يقدم الباحث الجزائري هشام معافة دراسة تحليلية – نقدية بعنوان «التأويلية والفن عند هانس جيورج غادامير» عن «الدار العربية للعلوم»، وهو موضوع يثير قضايا تدخل في صميم اهتمام اختصاصات عدة: سواء في مجال الفلسفة عموماً، أو في مجال علم الجمال وفلسفة الفن خصوصاً، أو في مجال النقد والدراسات الأدبية، وهو: تيار الهرمينوطيقا الفلسفية والفن عند غادامير كمحصلة لمشروع ضخم، أرسى هيدغر دعائمه الأولى في مساجلته الكبرى التي خاضها مع تاريخ الفكر الفلسفي.

ماذا يعني الفن عند غادامير؟ «الفن عند غادامير، ليس مجرد مادة أو موضوع خصب للهرمينوطيقا فحسب، بل وأيضاً نموذجاً قد يمدنا بمدخل جيد لفهم الهرمينوطيقا ذاتها، فالحقيقة أن غادامير يرى أن مهمة الهرمينوطيقا كمحاولة لتجاوز الاغتراب في الأنظمة الإنسانية، هي مهمة يمكن تعريفها من خلال نموذجين للاغتراب السائد في وعي الإنسان العربي المعاصر، والذي تحاول الهرمينوطيقا قهره، وهما: اغتراب الوعي الجمالي، واغتراب الوعي التاريخي».

Ad

لذلك ينطلق الباحث من الإشكالية التالية: ما هي المكانة التي يحتلها الفن داخل الهرمينوطيقا عند غادامير؟ وكيف تُعيننا الهرمينوطيقا على فهم الفن؟ وما هي نقطة التحول التي جاءت على يدي هذا الفيلسوف إزاء الأزمة المعرفية في تاريخ الوعي الجمالي؟

وكي يتمكن الباحث من معالجة الموضوع، وظّف المنهج التحليلي، بهدف إجلاء أسس هذا الموضوع من خلال تحليل نصوص غادامير الأساسية حول موضوع هرمينوطيقا الفن، واقتضى ذلك منه خطة قسمها إلى مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة.