يصعب الحصول على جسم رياضي متناسق من دون القيام بساعات طويلة من التمارين المنتظمة، لكن الآن أصبح من الممكن شراء إلكترودات كهربائية صغيرة تحثّ عضلات الجسم على الحركة. يمكننا ونحن نشاهد التلفاز أو نكوي الثياب، الحصول على النتيجة المطلوبة! إليكم البحث الخاص الذي أعددناه حول التحفيز الكهربائي.

في الأيام العادية، يبعث «القائد الكبير»، الدماغ، عبر طرق التواصل، الأعصاب، الى العضلات التي هي بمثابة «جنديّ» أمراً فتمتثل إليه وتقوم بحركة ما.

Ad

ما هو؟

هذه التقنية التي تحمل أيضاً اسم «حثّ العضلات الكهربائي»، عملية تحفيز بواسطة تيار كهربائي. يتمّ التحكـّم بحركة العضل بواسطة محفزات كهربائية. ترسل هذه الإشارات الى أعصاب عضلات أعضاء الجسم فتحدث انقباضاً

لا إرادياً. إذاً، هل يسعنا القول إنّ الآلة أخيراً حلـّت مكان الدماغ؟

في البداية، طوِّرت هذه الآلات لتلبية حاجات الرياضيين المحترفين الذين يسعون الى تقوية عضلات أجسادهم ولخدمة أغراض الأطباء الفيزيائيين من جهةٍ أخرى، عبر تحفيز أداء حركة العضلات العادية المتوقفة عن العمل نتيجة التعرّض لحادث ما أو الإصابة بشلل جزئي. بالإضافة الى ذلك، تقدّم هذه الآلات ميزةً أخرى تثير اهتمام الرياضيين الذين يشعرون غالباً بالإعياء بعد مشاركتهم بمباراة طويلة، أو قد يعانون من تشنجات مؤلمة في العضل فتساهم جلسة من التحفيز العضلي الكهربائي في تقليص التشنّجات بإعادة تحريك العضل من دون بذل مجهود جديد شخصيّ يتعب الرياضيّ أكثر.

آليّة مساعدة

سمحت هذه الآلات تدريجاً بإجراء اختبارات تقييميـّة أدّت الى تحسين أداء الحوافز الكهربائية وفاعليتها. من الواضح أنّ البرامج التي وُضعت وطوِّرت كانت لخدمة فئة محدّدة من الأشخاص. للحصول على النتيجة المرغوبة، يتطلّب تعزيز حركة العضلات القيام بتحفيزات قوية نسبياً غير مرغوبة أحياناً.

تجدر الإشارة الى أنّ أجهزة التحفيز الكهربائي لا تعمل سوى على مجموعة من العضلات فيما نستخدم عادة جزءاً أكبر منها، إذ ينسـّق الدماغ حركات الأعضاء في ما بينها ويعطي الأوامر الفورية والشاملة. بالإضافة الى ذلك، لا يحثّ هذا التمرين الذي يفتقر الى المجهود حركة القلب. لذا، في مطلق الأحوال لا يمكن لهذا النشاط أن يحلّ مكان الحركة الجسدية التقليدية. هو يقدّم المساعدة بكلّ بساطة. مع أنّ النتائج قد تدوم لوقت أطول، لا يمكننا أن نجزم بتفوّق إحدى التقنيتين على الأخرى، بل يسعنا القول إنـّهما تكملان بعضهما البعض. استخدم بعض المدربين الرياضيين هذا الجهاز كآلة مكمـّلة تساعد على تحضير الرياضي جسدياً لنشاطات صعبةٍ أو بعد عودته من رحلات سفر طويلة أو تعرضه لإصابات في العضل، بالإضافة الى تأمين جلسات التدليك المتخصّصة. في هذه الحالة، تنفـّذ برامج التحفيز باستعمال أجهزة تتـّسم بأداء عالٍ واستخدام شحن كهربائية مدروسة.

دراسة مثيرة

منذ عقد تقريباً، قام بعض الباحثين بدراسة حول هذا الموضوع، نُشرت في مجلةٍ متخصّصة وأجري خلالها فحص على 20 شخصاً يقضي بإخضاعهم لتمرين محدّد باستخدامهم فحسب جهاز تحفيز كهربائياً لمدة ستة أسابيع. ويعتبر هذا البرنامج الرياضيّ مكثفاً بما أنـّه يمتدّ على ثلاث ساعات يومياً على مدى ستة أيام في الأسبوع.

