أبّن رئيس تحرير مجلة العربي الدكتور سليمان العسكري الأديب أحمد السقاف وقال: "يصعب على من عرف الأديب الرائد والشاعر والمثقف التنويري أحمد السقاف أن يبدأ الحديث عنه بفعل ماض، لأن ما أرساه من قواعد، وما تركه من تراث، وما عمل لأجله من مُثل، يجعلنا نؤمن بخلوده، طالما خلدت لنا تلك المآثر، يرحل المربي الكبير أحمد السقاف عن عالمنا، يغادرنا ليكون إلى جوار ربه، فتودع الكويت بفقدانه رائداً من رواد نهضتها التعليمية والأدبية، مثلما تودع الأوساط الثقافية في الوطن العربي كله شاعرها القومي الذي بث من روحه حماسة ووطنية أثرت في الشباب قبل الشيوخ، وهو الذي تصدى عبر الكلمة الصادقة لكل خطر حاق بأمته، طوال سنوات حياته".

Ad

ويضيف: "تلازم اسمه مع كل المعاني السامية، فكافح عن تاريخ أمته ضد التحريف والتزييف والتجهيل، وظل الاسم الصعب في وجه التخاذل والاستسلام على حساب الوطن والأمة، مسيرته تقدم لنا نموذجاً للدور الريادي الذي يؤديه المثقف التنويري، ففي نهضة الكويت الحديثة، لم يدخر السقاف جهداً في إنشاء آليات المناخ الملائم لبث روح التنوير عبر الأندية الثقافية والاجتماعية والمجلات العلمية والأدبية والدوريات الفكرية، مع إغناء المكتبة العربية بدواوينه الشعرية ومصنفاته الفكرية وإصداراته الأدبية".

واستطرد العسكري متحدثاً عن أبرز سمات الراحل قائلا: "كان اسمه صنواً للريادة وكان أيضاً- وسيظل- مرادفاً للأمل الذي كان ينشره أين حلّ، سواء وهو يتغنى بانتصارات أمته العربية، وأحلامها القومية، حين يسعى إلى علاج قضاياها في كل مكان. كنا نستمع إليه وهو يحرض الشباب على الصمود أمام هزائمهم ويشد من أزرهم ويأخذ بيدهم إلى مستقبل أفضل، هكذا كان يتخذ من مسلكه نموذجاً للالتزام بالمبادئ الوطنية، ومن سلوكه الأخلاقي مثالاً، ومن نزاهته درباً لا يحيد عنه، وهو يؤدي واجبه بكل همة في سبيل إعلاء القيم العربية والإسلامية".

وفي حديث عن عمله في السلك الدبلوماسي يؤكد العسكري مواصلة النجاح في هذا المجال بقوله: "وفي انشغاله بعمله الدبلوماسي مثلما في شغله بالعمل العام- من خلال الجمعيات الأهلية والصحافة الوطنية- أرسى أحمد السقاف الأصالة هدفا، وهكذا مثل دوره القيادي في بواكير تأسيس الإعلام الكويتي- تحت قيادة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، عندما كان رئيساً لدائرة الإرشاد والأنباء– ليساهم بدور كبير وبارز وفعال في إنشاء مطبعة الحكومة، وتأسيس مجلة العربي التي سن قواعدها باختيار كتابها ورئاسة تحريرها الأولى".

واختتم العسكري حديثه: "عُرف عن الراحل الكبير مبادراته الكثيرة في المشروعات الثقافية والأدبية، فكان صاحب اقتراح تحقيق ونشر موسوعة تاج العروس، التي تفخر الكويت بإصدارها كموسوعة عربية ذائعة الصيت، تحمل اسم الكويت في كل مكان، كما هي مجلة العربي وبقية الإصدارات الثقافية والمعرفية الكويتية".

المجلس الوطني

كما نعت الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشاعر والأديب الكويتي الكبير أحمد السقاف، في بيان وزعته على الصحف. وقال الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر الرفاعي: "إن الراحل الكبير من حملة مشاعل التنوير، ومن الذين لعبوا أدوارا بارزة في تأسيس النهضة الثقافية في الكويت".

واشار الرفاعي إلى أن الراحل الكبير يأتي في مقدمة الرواد الذين ساهموا في تعزيز النهضة الوطنية والعربية الحديثة، فلم يكن السقاف مهتما بشؤون وطنه الكويت فقط، بل امتدت اهتماماته لتشمل قضايا الأمة العربية خاصة قضايا الاستقلال والتحرير الوطني.

وأكد الرفاعي أن عطاء السقاف عربيا كان واضح المعالم من خلال مسؤوليته عن الهيئة العامة للخليج العربي وجنوب الجزيرة العربية، عندما وضع اللبنات الأولى في أماكن كثيرة في هذه المناطق لبناء النهضة التعليمية والصحية والثقافية.

وتابع الرفاعي: "إن السقاف كان عروبيا حتى النخاع، وكان من المؤسسين للنادي الثقافي القومى بداية خمسينيات القرن الماضي، وأشرف على إصدار مجلات كاظمة والإيمان وصدى الإيمان، كما لعب دورا بارزا في مسيرة رابطة الأدباء في الكويت عندما كان أمينا عاما لها".