الكويت تستنكر وتتحرك دولياً لوضع حد لهذه الممارسات

● أوباما: الخطة مدمرة وخطيرة وتخدم «القاعدة»

Ad

● بان كي مون: هذه الأفعال لا يبررها أي دين

● مجلس الكنائس العالمي: نرفض حرق القرآن وقلقون إزاء ذلك

انتفض العالم بغربه وشرقه ومختلف أديانه ضد الدعوة التي أطلقها القس المتطرف تيري جونز لحرق نسخ من القرآن الكريم في ذكرى اعتداءات 11 سبتمبر 2001، في غينسفيل فلوريدا، وجاءت ردود الأفعال الغاضبة انتصاراً للجهود الدولية في تعزيز الاحترام المتبادل بين الثقافات والأديان، محذرة من العواقب التي من الممكن أن يؤدي إليها الفعل "السيىء" وما قد يثيره من موجات عنف.

وندد الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، بعزم قس كنيسة "دوف وورلد أوتريتش سنتر" البروتستانية الأصولية الصغيرة المضي قدماً في مشروعه المسيء، معتبراً هذه الخطة "مدمرة وخطيرة" وقد تثير موجة عنف.

وبعد أن دانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون هذه الدعوة ولحقها وزير العدل أريك هولدر، قال أوباما في مقابلة مع شبكة "أي بي سي" التلفزيونية الأميركية أنها "مبادرة مدمرة وتناقض بشكل كامل قيم أميركا".

ولفت أوباما بصفته "قائداً أعلى للقوات المسلحة الأميركية" نظر جونز إلى أن "الخطة التي يتحدث عنها تعرّض فعلاً للخطر شباننا ونساءنا الذين يؤدون الخدمة العسكرية في العراق وأفغانستان"، مشيراً إلى أن ذلك "سيؤدي إلى تجنيد أعداد كبرى لحساب شبكة القاعدة".

وحذر الرئيس الأميركي أيضاً من أنه "قد تحصل أعمال عنف خطيرة في أماكن مثل باكستان أو أفغانستان، وذلك سيؤدي إلى تكثيف تجنيد أشخاص مستعدين لتفجير أنفسهم في مدن أميركية أو أوروبية".

وكان أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون عبر مساء أمس الأول عن "انزعاجه البالغ" من خطة جونز، مشدداً على أنه "لا يمكن لهذه الأفعال أن تجد ما يبررها في أي دين، وهي تتعارض مع الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة من أجل تعزيز التسامح والتفاهم بين الثقافات والاحترام المتبادل بين الثقافات والأديان".

وأثارت دعوة الكنيسة إلى إحراق مصاحف موجة إدانات واسعة النطاق في الولايات المتحدة والفاتيكان والعالم الإسلامي ودول أخرى في العالم.

وتوالت أمس هذه الإدانات، إذ أعرب السكرتير العام لمجلس الكنائس العالمي القس أولاف فيكسه تفايت أمس، عن شعور المجلس بالقلق البالغ إزاء خطط حرق نسخة من القرآن الكريم، مؤكداً أن المجلس يرفض ذلك بشكل قاطع ويندد به.

وقال القس إن "مثل تلك الاحتفالات يتيح الفرصة لزراعة علاقات مبنية على الثقة والاحترام والتعاطف والتضامن داخل المجتمعات المتعددة العقائد"، معرباً عن وقوف مجلس الكنائس العالمي إلى جانب المسلمين في التضامن بين الأديان.

وأكد كبير أساقفة الكنيسة الإنغليكانية أسقف كانتربري راون وليامز في رسالته التقليدية إلى المسلمين بمناسبة عيد الفطر معارضته "هذا النوع من الاستفزاز الغريب عن تقاليدنا".

وبدورها، دانت الحكومة البريطانية خطة الكنيسة الأميركية الصغيرة، وعبرت عن معارضتها "أي محاولة للإساءة لأي فرد ينتمي إلى مجموعة دينية أو عرقية".

وأعرب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة علي التريكي عن إدانته لحرق نسخ من القرآن الكريم، محذراً من أن خطوة كهذه من الممكن أن تؤدي إلى ردود فعل "لا يمكن السيطرة عليها" من مختلف دول العالم.

عربياً، أعرب مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية عن إدانة واستنكار بلاده الشديدين، للدعوة الشائنة بحرق نسخ من القرآن، مضيفاً إن "هذه الدعوة تعتبر نسفاً لكل الجهود الإنسانية الخيرة الهادفة إلى دعم وتعزيز حوار الحضارات بين الأمم والشعوب".

وأوضح المصدر أن "الخارجية" كلفت سفير دولة الكويت لدى الولايات المتحدة الأميركية التنسيق مع سفراء دول مجلس التعاون الخليجي بواشنطن للقاء المسؤولين بوزارة الخارجية الأميركية والطلب منهم العمل على وضع حد لمثل هذه الممارسات.