عندما قورن هؤلاء الأشخاص مع آخرين قاموا بنشاطات جسدية تقليدية، لاحظ الخبراء أنّ كلّ المشاركين نمّوا نوعاً ما قدرتهم على مقاومة التعب وعلى التحمـّل. غير أنّ الأشخاص الذين اتبعوا البرنامج الرياضيّ لم يستفيدوا على مستوى تنشيط حركة القلب على عكس الذين قاموا بالتمارين التقليدية. سمحت هذه الدراسة بتأكيد أنّ هذه التقنية في حال استخدمت بالطريقة المناسبة، تقدّم الكثير من العون للمرضى الذين لم يستطيعوا القيام بأيّ حركة أو جهد منذ فترة طويلة.

متى عمـّم استخدام هذه الأجهزة؟

شاع استخدام هذه الأجهزة منذ زمن طويل، فقد نجحت في إظهار فاعليتها ولم يحظـّر استعمالها سوى في بعض الحالات: في فترة الحمل، أو لدى المصابين بداء الصرع، مثلاً.

يرجى الأخذ بالاعتبار أنّ المعدات المستخدمة في المجال الطبي هي بالتأكيد مختلفة عن التي نجدها عادة.

من جهةٍ أخرى، فرض هذا المفهوم بفضل نتائجه الإيجابية، نفسه في السوق التجارية. فسارع العاملون في مجال التسويق الى توسيع الفئة المستهدفة وتحويل هذه الأجهزة الى مصدر ربح كبير. هكذا، ساهمت الحملات الدعائية في ظهور مجموعة جديدة من الآلات التي تتوجه الى عدد كبير من الأشخاص ترمي الى تحسين شكل أجسادهم.

وسرعان ما استولت هذه الأدوات على برامج الشراء التي تعرض على شاشات التلفاز وحققت نجاحاً لافتاً منذ بداياتها. إذ تستقطب فكرة عدم القيام بمجهود الأنظار لا سيـّما أنّ النتيجة مكفولة. ابتكرت نماذج جديدة أرفق بها دليل إرشادات يساعد على وضع البرنامج الرياضيّ. لكن من المهم اتخاذ بعض التدابير الاحتياطية، كتجنّب العمل في بيئة رطبة أو بدء التمارين بالوقوف أو بالجلوس. أمـّا في ما يخصّ الإلكترودات فهي هشـّة للغاية ويجب الاعتناء بها، تدوم 20 جلسة تقريباً. من المهمّ، قراءة دليل الإرشادات جيداً قبل المباشرة بالتمارين.

كيف نزيد فاعلية هذه التقنية؟

التحفيز الكهربائي حلّ سهل للحصول على جسم رياضيّ من دون القيام بمجهود. غير أنّ هذه التقنية تحتاج أيضاً الى بعض المثابرة. إذ عليكم الالتزام بجلسات منتظمة، يومياً تقريباً، للوصول الى النتيجة المنشودة. قد لا يجد الأشخاص غير المطلعين على كيفية عمل هذه التقنية أو الذين لا يرغبون في إجهاد أنفسهم، ضالتهم. الأمر واضح، يتطلـّب الحصول على جسم رياضي مواظبة والتزاماً حتى باستخدام التحفيز الكهربائي. الأفضل أن تقوموا أيضاً بالتمارين الرياضية التقليدية التي تكمّل هذه التقنية فتتحـّسن حركة القلب. إذاً، لا تسمحوا لأنفسكم بأن تنقادوا وراء مظهر العارضات الجميلات الذي يجذبكم ويحثّكم على شراء هذه الأجهزة. استخدموا هذه التقنية بطريقة جديـّة. قد تلاحظون أن قدرتكم على التحمل قد ارتفعت ما يسمح لكم بالتمتع بنمط حياة أفضل. عندما تقومون بنزهة أو تقودون دراجاتكم ستشعرون حتماً بأنّ عضلاتكم أصبحت أكثر استعداداً. المثابرة اليومية سرّ النجاح، إذ لا نستطيع جميعاً أن نكون رياضيين محترفين.