في خطوة مفاجئة اعتبرها المحللون نصراً سياسياً للرئيس الأميركي باراك أوباما، أعلن هذا الأخير فجر أمس، أن قوة أميركية خاصة تمكنت من قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في مدينة ابوت آباد الباكستانية، وذلك بعد عشر سنوات على اعتداءات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة.بعد عشر سنوات على اعتداءات 11 سبتمبر الإرهابية في الولايات المتحدة التي تلتها «الحرب على الإرهاب»، تمكنت واشنطن من القضاء على المطلوب رقم واحد لديها زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، في عملية استخبارية معقدة انتهت بعملية عسكرية على مخبأ بن لادن في مدينة ابوت آباد في باكستان. وفي خطوة لم تكن متوقعة، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما فجر أمس، في خطاب وجهه إلى الأمة من البيت الأبيض: «أعلن للأميركيين والعالم أن الولايات المتحدة نفذت عملية أدت إلى مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي المسؤول عن مقتل آلاف الأبرياء».وأشار أوباما إلى أن زعيم تنظيم «القاعدة» قتل أمس الأول في مدينة أبوت آباد التي تبعد نحو خمسين كيلومترا شمال العاصمة الباكستانية إسلام آباد في مجمع كان يختبئ فيه.واعتبر الرئيس الأميركي أنه «تم إحقاق العدل»، محذراً في الوقت نفسه مواطنيه من أن تنظيم «القاعدة» يمكن أن يحاول مهاجمة الولايات المتحدة رغم مقتل زعيمه.وقال أوباما إن أي أميركي لم يصب في العملية، وإن الولايات المتحدة لديها جثة بن لادن. ورغم ان المعلومات أشارت إلى أن السلطات الباكستانية لم تكن على علم مسبق بالعملية، أشاد الرئيس بمساعدة باكستان وقال إنه اتصل بنظيره الباكستاني آصف علي زرداري، مؤكدا أنها «لحظة تاريخية».وشدد أوباما على أن الولايات المتحدة «ليست ولن تكون أبداً في حرب ضد الإسلام»، وقال إن «بن لادن لم يكن زعيماً إسلامياً بل قاتلاً جماعياً للمسلمين، وقد قتلت القاعدة الكثير من المسلمين في عدة دول بما فيها الولايات المتحدة».وتجمع مئات ثم آلاف من الأشخاص أمام البيت الأبيض في واشنطن ومئات آخرون في ساحة «تايمز سكوير» و»غراوند زيرو» موقع برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك اللذين دمرا في اعتداءات سبتمبر 2001، حيث سادت أجواء احتفالية في الساحات.وأشاد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بإعلان مقتل بن لادن، معتبرا أنه «انتصار لأميركا»، وأوضح في بيان مكتوب وجه إلى وسائل الإعلام أن أوباما اتصل به مساء أمس الأول ليبلغه النبأ.وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس إن بلادها ستواصل محاربة حركة «طالبان» في أفغانستان.وأفادت المعلومات بأن بن لادن أصيب برصاصة في رأسه، وأن أحد أبنائه قتل معه إضافة إلى ثلاثة آخرين بينهم امرأة استخدمها حراس بن لادن كدرع بشري خلال الاشتباك.جثة بن لادن وبينما لم يوزع الجيش الأميركي أي صورة لجثة بن لادن تضاربت المعلومات عن مصير جثته. فقد أعلنت شبكتا التلفزيون الأميركيتان «سي ان ان» و«ام اس ان بي سي» أن جثمان زعيم القاعدة ألقي في البحر، لأن أي دولة لم تقبل أن يدفن في أراضيها. ولم تعرف ظروف ومكان إلقاء الجثمان على الفور. وكان مسؤول أميركي كبير قال: «نتأكد أن جثمانه يعالج وفق الشعائر والتقاليد الإسلامية وهو أمر نأخذه على محمل الجد».وعبر عدة علماء مسلمين مرموقين بينهم شيخ الأزهر أحمد الطيب عن معارضتهم لإلقاء جثة بن لادن في البحر، مؤكدين أن الشريعة الإسلامية ترفض ذلك ومطالبين باحترام «حرمة الميت».