حذرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس، من أن يعتقد بعض القادة العرب أن دولهم مختلفة عما جرى في تونس ويجري في مصر، معتبرة أنه إذا كان ذلك صحيحا على المدى القصير، إلا أنه ليس كذلك على المدى الطويل.

Ad

وتحدثت كلينتون، أمام المؤتمر السابع والأربعين للأمن في مدينة ميونيخ الألمانية، عن إمكان هبوب "عاصفة هائلة" من الاضطرابات في الشرق الأوسط بسبب "المشكلات الاقتصادية والقمع السياسي والسخط الشعبي"، وحثت قادة المنطقة على تبني إصلاحات ديمقراطية بالرغم من "مخاطر عدم الاستقرار على المدى القصير".

وقالت الوزيرة الأميركية: "ربما يعتقد بعض القادة أن دولهم استثناء وأن شعوبهم لن تطالب بمزيد من الفرص السياسية والاقتصادية... ربما يكون ذلك صحيحا على المدى القصير، ولكن على المدى الطويل لن يجدي ذلك". وأوضحت: "إذا كانت الأحداث التي شهدناها على مدى الأسابيع القليلة الماضية تعني شيئا، فهو أن الحكومات التي تحرم شعوبها على الدوام من الحريات وتكافؤ الفرص، هي التي ستفتح الباب في النهاية أمام عدم الاستقرار".

وذكرت كلينتون: "لم نر في الشرق الأوسط الديمقراطية والاقتصاد يسيران في الاتجاه نفسه"، مضيفة أنه "من الطبيعي أن يقوم شبان دون الثلاثين من العمر يشكلون شريحة كبيرة من سكان الدول العربية بالمطالبة بحكومات أكثر فاعلية وأكثر تجاوبا مع حاجاتهم". وأضافت: "إذا لم يتحقق تقدم في اتجاه أنظمة منفتحة ومسؤولة، فإن الهوة بين الشعوب وحكوماتها ستزداد وانعدام الاستقرار سيتفاقم".

وتابعت قائلة إنه "ينبغي أن يكون هناك في كل منطقة الشرق الأوسط تقدم واضح وفعلي في اتجاه أنظمة شفافة ونزيهة ومسؤولة". وأوضحت كلينتون أن "هذا الانتقال يتقدم حاليا بسرعة في بعض الدول، في حين يستغرق المزيد من الوقت في دول أخرى". وحذرت من أن "هناك بالطبع مخاطر ملازمة للانتقال إلى الديمقراطية"، لافتة إلى أن "الانتقال قد ينزلق إلى نظام متسلط جديد".

كذلك، رحبت وزيرة الخارجية الأميركية بـ"ضبط النفس" الذي أظهرته السلطات المصرية خلال تظاهرات الجمعة المناهضة لنظام مبارك بعد أعمال العنف التي شهدتها الأيام السابقة.