بخطوات بطيئة لكنها أكيدة تخطو التونسية فريال يوسف، يقودها إحساسها وموهبتها إلى كل ما هو جديد ومتميز. عن مسلسلها الجديد «خاتم سليمان» الذي تشارك في بطولته أمام خالد الصاوي كان اللقاء التالي معها. حدّثينا عن دورك في مسلسل «خاتم سليمان»؟أجسّد شخصية «ملك» التي تظهر في حلقات متأخرة نسبياً من المسلسل وتحدث انقلاباً في حياة الدكتور سليمان الذي يؤدي دوره خالد الصاوي فتساعده في اكتشاف واقع المجتمع الحقيقي. كيف رُشّحت له؟من خلال المنتج محمود بركة. سُعدت بالتعاون الأول بيني وبين خالد الصاوي لأنني من أشد المعجبين به خصوصاً في مسلسله الأخير «أهل كايرو»، وقد أفاد قيام الثورتين المصرية والتونسية «خاتم سليمان» كثيراً خصوصاً أن المؤلف لم يكن قد انتهى من كتابته، لذا كان ممكناً تضمينه أحداثاً راهنة في سياق المسلسل.ألا ترين أن إقحام الثورة في المسلسل قد يفسد حبكته الدرامية؟بالتأكيد لا. بدأنا التحضير لـ{خاتم سليمان» في شهر نوفمبر الماضي واستمرت التحضيرات حتى قيام الثورتين التونسية والمصرية وبعدهما، ولأن أحداثه تسمح بتناولهما أُضيفت مشاهد تتعلّق بهما ضمن حلقات المسلسل الأخيرة، فالقصة التي كتبها محمود الحناوي تناسب واقع الثورة لذا فإن تناولها يخدم دراما العمل ولا يُعتبر دخيلاً على الأحداث. أعلنت سابقاً أنك ستشاركين في مسلسل «الشيماء، ما مصير هذا العمل؟كان من المفترض أن نبدأ في تصويره خلال شهر فبراير الماضي، لكن الظروف السياسية حالت دون ذلك، ثم إن المسلسل يتطلّب تكلفة إنتاجية عالية والتصوير في بلدان عربية عدة يصعب السفر إليها في الوقت الراهن بسبب الأحداث التي تعصف بها، لذا لا أعرف شيئاً عن الموعد المقترح لاستكمال تصويره.شاركت في رمضان الماضي ضمن ثلاثة أعمال درامية، لماذا تعودين هذا العام بعمل واحد؟أُرهقت جداً خلال العام الماضي بسبب تصوير أكثر من عمل في الوقت نفسه بالإضافة إلى أنني بطبعي متأنّية في اختياراتي بحيث لا أقدّم إلا الدور الجيد، ولا أبحث عن الانتشار والتواجد لذا قررت التفرّغ لـ{خاتم سليمان» لأن دوري فيه صعب للغاية ويحتاج إلى تركيز وتحضيرات كثيرة.ما معاييرك في اختيار الأعمال؟أن يضيف الدور إليّ ويكون مختلفاً عما قدمته، وأن يكون مضمون العمل جيداً بحيث يجذبني إليه عند قراءته بالإضافة إلى فريق العمل الذي سيشارك فيه. لا تهمني مساحة الدور بقدر تأثيره في مجريات الأحداث، مثلاً على رغم ظهوري في الحلقات الأربع الأولى فحسب من مسلسل «ملكة في المنفى» في دور نازلي إلا أن الشخصية كانت ثريّة جيدة ومؤثرة في الأحداث.لكنْ ثمة فنانون يعتذرون أحياناً بسبب الاختلاف على الأجر؟الأمور المالية آخر ما أفكّر فيه فهي ليست معيار قبولي أو رفضي لأي عمل، لكن في الوقت نفسه لا أستطيع إنكار أهميتها لأننا كفنانين لا نملك مصدراً آخر نعتاش منه سوى الفن.على صعيد السينما، هل لديك أعمال جديدة؟بعد فيلم «بالألوان الطبيعية» عُرضت علي أدوار كثيرة، لكني وجدتها غير مناسبة لأنها لن تضيف إلي شيئاً ولأن القيّمين عليها تعاملوا معي باعتباري فتاة جميلة تظهر في الأفلام بلا خطوط حمراء وهذا أمر غير صحيح، لذا اعتذرت عنها جميعها، فهدفي ليس التواجد على الساحة الفنية بل تقديم أعمال مميزة تبقى خالدة على مرّ الزمان.هل توقّعت قيام الثورة في تونس؟حتى الآن ما زلت غير مصدِّقة ما حصل في تونس وأشعر بأنني في حلم جميل لم أستيقظ منه بعد، إذ لم يكن أي تونسي يتوقّع قيام ثورة على رغم تفاقم الأوضاع من فقر وغلاء في المعيشة وفساد كبار المسؤولين في الدولة، بسبب نظام القمع البوليسي الذي حُكمنا به فترة طويلة ما جعلنا غير قادرين على التعبير عن آرائنا بحرية. لكن ما حدث كان بمثابة انفجار للضغط العصبي الذي عشنا فيه سنوات طويلة، فالناس حين خرجوا إلى الشوارع كانوا يريدون كسر جدران الخوف فنجحوا بذلك وأصبحت إرادتنا هي التي تحرّكنا، الأمر نفسه تكرر في مصر حيث كانت الظروف متشابهة فالأنظمة البائدة تسلك السلوك ذاته في كل مكان. صفي لنا شعورك حين زرت تونس للمرة الأولى بعد الثورة.عندما حطّت الطائرة على أرض مطار تونس وخرجت منها شعرت بهواء مختلف عن السابق، هواء الحرية التي أصبحنا نعيشها بعيداً عن الخوف وتجسّس الأجهزة الأمنية على تحرّكاتنا وأحادثينا، إذ تحدثت في منزلي للمرة الأولى بحرية تامة، ووجدت أن الشعب أصبح أكثر إدراكاً للسياسة واهتماماً بشأن بلاده. كذلك، اغرورقت عيناي بالدموع حزناً على الشهداء الذين ضحوا بحياتهم في سبيل أن نتمتّع نحن بالحرية.لكن ثمة مخاوف على مصير الشعوب العربية بعد الثورات التي تحصل!بالطبع، لكنها مخاوف مشروعة ومن حقّ كل متظاهر أن يخاف على مكتسبات ثورته لأن سقوط النظام بالكامل لا يقتصر على هروب الرئيس أو تنحّيه وإنما يتطلّب التخلّص من باقي المسؤولين السياسيين الذين ساعدوا الرئيس على الفساد وظلم الشعب وقهره على مدار سنوات كثيرة. أنا متفائلة بشدّة بالمستقبل وأتوقع أن يكون أفضل بكثير من الآن وسنحكي لأولادنا عن الثورات التي صنعناها وعشنا أجمل أيام حياتنا خلالها.
توابل - مزاج
فريال يوسف: لم نقحم الثورة في خاتم سليمان
04-05-2011