وبعد انتقادات للقوات الأميركية لأنها قامت بقتل بن لادن لا اعتقاله، بما ان العملية العسكرية كانت «وجها لوجه» لا عبر استخدام صاروخ موجه، قال مسؤول أميركي إن «مهمة الفريق الأميركي كانت قتل بن لادن لا اعتقاله».«القاعدة» و«طالبان»وتعهد منظر كبير بتنظيم «القاعدة» بالثأر لمقتل بن لادن. ونشر المعلق ويستخدم اسما متداولا على الإنترنت هو «أسد الجهاد 2» أمس على مواقع متطرفة نعيا مطولا لبن لادن ووعد «بالثأر لمقتل شيخ الإسلام». وأعلن أيضاً أن أي شخص يظن أن «الجهاد قد انتهى عليه أن ينتظر قليلا».ونشرت المواقع المتطرفة بانتظام حوارات طويلة مع «أسد الجهاد 2» بشأن «بروتوكولات شن الحرب المقدسة»، وغالبا ما كان يستخدم للحديث عن عقيدة «القاعدة». أما حركة طالبان الباكستانية فقد هددت بمهاجمة أهداف باكستانية وأميركية. وقال المتحدث باسم «طالبان» إحسان الله إحسان «إذا استشهد بن لادن فسننتقم لمقتله ونشن هجمات ضد الحكومتين الأميركية والباكستانية وقواتهما الأمنية»، وأضاف أن «هؤلاء الأشخاص هم في الحقيقة أعداء الإسلام». وأكد المتحدث أن الحركة لم تتمكن من تأكيد مقتل بن لادن، ولكنه أضاف: «إذا تأكد الخبر فإن ذلك نصر عظيم لنا لأن الشهادة هي هدفنا جميعا».«الأطلسي»من ناحيته، أشاد «حلف شمال الأطلسي» بـ»النجاح الكبير» الذي شكلته عملية قتل بن لادن، معتبرا أن العمليات العسكرية في أفغانستان يجب أن تستمر. وعبر الأمين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن في بيان عن «تهانيه للرئيس باراك أوباما وكل الذين جعلوا هذه العملية ممكنة»، وأضاف: «الإرهاب يواصل مع ذلك تهديد أمننا مباشرة والاستقرار الدولي»، و«يواصل الحلفاء في الأطلسي وشركاؤهم القيام بمهمتهم في أفغانستان».(واشنطن - أ ف ب، أ ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)مدون باكستاني يصبح نجماً لنقله العملية بغير علمهبات مستشار باكستاني في المعلوماتية في مدينة ابوت آباد في باكستان بغير علمه نجماً على الإنترنت، بعد أن نقل عبر موقع "تويتر" أخبار العملية الأميركية التي ادت إلى مقتل زعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن.وبدأ سهيد اثار الذي يستخدم كنية "ريليفيرتشوال" على "تويتر" يبث رسائل بدت مزاحا، شاكيا من دوي مروحيات غير مألوف في الصباح.وقال: "ارحلي أيتها المروحية قبل أن أخرج مضربي العملاق"، قبل أن يبث سلسلة رسائل قصيرة تصف مباشرة ضغط انفجار هائل وتحطم مروحية ومعاناة عائلة وإغلاق الحي ومداهمة العسكريين كل منزل.ولم يدرك سبب الجلبة التي شهدها في حيه قبل أن يعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما قتل بن لادن في عملية عسكرية على قصر في أبوت اباد. وقال اثار: "أصبحت المدون الذي بث مباشرة رسائل حول العملية على اسامة بغير علم".ونقلت رسائل المدون الباكستاني على صفحات مستخدمين آخرين لـ"تويتر" قبل أن تتدفق عليه رسائل وطلبات الإعلام لمقابلته. وارتفع عدد متابعي رسائله على تويتر إلى أكثر من 15 ألف شخص.وقال اثار: "الناس هنا لا يستخدمون تويتر لأنهم لا يدركون حجم الانتباه الذي قد يثيره"، واصفا نفسه بأنه مستخدم بسيط استيقظ عندما بدأت الغارة الأميركية.(سان فرنسيسكو ـ أ ف ب)
دوليات
واشنطن تقتل أسامة بن لادن بعد عشر سنوات على 11 سبتمبر أوباما: العدالة أخذت مجراها كلينتون: سنواصل محاربة طالبان في أفغانستان
03-05-2011