كما تم تكليف مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة العمل مع المجموعة العربية، وكذلك مع ممثلي الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، لاتخاذ الخطوات العملية الهادفة إلى ضمان احترام تعاليم الشريعة الإسلامية السمحاء، وعدم الإساءة إلى مقدساتنا وعقيدتنا.

وفي الكويت أيضاً، أعلن رئيس رابطة الكنائس المسيحية القس عمانويل غريب أمس الأول إدانته الكاملة واستنكاره لمخطط حرق القرآن، في حين فجرت هذه القضية غضباً نيابياً، إذ طالب نواب مجلس الأمة الحكومة باتخاذ إجراءات رسمية لمواجهة الحملة التي تستهدف حرق نسخ من القرآن الكريم منها استدعاء السفيرة الأميركية، والتنسيق مع الدول العربية والإسلامية بهذا الصدد.

واعتبرت كتلة العمل الشعبي في بيان اعتزام إحدى الكنائس الأميركية حرق القرآن تعدياً سافراً على مشاعر المسلمين وإساءة بالغة للإسلام، مطالبة الحكومة باستدعاء السفيرة الأميركية وتسليمها مذكرة احتجاج رسمية، كما دعت الكتلة دول الخليج والجامعة العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي والهيئات والمنظمات الدولية إلى التحرك لإيقاف هذا الفعل الشائن.

بدوره، طالب مراقب مجلس الأمة النائب د. محمد الحويلة الحكومة بتحرك سريع بالتنسيق مع مجلس التعاون الخليجي "لعقد اجتماع طارئ لمنظمة المؤتمر الإسلامي لوقف هذا العمل الخسيس والشائن".

وبينما شدد النائب د. جمعان الحربش على ضرورة تصعيد التحركات الرسمية المكثفة للدول العربية والإسلامية لمواجهة حملة التشويه الشرسة والعنصرية التي تتعرض لها صورة الإسلام والمسلمين في عدد من الدول الغربية، دعا النائب د. وليد الطبطبائي الكويت إلى قيادة حملة عربية إسلامية لدفع الجهات الأميركية المسؤولة إلى منع جريمة حرق المصحف الشريف.

وطالب النائب حسين مزيد الحكومة بالتحرك الجاد عبر القنوات الدولية لإيصال رسالة رافضة لارتكاب مثل هذه الجريمة التي لا يمكن السكوت عنها. في حين دعا النائب عادل الصرعاوي الحكومة إلى الضغط على الإدارة الأميركية لوقف جريمة حرق القرآن.

واعتبر النائب د. حسن جوهر التجرؤ على إحراق المصحف الشريف جريمة نكراء سوف تزلزل الأرض وما عليها، "والأخطر من ذلك الشلل السياسي للحكومات الإسلامية وصمتها المريب"، داعيا المسلمين إلى حمل القرآن الكريم على الرؤوس في مسيراتهم.

وأوضح النائب عدنان عبدالصمد أن مؤامرة حرق القرآن الكريم، والإساءة إلى مقدسات المسلمين، مخطط استعماري وصهيوني رهيب لاستفزاز جميع المسلمين في العالم.

وطالب النائب خالد العدوة الحكومة بإعلان استنكار هذا العمل الشنيع والتحرك على كل الصعد الدبلوماسية المتاحة، وأهمها استدعاء السفيرة الأميركية، للاحتجاج الرسمي على حرق المصحف الشريف.

ومن جانبها، أعلنت البحرين أن الخطط التي وضعتها كنيسة في فلوريدا لحرق نسخ من القرآن تعد بمنزلة هجوم مشين على مساعي الحوار بين الأديان.

كما حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من أن يتخذ المتطرفون من قضية حرق القرآن ذريعة للمزيد من القتل، داعياً إلى العمل بكل السبل المتاحة لمنعه.

كما أدان البطريرك الماروني في لبنان نصرالله صفير خطط جونز وحذا حذوه معظم الرؤساء الروحيين للكنائس اللبنانية.

وأدانت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي دعوة جونز إلى جعل يوم الحادي عشر من سبتمبر من كل عام يوماً عالمياً لإحراق القرآن الكريم.

وأكد الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي أمين عام الرابطة التي تتخذ من مكة المكرمة مقراً لها في بيان أن "الإقدام على إحراق القرآن الكريم، عدوان وقح على رسالة الإسلام، واعتداء سافر على مسلمي العالم، وهم مليار ونصف المليار من الناس".

في غضون ذلك، أعلنت مؤسسة الحريات الدينية للعسكريين، وهي جماعة معنية بترويج التسامح الديني في الجيش الأميركي، إنها "ستشتري نسخة جديدة من القرآن مقابل كل نسخة يتم إحراقها، إذا مضت كنيسة في فلوريدا بمخططها لإحراق نسخ من كتاب المسلمين المقدس".

(واشنطن ــ أ ف ب، يو بي أي، رويترز، أ ب)