول مطلعها:

سافر عديل الروح يا زود غربالي

جسم أنا مطروح من فرقة الغالي

سافر وهو زعلان وده يعاتبني

وبروحته حيران هذا اللي عذبني

أسأل أنا الخلان من شاف محبوبي

حق شوفته شفقان وعارف أنا ذنوبي

ودي أشوف الزين قبل السفر ساعة

وأنشده رايح وين وأكون بوداعه.

الجوائز

كُرّمت حياة الفهد في الكويت والعالم العربي ونالت جوائز وشهادات تقدير من أبرزها:

- درع نجم أول في حفل «يوم المسرح العربي» الذي نظمته «فرقة المسرح العربي» في 21 فبراير (شباط) 1977.

- جائزة ذهبية فئة (أ) وشهادة تقدير لتميزها كفنانة عن دورها في مسرحية «حرم سعادة الوزير» في «يوم المسرح العربي» الذي أقامته «فرقة المسرح العربي» في 16 فبراير (شباط) 1980.

- جائزة أحسن ممثلة عن دورها في مسرحية «إذا طاح الجمل» في «مهرجان الكويت المسرحي الأول» عام 1989.

- درع وشهادة تقديرية في احتفال فرقة «مسرح الخليج العربي» في اليوبيل الفضي في أكتوبر (تشرين الأول) 1988.

- كُرمت الفهد من الإعلامية القديرة عائشة اليحيى في مايو (أيار) 1993 ضمن رموز العمل الفني النسائي: سعاد عبدالله، مريم الصالح، مريم الغضبان، طيبة الفرج، عائشة ابراهيم، أنيسة جعفر (ماما أنيسة).

- كرّمت مع مريم الصالح، سعاد عبد الله، مريم الغضبان، عائشة ابراهيم وطيبة الفرج في احتفال كبير أقامه «الاتحاد الكويتي للمسارح الأهلية» في 27 مارس (آذار) 1994.

- كرّمت مع حسين الصالح الحداد ود. حسن يعقوب العلي من الكويت في «المهرجان المسرحي الخليجي» في دورته الرابعة في البحرين عام 1995.

- حازت شهادة تقدير في «مهرجان القاهرة الثاني للاذاعة والتلفزيون» عام 1996

عن دورها في مسلسل «الطير والعاصفة»، من ثم حازت على شهادة تقدير أخرى عن دورها في مسلسل «بيت الوالد».

- كرمت في «مهرجان الروّاد العرب» الذي ترعاه الجامعة العربية عام 2000.

- نالت «جائزة الدولة التشجيعية» عن دورها في المسلسل التلفزيوني «الدردور» عام 2001.